بداية من ارتفاع أسعار الأعلاف..

المشاكل تحاصر الثروة الحيوانية.. والحكومة تعد بتذليل العقبات

الخميس، 28 نوفمبر 2019 08:00 ص
المشاكل تحاصر الثروة الحيوانية.. والحكومة تعد بتذليل العقبات
دعم وتطوير الثروة الحيوانية
كتب ــ محمد أبو النور

تُمثّل الثروة الحيوانية في مصر، ضِلعاً حيويّاً من أضلاع منظومة الأمن الغذائي، بجانب الثروة الداجنة والسمكية، وعلى الرغم من المشاكل والتحديات، التي تواجه زيادة حجم وأعداد، هذه الثروة القومية، إلاّ أن ارتفاع أسعار الأعلاف، وتحرير أسعار الصرف إلى جانب القفزة في أسعار الوقود، واستيراد اللحوم من الخارج، يلقى بظلاله على حاضر ومستقبل هذه الثروة، غير أنه على الجانب الآخر، تسعى الحكومة، مُمثّلة في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، بدور كبير، لدعم وتطوير وزيادة الثروة الحيوانية.

تربية الثروة الحيوانية ودعمها
تربية الثروة الحيوانية ودعمها

 

10 ملايين طن من اللحوم الحمراء

في البداية، تشير الأرقام والإحصائيات الرسمية، إلى أن مصر تستهلك سنوياً 10 ملايين طن من اللحوم الحمراء، منها 60% لحوم مستوردة من الخارج، و30% من استهلاك اللحوم المُجمّد، و30% يُذبح فى الداخل، و40% من الكمية، يتم إنتاجها من الذبح المحلى، وقد بلغت نسبة الاكتفاء الذاتى من اللحـوم الحمراء 55.9 % في عام 2017، ومتوسـط نصـيب الفـرد 10.7 كجم، فى مقـابل 9.6 كجـم عـام 2016، بزيادة بلغت نسـبتها 11.5٪، يرتفع هذا المتوسط، ليصل إلى 30 كجم فى الولايات المتحدة الأمريكية، و28 كجم فى أوروبا و40 كجم فى البرازيل، وكان آخر تقرير، صادر عن قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، قد أوضح، أن تعداد قطعان الثروة الحيوانية بمصر، يبلغ 18 مليوناً و250 ألف رأس، منها 3.8 مليون رأس من الجاموس، و4.7 مليون رأس من الأبقار، و5.4 مليون رأس من الأغنام، و4.2 مليون رأس من الماعز، وحسب التقرير تبلغ درجات الاكتفاء الذاتى من اللحوم البيضاء، حوالى 90%، واللحوم الحمراء 60%، وبيض المائدة 100% ومن الألبان 80%.

مزارع الثروة الحيوانية
مزارع الثروة الحيوانية

 

الاعتراف بالحق فضيلة

من جانبه، أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن قطاع الثروة الحيوانية، يواجه العديد من التحديات، خاصة مع استيراد الكثير من مدخلات الإنتاج، وهو ما يستلزم تكاتف جهود كافة الجهات الحكومية، والأهلية والمستثمرين، للعمل على تطوير هذه الصناعة، وتذليل المعوقات، لتحقيق الهدف المنشود، بتوفير بروتين حيواني آمن، لصحة المواطن المصري، وأشار الوزير، خلال افتتاحه، فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثاني، لمعهد بحوث الصحة الحيوانية، "تنمية الثروة الحيوانية التحديات والحلول"، أن الثروة الحيوانية، تمثل عصب اقتصاد الكثير من الدول، وتُعدّ مصدراً مهما للدخل القومي، موضحاً أنه لا يمكن إنكار الجهود المبذولة، من قبل الدولة، بمختلف قطاعاتها ومؤسساتها الخدمية، لتقديم أفضل الدعم للثروة الحيوانية، ولفت الوزير، إلى وجود اهتمام خاص، من رئيس الجمهورية، بضرورة تقديم رؤية واضحة، عن المشاكل والصعوبات، التي تعترض تطوير وتحسين، إنتاجية الثروة الحيوانية، ووضع الحلول المقترحة، التي تتلاءم مع الظروف الحالية، بهدف ضمان استمرارية هذا القطاع، في الإنتاج، والعمل على التخفيف، من انعكاسات الظروف الراهنة على المربين، وتأمين مستلزمات الإنتاج من الأعلاف والرعاية الصحية، للاستفادة من جميع الأنشطة، التي يُنفذها مشروع تطوير الثروة الحيوانية، وأشار وزير الزراعة، إلى ضرورة الاستمرار، فى تنفيذ رؤية واضحة، والاتفاق على الإجراءات والبدائل، التي من شأنها تطوير قطاع الثروة الحيوانية، ودعمه وحمايته والاهتمام به، للمحافظة على السلالات المتميزة، والسعى لحمايتها وتحسينها، وتقديم كل ما يلزم للمربين، لمساعدتهم في الاستمرار بالعملية الإنتاجية، وأكد الوزير، أن نجاح استراتيجات التطوير والتنمية، للثروة الحيوانية فى مصر، لن يتأتى إلا بتضافر جهود كافة الأطراف المعنية، من حيث المسئولية الملقاة على كاهل كل جهة، للتوسع وزيادة الإنتاج، عاماً بعد آخر، لمواجهة الزيادة المُطردة، فى عدد السكان من جهة، ولزيادة متوسط نصيب الفرد من البروتين الحيواني، من جهة أخرى.

