4 عقود من العلاقة الحرام بين تنظيم الحمدين ونظام الملالي

الجمعة، 17 يناير 2020 09:00 ص
4 عقود من العلاقة الحرام بين تنظيم الحمدين ونظام الملالي
إيران وقطر
كتب مايكل فارس

 لم تكن العلاقات المشبوهة بين إيران وقطر وليدة السنوات الأخيرة، بل امتدت جذور خيانة الأسرة الحاكمة فى الدوحة "آل ثانى" إلى عقود مضت من الزمان، كانت كخنجر مسموم فى ظهر العرب.

 

وتتناسب العلاقة عكسيا بين الخليج وطهران من جهة وقطر وإيران من جهة أخرى، فكلما توترت العلاقة بين الطرفين الأولين، كلما زادت العلاقة بين الطرفين الأخيرين، ففى تسعينيات القرن الماضى بينما كان يرتفع حجم التوجس الخليجى من سياسات الملالى، أغمضت الدوحة أعينها عن عبثية طهران، وتحركاتها المريبة فى الإقليم، وبدا واضحا انحياز "آل ثانى" نحو تنامى العلاقات مع الجهات المشبوهة فى هيكل النظام، وعمقت أكثر بعد المقاطعة العربية للدوحة إثر دعمها للإرهاب فى العالم.

عندما اندلعت الثورة في إيران، والمعروفة بثورة الخمينى عام 1979، كانت قطر دويلة عربية فى الخليج حديثة التأسيس، غير أنها الأولى التى خدمت الأيدلوجية التوسعية الإيرانية فى المنطقة، ورغم شعور البلدان العربية والخليجية من الخطر الداهم من إعلان إيران تصدير ثورتها إلى المنطقة، وصفت قطر علاقتها مع إيران بالودية والمتميزة منذ الثورة وحتى الآن واستخدمتها كورقة ضغط على خصومها

وخلال التسعينيات، سعت قطر لتوثيق علاقاتها مع مختلف الرؤساء المتعاقبين على إيران، وفى 1997 عرض الرئيس الإيرانى الأسبق هاشمى رفسنجانى على الدوحة، تقديم أى مساعدة تقنية واقتصادية وصناعية، ولم تتـأثر العلاقات بين البلدين حتى خلال الحرب العراقية الإيرانية، رغم اصطفاف الخليج بأكمله خلف الرئيس العراقى الراحل.

 

ومع مرور الوقت، تزداد العلاقات المشبوهة بين الدوحة وطهران، فعلى سبيل المثال، خلال زيارة الرئيس الإصلاحى محمد خاتمى لقطر فى مايو 1999، واعتبرت من أنجح الزيارات تم توقيع 7 اتفاقيات ومذكرات تفاهم تعلقت بالتعاون العمالى والاجتماعى والاستثمارات المتبادلة، ودعمت إيران قطر لاستضافة مؤتمر القمة الإسلامى حينها، وتطورت العلاقات بعد انتخاب الرئيس الإيرانى السابق المتشدد محمود أحمدى نجاد، وبلغ التعاون مع إيران ذروته عندما دعت قطر نجاد فى عام 2007 لحضور مؤتمر قمة الخليج فى الدوحة كضيف شرف.

وقد وقفت قطر إلى جانب طهران، وصوتت ضد قرار مجلس الأمن رقم 1696 حول الملف النووى الإيرانى والذى دعا طهران إلى إبداء المزيد من الشفافية، بينما كانت دول الخليج تعيش حالة من القلق تجاه الانشطة النووية وتدعو المجتمع الدولى إلى اتخاذ مواقف صارمة منها، وذلك في 31 يوليو 2006.

وعام 2000 زار أمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثانى، إلى طهران، بدعوة الرئيس الأسبق خاتمى، حلقة جديدة فى سلسلة التقارب، حيث كان أول زيارة يقوم بها حاكم دولة خليجية منذ 20 عام، وسبق أن زارها فى 1998 للمشاركة فى مؤتمر القمة الإسلامية، ومنذ ذلك الحين لم تنقطع زيارة المسئوليين القطريين إلى إيران.

ووقعت قطر وطهران اتفاقية أمنية فى 18 أكتوبر من عام 2015 لمكافحة الجرائم فى المياه الحدوديّة للبلدين، وسبقت هذا الاتفاق الجديد مجموعة من اللقاءات والتفاهمات بين الدولتين، وفى 2010، زار أمير قطر السابق طهران، والتقى بالمرشد الإيرانى الأعلى على خامنئى، ليشمل الاتفاق التعاون الأمنى بين الحرس الثورى والجيش القطرى أيضا، حيث استقبلت قطر سفناً عسكرية للحرس الثورى الإيرانى، حاملة قيادات عسكرية إيرانية لإجراء لقاءات من أجل التوصل إلى تفاهمات أمنيّة بين الطرفين. وقد حضر الاجتماع سفير إيران فى قطر عبدالله سهرابى والممثّل العسكرى فى السفارة ما شاء الله پورشه، وانتهى إلى توقيع اتفاقية أمنيّة بين البلدين.

وكانت الدوحة أول دولة خليجية، رحبت بالاتفاقية النووية التى وقعتها إيران مع الغرب، فى يوليو 2015، وفى نفس التاريخ نشرت "سى ان ان" مقابلة مع وزير الخارجية القطرى، خالد العطية، أكد فيه على أن بلاده تدعم الاتفاق الذى توصلت إليه إيران حول برنامجها النووى مع مجموعة (5+1)، وفى يناير 2016 حدثت توترات كبيرة بين دول الخليج وإيران، نجمت عن سياسات طهران فى المنطقة، وقيام أغلب الدول الخليجية بسحب الدول سفرائهم من طهران بسبب الهجوم على سفارة المملكة فى طهران، إلا أن الدوحة اكتفت باستدعاء سفيرها وتمسكت بعلاقات قوية مع حكام طهران، وإعادته لاحقا فى 2018 واستأنفت العلاقات الدبلوماسية.

وتحولت الدوحة لمستعمرة إيرانية رسمية عام 2017، حيث أنها مطمع الدولة الشيعية ولقمة سائغة فى فم الدولة العميقة فى إيران، واستهدفت طهران السيطرة على قرارات الدويلة الصغيرة، ومنذ بداية المقاطعة تحول المسئولين الإيرانيين إلى النقيض من قطر فبعد أن كان يصف إعلام طهران تميم بعراب الإرهاب، دافع المسئولون عن سياسات تميم.

كما استقوت قطر بعناصر الحرس الثورى وقدرتهم وفق تقارير إعلامية خليجية ما يقرب من 10 آلاف جندى وضابط إيرانى، بالإضافة إلى تحركاتها المشبوهة داخل الدوحة للسيطرة على مفاصل الإمارة وصنع القرار، وهو ما تبادر إلى الأذهان التصريح الشهير للنائب الإيرانى على رضا زاكانى، والذى قال فيه أن "أربع عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية" (لبنان، العراق، سوريا، اليمن)، لتصبح فطر العاصمة الخامسة التى تدخل تحت وصاية طهران.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق