بدافع حماية البيئة وحفظ الأسعار عالميّاً.. أمريكا تلقي بالقمح في المحيط وأستراليا تقتل الإبل

الثلاثاء، 14 يناير 2020 03:00 ص
بدافع حماية البيئة وحفظ الأسعار عالميّاً.. أمريكا تلقي بالقمح في المحيط وأستراليا تقتل الإبل
زراعة القمح فى الولايات المتحدة الأمريكية
كتب ــ محمد أبو النور

يُتابع العالم باهتمامٍ بالغٍ، مابين لحظةٍ وأخرى، قيام السلطات الأسترالية، بإعدام أكثر من 10 آلاف جمل، رمياً بالرصاص، من خلال قنّاصة محترفين، وعن طريق طائرات، تُحلّق في الجو فوق الصحارى الأسترالية، التي ترعى بها الإبل، لاصطيادها واحداً تِلو الآخر، وعلى الرغم من أن أستراليا، كانت تستطيع إبرام صفقات تجارية، لتصدير هذه الإبل للدول العربية، التي تستورد منها اللحوم والماشية الحيّة، أو للدول الإفريقية الفقيرة، والتي في حاجة إلى الغذاء واللحوم والبروتين، بدلاً من قتلها ودفنها، وعدم الاستفادة منها، إلاّ أنها لم تأخذ بهذه الخيارات، وهو مايُعيد إلى الأذهان، ماكانت تلجأ إليه الولايات المتحدة الأمريكية، من إلقاء القمح في مياه المحيط بكميات كبيرة، بحُجّة الحفاظ على الأسعار العالمية، وحماية المُزارع الأمريكي، وكذلك دعم مزارعى القطن والقمح الأمريكيين، في مواجهة مُزارعى الدول النامية الفقراء، الذين لايحصلون على مثل هذا الدعم الكبير، فتتراجع مساحة المحاصيل الزراعية لديهم، وتنتهى عاماً بعد عام، كما انتهت زراعة القطن في مصر، إلى 220 ألف فدان، بعد أن كانت، قد وصلت إلى 2,5 مليون فدان، في أواخر الخمسينات والستينات والسبعينات.

زراعة وإنتاجية القطن فى بنين
زراعة وإنتاجية القطن فى بنين

 

زراعة القمح والقطن الأمريكيين

البداية من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تتمتع بمساحات واسعة من الأراضى، وتبلغ 1.9 مليار فدان تقريباً، كما تبلغ نسبة الأراضى المنزرعة، حوالى 2 مليون كم مربع أي ما يوازى خُمس مساحة الدولة.                                                                                                                          تحتل كذلك مكانة عالمية فى الإنتاج الزراعى على مستوى العالم، بما يعادل 14% من الإنتاج الزراعى العالمى، وتعتبر أكبر مُصدّر للمواد الغذائية والزراعية في العالم، وقد شحنت إلى الخارج منتجات زراعية، تقدر قيمتها بأكثر من 139.5 بليون دولار في عام 2018، بزيادة قدرها 1.5 بليون دولار عن العام 2017، كما تحتل المنتجات الزراعية مراتب متقدمة، من الإنتاج العالمى لتلك الحاصلات، وكذلك مساهمتها فى التجارة الدولية، فهى تحتل المركز الثالث فى إنتاج القمح بالعالم بعد الصين و الهند و أيضا تسهم بنحو 40% من صادارات القمح الدولية، وتحتل المركز الثانى فى إنتاج القطن عالمياً كأحد المحاصيل الزراعية الصناعية، وتتبوأ المركز الأول فى إنتاج الذرة عالمياً، بنسبة 49% من الإنتاج العالمى للذرة الرفيعة و كذلك الأرز.

زراعة القطن فى الولايات المتحدة الأمريكية
زراعة القطن فى الولايات المتحدة الأمريكية

 