تربية الثروة الحيوانية
تربية الثروة الحيوانية

 

أخطر 6 أمراض تهدد الإنتاج الحيواني

ومن ناحيته، قال الدكتور ممتاز شاهين، مدير معهد بحوث صحة الحيوان:إنه تم تحقيق العديد من النجاحات، لحماية الثروة الحيوانية والداجنة، للكشف عن أخطر 6 أمراض، تهدد الإنتاج الحيواني والداجني، منها اكتشاف الإصابة بفيروس مرض انفلونزا الطيور H5N1 عام 2006، وعزل العِترة H5N8 عام 2016، وقام المعهد بعزل العِترة A لفيروس مرض الحُمّى القُلاعية عام 2006، والعِترة SAT2 2012 ، وأضاف شاهين، أن المعهد تمكن من الكشف عن الإصابة بمرض انفلونزا الخيول عام 2008، والكشف عن الإصابة بفيروس H1N1 عام 2009 وغيرها، بالإضافة إلي إجراء الاستبيانات، عن مدى انتشار الأمراض، مع عزل وتصنيف المُسبِبات المرضية، للأمراض الحيوانية المعدية والوبائية، وتشخيص الأمراض المشتركة، التي تنتقل للإنسان، وكذلك فحص الأغذية، ذات الأصل الحيواني، وتقدير مدى صلاحية تلك الأغذية، للمواصفات القياسية المحلية والدولية، وبفضل الله، تم اختيار المعهد مُؤخّراً ليكون مركز مرجعي متميز، لسلامة الغذاء في القارة الافريقية .

تربية ودعم الثروة الحيوانية
تربية ودعم الثروة الحيوانية

 

وشدد الدكتور ممتاز شاهين، علي أن المعهد، تقع على عاتقه، مسئولية حماية الثروة الحيوانية، من الأمراض الوبائية والوافدة، علاوة على حماية الصحة العامة، من مخاطر الأمراض المشتركة، وكذلك حماية البيئة من التلوث، بالمسببات المرضية، بالإضافة إلى دوره، فى النهوض وتطوير البحث العلمى، لتنمية الثروة الحيوانية.

وأوضح مدير معهد صحة الحيوان، أنه كان من الواجب علينا، أن نبذل قصارى جهدنا، لنكون قادرين على تحمل المسئولية، وتحقيق الهدف المنشود، والذي بدوره، يتطلب العمل بجد وإخلاص، من أجل النهوض بالثروة الحيوانية، فمنذ إنشاء معهد بحوث الصحة الحيوانية، فى عام 1904، وهو يقوم بدورة المنوط به، في إجراء البحوث والدراسات العلمية والتطبيقية، في المجالات التشخيصية والعلمية، لأمراض الحيوانات والدواجن والأسماك، وكذلك الكشف عن مُسبِبات الأمراض، التي لم يُسبق تسجيلها من قبل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة