تبدأ من 24 ديسمبر وحتى 3 فبراير..

السدّة الشتوية بين الموافقة والاعتراض.. مُهلة لتطهير شبكة الرى أم أزمة لمحطات مياه الشرب

الأحد، 24 نوفمبر 2019 10:00 ص
السدّة الشتوية بين الموافقة والاعتراض.. مُهلة لتطهير شبكة الرى أم أزمة لمحطات مياه الشرب
السدة الشتوية فرصة لتطهير الترع والمجارى المائية
كتب ــ محمد أبو النور

يعرِف الفلاحون والمزارعون، في جنوب مصر وشمالها، "السدّة الشتوية"، منذ ستينات هذا القرن، ويستعدون لها جيداً، من خلال رى الزراعات، التي تحتاج إلى المياه، فى فترة من 15 إلى 20 يوماً، وهى إجراء سنوي، تنفّذه وزارة الموارد المائية والرى، منذ افتتاح السد العالى رسمياً، في عام 1971، و"السدّة الشتوية"، هي حبس المياه عن المجارى المائية، خلال فترة معينة، بهدف إجراء الصيانة الدورية، لشبكات الرى والصرف، على مستوى الجمهورية، غير أنه في السنوات الأخيرة، بدأت تتعالى بعض الأصوات، معترضة على فترة السدّة الشتوية، نتيجة انحسار المياه عن محطات الشرب، وظهور التلوث بصورة واضحة، نتيجة لقِلّة المياه في النيل، وفرعى دمياط ورشيد بشمال الدلتا.

السد العالى
السد العالى

 

السدّة الشتوية وفوائدها

وكان من هذه الأصوات، هالة أبوالسعد، وكيل المشروعات الصغيرة في مجلس النواب، والتي قالت في تصريحات صحفية، إنّ الحكومة تعمل في جزر منعزلة بعضها عن بعض، وأضافت أنّ محافظة كفر الشيخ، تعاني تلوث مياه النيل، وأنّه على الرغم من الحديث مع وزير الري أكثر من مرة، لم يتم التعامل مع أزمة السدّة الشتوية، ولم يتم اتخاذ أي إجراء احترازي للحفاظ على مياه النيل، وأوضحت النائبة، أنّها تقدمت بأكثر من بيان عاجل، لوزير الموارد المائية والري، بشأن مشكلة السدّة الشتوية، وتلوث المياه بمحطات الشرب، بمركزي فوه ومطوبس بمحافظة كفر الشيخ، ولفتت إلى أنّ مياه الشرب، بمركزي فوه ومطوبس، ملوثة بمياه الصرف الصناعي والصحي، الصادر عن المصانع، التي تلقي صرفها في نهر النيل، وهو ما تسبب في إقبال المواطنين على فناطيس المياه، لشراء ما يكفيهم وأسرهم خلال هذه الفترة، وهو ما يمثّل أعباء مادية ثقيلة على كاهل الفقراء، ومنذ إنشاء السد العالى، في عام 1960، والذى اكتمل بناؤه في عام 1968، وتثبيت آخر 12 مولد كهربائي به، في عام 1970، بدأ الأخذ بموعد للسدّة الشتوية، وهى إجراء سنوي، تنفّذه وزارة الموارد المائية والرى، منذ ذلك الحين، وحتى الآن، خلال فترة تبدأ، من 24 ديسمبر، وتنتهى فى 3 فبراير، وهذه الفترة تشهد انخفاضاً كبيراً فى منسوب المياه، بمجرى نهر النيل وفروعه، والهدف من السدة الشتوية، هو إجراء أعمال الصيانة والتطوير، فى شبكات الرى والصرف، وكذلك مجرى النيل وفروعه، ويجرى تعويض هذه الفترة، بعدد من الإجراءات الخاصة، خلال تلك الفترة تجنّباً لأى تأثيرات سلبية، على الرى والزراعات، كما يتم نشر قرار، مواعيد السدة الشتوية، فى الجريدة الرسمية، على أن يتم تقسم فترة السدّة الشوية، على 5 قطاعات مختلفة، وهى غرب الدلتا و مصر الوسطى و شرق ووسط الدلتا و مصر العليا، ومدة السدّة الشتوية، لكل إقليم 15 يوماً، بحيث تكون  كميات المياه، التى يتم ضخها، خلال السدّة الشتوية، تكفى لاحتياجات البلاد، وخلال فترة السدّة الشتوية، تظهر بعض جزر نهر النيل، بسبب انحسار المياه عن هذه الجزر، وكان المهندس عبد اللطيف خالد، رئيس قطاع الري، بوزارة الموارد المائية والرى، قد أكد في تصريحات صحفية، أن خطة تطوير منظومة الري في مصر، من أهم المحاور، التي يتم الاعتماد عليها في الوادى و الدلتا، وما يتم إنجازه فى المحافظات الصحراوية، وتضم شبكة الرى، الترع بأطوال 33 ألف كيلو متراً، ويتم صيانة وتطهير الكثير منها، خلال السدّة الشتوية.

خزان أسوان
خزان أسوان

 

تطهير الترع والمصارف وإجراء الصيانة

ومثلما يستعد الفلاحون والمزارعون للسدّة الشتوية، تستعد وزارة الموارد المائية والرى أيضا، على أن يتم تقسم المحافظات، خلال هذه الفترة إلى 5 قطاعات، ويجرى ضخ مياه الشرب فقط، دون مياه الزراعة، والتى لا تكون خلالها الزراعات فى حاجة إلى مياه، وتقسم القطاعات في أنحاء المحروسة، خلال السدة الشتوية، إلى غرب الدلتا، ومصر الوسطى، وشرق ووسط الدلتا، ومصر العليا، حيث تبلغ مدة السدة الشتوية، لكل إقليم 15 يوماً، والتعاون بين كل من، وزارات الرى والداخلية والنقل والسياحة، ومحافظتى أسوان والأقصر، لذلك سيتم إعلان حالة الطوارئ، وتشكيل مجموعات عمل، على مدار 24 ساعة، للاطمئنان على الملاحة النيلية، وعدم حدوث معوقات فى مجرى نهر النيل، من أسوان وحتى الأقصر، وقد أوضحت وزارة الرى، أن الهدف الرئيسى، من السدة الشتوية، ليس ترشيد المياه، فى هذه الفترات، التى تمثل موسم أقل الاحتياجات، والتى لا تحتاج الزراعات فيها، إلى مياه رى كبيرة فحسب، ولكن أيضاً، لتنفيذ العديد من أعمال الصيانة والتطهيرات، والأعمال الصناعية، التى يتطلب تنفيذها، عدم وجود مياه بالمجارى المائية، حيث تمثل هذه الأعمال، ضرورة ملحة لشبكات ومرافق الرى، للارتقاء بمنظومة الرى، وتحسين إدارة وخدمات توصيل المياه، على مدار العام، وقالت الوزارة، إن الملاحة النهرية، وتبريد محطات الكهرباء، تستغل المياه المتاحة ولا تستهلكها، ويتم ذلك، فى إطار الحصة المائية للبلاد، من مياه نهر النيل، والتى تبلغ 55.5 مليار متر مكعب، وهى محدودة، ولا تكفى الاحتياجات المائية للبلاد، حيث يتم إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى، وبعض الموارد الأخرى، "تحلية مياه البحر وحصاد مياه الأمطار والمياه الجوفية"، للوفاء بالاحتياجات اللازمة للبلاد.

المهندس محمود السعدى رئيس مصلحة الرى
المهندس محمود السعدى رئيس مصلحة الرى

 

احتياجات الملاحة النهرية وهيئة النقل

ومن جهتها، وجّهت وزارة الموارد المائية والرى، بتكثيف الاستعداد لموسم السيول، وإدارة فترة أقل الاحتياجات، "السدة الشتوية"، مع التنسيق مع المحافظات، لإجراء سيناريوهات أزمة، للتعامل مع السيول، والتنسيق مع وزارتى النقل والسياحة، والمحافظات المعنية، للتعامل مع الملاحة النهرية، أثناء موسم أقل احتياجات، مع توجيه هيئة النقل النهرى، التابعة لوزارة النقل، بتكثيف والانتهاء من أعمال التكريك المطلوبة، للممر الملاحى، وتوجيه الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، لأخد الاستعدادات اللازمة، أثناء موسم أقل الاحتياجات، وتطهير مأخذ المحطات، مع إحاطة المعنيين، بمناسيب النيل، خلال الخمسة أشهر المقبلة، وقال المهندس محمود السعدى، رئيس مصلحة الرى، إن هناك محافظات، قد انتهت مسبقا، من أعمال التطهير والصيانة، لمجارى الترع، لرفع الطاقة الاستيعابة، مع زيادة المناسيب، مشيراً إلى إحكام غلق أفمام ومصبات الترع، لمنع حدوث أى غرق، والسيطرة على حالة الجسور، خلال سقوط الأمطار، وكانت وزارة الرى، قد شكلت غرف عمليات، على مستوى إدارات الرى والصرف والميكانيكا والكهرباء، بجميع المحافظات، وتعمل جميعها، من خلال نقاط اتصال، مع غرفة العمليات المركزية بالوزارة، على مدار الساعة، وتجهيز كافة المعدات اللازمة، فى حال حدوث طوارئ، خلال سقوط الأمطار، علاوة على تشكيل لجان، على مستوى مديرى العموم والمفتشين ومديرى الهندسات، ومهندسى المراكز، حتى تلتزم بالتواجد المستمر والمرور، والمراقبة والتفتيش والمتابعة اللحظية، لمناسيب المياه.

زراعة القمح
زراعة القمح

 

مابعد المحاصيل الاستراتيجية

كانت السدّة الشتوية، خلال الستينات والسبعينات والثمانينات، تُمثّل استراحة وأجازة للفلاحين والمزارعين، في كل محافظة، لالتقاط أنفاسهم، نتيجة المواسم الزراعية المتداخلة، وكانت المحاصيل الاستراتيجة، تسيطر على الرقعة الزراعية، خلال هذه الفترة، مثل القمح والقطن وقصب السكر والفول البلدى، كما يقول الدكتور محمد عبادى أمين عام نقابة الفلاحين الزراعيين، أمّا الآن فقد تغيرت الخريطة الزراعية، نتيجة دخول محاصيل جديدة على التركيب المحصولى، مثل الخضروات والفاكهة وبنجر السكر، وغيره من المحاصيل الحديثة، والتي تحتاج إلى المياه والرى، ولا تتحمّل انقطاع المياه لفترات طويلة، وعلى الرغم من ذلك لابد من وقت تنقطع فيه المياه عن الترع والمصارف، حتى يتم تطهيرها وصيانة المجارى المائية، على أن يتم مراعاة الزراعات في كل محافظة.

تطهير الترع والمجارى المائية
تطهير الترع والمجارى المائية

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق