ذراعا الشيطان في الشرق الأوسط.. قطر وتركيا يواصلان دعم الإرهاب

الجمعة، 17 يناير 2020 02:00 ص
ذراعا الشيطان في الشرق الأوسط.. قطر وتركيا يواصلان دعم الإرهاب
كتب مايكل فارس

منذ عام 2011، وعقب نشوب الاضطرابات في الشرق الأوسط، تحت مسمى "الربيع العربي"، حاولت الإدارة الأمريكية في عهد رئيسها باراك حسين أوباما، تمكين جماعة الإخوان المسلمين من البلاد التي يشكلون بها قوى، وذلك بعد تنسيق تركي حيث أقنع رجب طيب أردوغان، نظيره الأمريكية بهذا السيناريو على أن يكون هو زعيم تنظيم الإخوان في الشرق الأوسط.

السيناريو القذر كان يهدف لتدمير البلاد العربية، لم تدخر تركيا وقطر جهدا لدعم كل معارضة مسلحة ضد نظامها، في مصر وسوريا وليبيا واليمن، وقد وثق تقرير لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، الدور القطري والتركي، في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية منذ بدء الصراع في سوريا قبل 8 سنوات.

التحالف المتمثل في قطر وتركيا وجبهة النصرة، ساهم في تحقيق الأخيرة لمكاسب ميدانية في بعض المناطق السورية ومكنها من الحصول على إمدادات عسكرية ومالية لمواجهة القوات الحكومية السورية، و ساهم في تحقيق الأخيرة لمكاسب ميدانية في بعض المناطق السورية، ومكنها من الحصول على إمدادات عسكرية ومالية لمواجهة القوات الحكومية السورية.

وفي هذا التحالف، شكل من الشراكة جعلت من قطر ممولا، وتركيا معبرا، حيث انتقلت الأموال والأسلحة القطرية إلى جبهة النصرة عبر الحدود التركية السورية، وتعزز التحالف مع تشكيل عدد من الفصائل المسلحة، ما يعرف بتنظيم "جيش الفتح" بقيادة جبهة النصرة للقتال ضد الحكومة السورية عام 2015، بحسب التقرير الذى أكد أن تشكيل جيش الفتح جاء بوساطة قطرية ومساع تركية، ويشدد على أنه لولا الدعم القطري التركي لما نجح التنظيم الإرهابي في تحقيق مكاسب ميدانية في إدلب وغيرها من مناطق سورية.

وفى ليبيا، وثقت مذكرة حقوقية في مدينة لاهاي بهولندا جانبا من انتهاكات قطر في ليبيا بدعمها المستمر للمليشيات الإرهابية بالأسلحة والمال ونقلهما عبر السفن والطائرات، وقد ذكر الفريق الدولي لتقصي الحقائق في انتهاكات قطر بالمذكرة التي أصدرها مؤخرا، أنه تم رصد وتوثيق انتهاكات قطرية تخالف لقرار مجلس الأمن رقم 1373، ولجنة مكافحة الإرهاب الدولية المنبثقة عنه، والذي يلزم جميع الدول بمنع وقمع تمويل الأعمال الإرهابية، والامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصريح أو الضمني إلى الكيانات أو الأشخاص الضالعين في أعمال إرهابية.

وحذر الباحث الأمريكي كايل شيديلر، مدير شبكة مكافحة الإرهاببالعاصمة الأمريكية واشنطن، من أن قطر وتركيا تشكلان خطرا على الأمن والاستقرار الأمريكي أكبر مما يمثله أعداء واشنطن المعروفين، مشيرا إلى أن التقارب الأخير بين كل من تركيا وقطر وإيران، موجه ضد مصالح الولايات المتحدة واستقرار الشرق الأوسط برمته، مشددا على  ضرورة أن تتخذ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خطوات قوية تجاه الدول التي تعد نفسها صديقة للولايات المتحدة مثل قطر وتركيا، وتعمل على إضعاف الضغط الدولي على إيران عبر علاقات قوية معها.

وأكد مدير شبكة مكافحة الإرهاب بواشنطن، أن قطر دولة صغيرة، وغنية بالموارد الطبيعية، وبدلا من مشاركة المجتمع الدولي في جهود الاستقرار، تعمل على لعب دور على الساحة الدولية عبر دعم الشبكات والجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط والعالم، مؤكدا أن الدعم القطري لحركة حماس وعناصر تنظيم القاعدة (خاصة في سوريا)، أمر معروف للمجتمع البحثي والأمني في الولايات المتحدة به.

وتستخدم قطر علاقتها مع الجماعات الإرهابية في محاولة لخلق أهمية لنفسها على الساحة الدولية، بما يسمح لها بالوصول إلى أي بلد تقريبا في الشرق الأوسط وحتى في الغرب، والتدخل فيها في بعض الأحيان، مشيرا إلى أن الدوحة تحاول الترويج لنفسها كوسيط فحسب بين الدول الغربية، والجماعات الإرهابية، لكنها في الحقيقة تمول الإرهاب تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، من خلال دفع الفديات على سبيل المثال.

وأكد عبد المطلب ثابت عضو مجلس النواب الليبي في تصريحات له، أن الدوحة وإسطنبول تدعمان عناصر إسلامية ومليشيات إرهابية بالسلاح والمال لعدم استقرار البلاد والاستيلاء على مقدرات الشعب الليبى، قائلاً: نحن في حالة حرب، والتدخل القطري والتركي في ليبيا مستمر منذ ما وصف بالربيع العربي، مطالباً جهات دولية ومنظمات حقوقية بفتح تحقيق دولي حيال التدخل والدعم المالي والعسكري من قبل قطر وتركيا، للجماعات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة في ليبيا.

وزير الخارجية المصري سامح شكري، قال إن كلًا من قطر وتركيا تدعمان وبقوة التنظيمات الإرهابية المتطرفة داخل الأراضي الليبية، لزعزعة استقرار الدولة وشعبها، مؤكدا أن تلك التنظيمات الإرهابية لا تستهدف تهديد ليبيا فقط، بل تهديد الدول المجاورة لها وعلى رأسها؛ مصر، موضحا خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، أن زعزعة استقرار ليبيا من خلال استمرار تلك التنظيمات في إيجاد الوسائل التي تمكنهم من الانتشار على الأراضي الليبية وإعاقة جهود التسوية السياسية، يهدد أمن واستقرار المواطن الليبي.

وسلط موقع "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" وهو معهد للسياسات مقره واشنطن، يركز على الأمن القومي والسياسة الخارجية الضوء على التعاون "التركي-القطري" ودورهما في عمليات النزاع وانتشار الإرهاب ودعم جماعة الإخوان المسلمين دوليا وإقليميا، وتدخلها في شؤون الدول العربية بشكل عام وليبيا بشكل خاص، فضلا عن دعم المليشيات الإرهابية بالسلاح والمال.

وتحت تقرير بعنوان "أخوة المصلحة.. اندماج المحور التركي القطري"، أكد الموقع، أن ليبيا كانت واحدة من أولى ساحات القتال التي بدأ التحالف “التركي-القطري” لافتا إلى أن أنقرة والدوحة تدعمان المليشيات الليبية المتحالفة مع الإسلاميين في غرب ليبيا، مؤكدا أن قطر أصبحت أول دولة عربية تعترف رسميًا بـ”ثوار ليبيا” وأرسلت مقاتلات للمساعدة في التدخل بقيادة الناتو، كما أن الدوحة أرسلت المئات من القوات القطرية لدعم الثوار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق