ذكرى مرور 150 عاما على حفر قناة السويس.. الملحمة التي شارك فيها مليون فلاح مصري

الفريق أسامة ربيع: حفر قناة السويس في عشر سنوات بأدوات بدائية معجزة قام بها المصريين
 

نحتفل مصر هذا الشهر بمرور 150 عاما على افتتاح قناة السويس والذي أقيم يوم 15 نوفمبر عام 1869 وهي الممر المائي وشريان الحياة لحركة التجارة العالمية الذي يمتد لنحو 193 كيلو ليربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط بحضور قادة العالم ملوكة في احتفال مهيب. 

 

 

 ففي يوم 15 أكتوبر1869 بدأت 1869بالقدوم ضيوفاً على مصر في بورسعيد مقر الحفل، والتي ضاقت أرجاؤها بالمصريين القادمين من جميع أنحاء مصر لمشاهدة فعاليات الافتتاح، بإيعاز من الخديوي إلى مديري الأقاليم ليرسل كل منهم جماعة من الأهالي بنسائهم وأطفالهم، فانتشروا على طول القناة، أعراب، وسودانيين وفلاحين، وصعايدة تعبيراً عن كافة طوائف الشعب المصري. 

 

 

وجاءت السفن قادمة من جميع أطراف العالم تحمل الضيوف الحاضرين على نفقة الخديوي الخاصة، واصطفت أساطيل الدول في ميناء بورسعيد ومن ضمنها الأسطول المصري وقد انتشرت على ضفاف القناة قوات الجيش المصري للحفاظ على نظام الاحتفال. 

 

وانطلقت طلقات المدافع مدوية احتفالا بوصول الضيوف وتم حفر قناة السويس بسواعد مليون فلاح مصري ممن أجبروا على ترك حقولهم وقراهم لكي يشقوا الصحراء في أجواء من المرض والإهانة، وذلك في وقت وصل فيه عدد سكان مصر لأقل من 4 ملايين فيما يعرف بالسخرة والتي مات خلالها أكثر من 120 ألف مصري أثناء عملية الحفر على إثر الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة، ومعظمهم لم يستدل على جثمانه ودفن في الصحراء أو تحت مياه القناة.

 

 

وطبقاً للتقارير الطبية المحفوظة في مكتبة الإسكندرية كان أكثر الأمراض انتشاراً بين العمال هي النزلات الشعبية والأمراض الصدرية والرمدية وحالات الإسهال الشديد وأمراض الكبد والجدري والسل، ثم جاءت الكوليرا في صيف عام 1865 وعصفت بالعمال لدرجة أن الشركة لم تجد رجالاً يرفعون جثث الموتى الذين كان يتم دفنهم في الصحراء، وتلاها ظهور مأساة تعرض العمال خلال الحفر لمادة طينية سائلة كانت تحتوي على فوسفور حارق مما أدى إلى إصابة الآلاف بالأمراض الغامضة التي أدت إلى وفاتهم على الفور.

 

وعندما تم حفر القناة الجديدة في عام 2014 اكتشفت كثير من جثث المصريين بطول القناة منهم فلاحين شاركوا في حفر القناة واخرين جنود من الجيش المصري الذي استشهدوا اثناء تحرير القناة وسيناء من العدوان الإسرائيلي.

 

 

وفي تصريحات صحفية اعتبر الفريق اسامه ربيع أن "حفر قناة بطول 162 كيلومتر في عشر سنوات بأدوات بدائية كان معجزة بكل المقاييس" 

وأضاف قائلا: "هذا فخر لنا لأن معناه أن الشعب المصري عندما يصر على تنفيذ مهمة فإنه ينفذها على أكمل وجه"

 

وأشار ان حفر "قناة السويس الجديدة" في عام 2014/2015 هي بمثابة فرع جديد للقناة، تم الانتهاء منه خلال عام واحد بتعليمات من الرئيس السيسي

وكشف رئيس هيئة القناة الفريق اسامه ربيع عن الفوائد التي نتجت عن إنشاء الفرع الجديد منها انخفاض زمن عبور القناة إلى النصف، من 22 ساعة الى 11 ساعة، كما أن عدد السفن التي تعبر يوميا ارتفع ليبلغ بين 60 و65 سفينة في المتوسط مقابل من 40 الى 45 في المتوسط سابقا

 

كما ساعد توسيع القناة عبور حاملات الحاويات، التي تمثل نصف السفن التي تمر من هذا الممر المائي، ذات الحمولات الكبيرة، كما أصبح بوسع ناقلات نفط عملاقة حمولتها 200 ألف طن عبور القناة