وعلى الرغم من إنتاجها المحدود 1.5% من الإنتاج العالمى إلاّ أنه يكفيها، وتسهم بحوالى 25% من صادارات الأرز العالمية، كما أنها تحتل المركز الأول فى إنتاج محصول التبغ أو الطباق فى العالم بنسبة 15% من الإنتاج العالمى، وبلغت الصادرات الزراعية الأمريكية حوالى 150 مليار دولار، وكانت أكبرها متجهة إلى الصين، فهى شريك تجارى هام مع الولايات المتحدة، وقد بلغت الصادرات الزراعية الأمريكية إلى الصين 28 مليار دولار، وتتركز أساساً على شحنات فول الصويا والذرة الرفيعة والحبوب المجففة و زيوت الحبوب، وتُعد السنوات العشر الأخيرة عموماً، من سنوات الإنتاج الوفيرة في البلاد، حيث سجلت فيها أقوى تجارة زراعية في تاريخ الولايات المتحدة، وفى خططها للدعم الزراعى الحكومى، كشفت الولايات المتحدة عن برنامج مساعدات، بقيمة 16 مليار دولار للمزارعين الأمريكيين، الذين تضرروا من الحرب التجارية مع الصين، وأكدت وزارة الزراعة الأمريكية في بيان لها، إنها تعتزم دفع 14.5 مليار دولار، لمنتجي مجموعة متنوعة من المحاصيل، وكذلك منتجي الألبان ولحم الخنزير المتأثرين بالتعريفات الانتقامية، بالإضافة إلى ذلك، تخطط الحكومة الأمريكية، لمشتريات تبلغ قيمتها حوالي 1.4 مليار دولار من المنتجات الطازجة وغيرها، من المنتجات الغذائية المتأثرة بالتعريفات الجمركية، على أن يتم استخدامها لمساعدة بنوك الطعام، ومخازن الطعام وبرامج الوجبات المدرسية، وسيتم استخدام إيرادات التعريفات الجمركية الأمريكية، التي يتم جمعها من قبل وزارة الخزانة، لدعم برنامج مساعدة المزارعين، وفقاً لتقارير وزارة الزراعة.

زراعة القطن فى مصر
زراعة القطن فى مصر

 

بنين تتصدّر زراعة القطن أفريقياً وتشكو أمريكا

في الوقت الذى خرجت فيه مصر، من الترتيب الإفريقى والعالمى للقطن، وزرعت هذا العام 230 ألف فدان، بعد أن كان القطن، قد اقترن باسمها منذ عهد محمد علي، واشتهرت بفخامة المنسوجات القطنية المصرية في العالم، انتقلت الآن ريادة القطن زراعة وإنتاجية إلى دولة أخرى، وهى بنين حسب ما سرده الدكتور محمود وهبة، خبير القطن العالمى،  ولكن القطن المصري لا مثيل له في الفخامة ونعومة الحرير وطول التيلة، وليس له في العالم منافس، غير أن بنين أصبحت أكبر دولة بإفريقيا لزراعة وتصدير القطن، وخرجت مصر من الترتيب ومساحة الأرض المزروعة بالمحصول، وقد بلغت مساحة زراعة القطن في بنين 3.3 مليون هكتار، أي حوالي 7 مليون فدان.

زراعة القمح فى أمريكا
زراعة القمح فى أمريكا

 

وعلى الرغم من أن بنين أصغر وأفقر دول إفريقيا بعدد سكان 11 مليون نسمة، ودخل الفرد ثلث دخل الفرد المصري، وتعاني من نقص المياه، إلاّ أنها أصبحت في المرتبة الأولي إفريقياً، في زراعة الذهب الأبيض، وخرجت مصر من الترتيب، فالقطن قطاع يعمل بحرية في بنين، كما يراه خبير القطن المصرى والعالمى، وبناء علي العرض والطلب العالمي، والفلاح يحصل علي السعر العالمي هناك، ولذلك ازدادت المساحة المزروعة لأكثر من 3.3 مليون هكتار، وأول مرة اسمع فيها أن بنين كانت تزرع قطناً كان في نهاية التسعينات، عندما كانت تنوي رفع قضية ضد الولايات المتحدة الأمريكية، في منظمة التجارة العالمية "الجات"، لأن أمريكا دعمت الفلاح الأمريكي، وقد ربحت بنين هذه القضية، وحكمت المحكمة لصالح بنين، وقد استمرت بنين مع دول إفريقية أخرى، تقاضي أمريكا لعدة مرات وفى عددٍ من القضايا، في منظمة الجات أو منظمة التجارة العالمية WTO ، لأنها كانت تدعم القطن الأمريكي وتنافس الفلاح الفقير في إفريقيا وقد كسبت كل القضايا.

زراعة القمح
زراعة القمح

 

 

تعليقات (2)
brutality
بواسطة: NAGWA
بتاريخ: الثلاثاء، 14 يناير 2020 03:06 ص

have they heard of the poor ?if that is true then what a shame

أمريكا مزرعة للصين!
بواسطة: ساجد
بتاريخ: الخميس، 16 يناير 2020 03:49 ص

أمريكا مزرعة للصين، والصين بنك لأمريكا! «عندما تبيع الولايات المتحدة الطعام للصين، فإنها تتعامل مع منافس اقتصادى قوى ومُقرض يملك ماقيمته 900 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية».- ليستر براون Lester Brown رئيس معهد سياسة الأرض، الولايات المتحدة. من مقال له "الصين والقمح الأمريكى". كنت قد نقلته من الشبكة الدولية للمعلومات يوم الثلاثاء 15 مارس 2011 م. 900 مليار وقتها، فكم الرقم اليوم؟! مقال شَيّق لمن يريد مقالا كفنجان قهوة مضبوط. شكرا موقع صوت الأمة، والأستاذ يوسف أيوب

اضف تعليق