ما مصير تنظيم القاعدة بعد مقتل نائب أيمن الظواهري في اليمن؟

الجمعة، 07 فبراير 2020 09:10 م
ما مصير تنظيم القاعدة بعد مقتل نائب أيمن الظواهري في اليمن؟
الريمي
كتب مايكل فارس

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مقتل الريمي، زعيم ما يعرف باسم "تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية"، وذلك في عملية عسكرية أمريكية باليمن، فجر الجمعة، قائلا في بيان نشره البيت الأبيض، إن الريمي هو نائب لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، مضيفا أن التنظيم تحت قيادته مارس قدرا هائلا من العنف ضد المدنيين في اليمن، وسعى إلى تنفيذ هجمات عدة ضد الولايات المتحدة.

ورأى محللون سياسيون مقتل قاسم الريمي، زعيم ما يسمى "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، بأنه يمثل ضربة موجعة للتنظيم المتطرف، الذي فقد الكثير من قياداته في الآونة الأخيرة، وقال الباحث السياسي والاستراتيجي، عبد الملك اليوسفي، إن ذلك يشكل ضربة موجعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، حيث أنه كان يقود التنظيم من اليمن، متابعا، مخزون الشخصيات القيادية الجمعية لدى تنظيم القاعدة يتضاءل يوما بعد يوم، لا سيما بعد مقتل جلال بلعيدي، ومن ثم ناصر الوحيشي، الذي خلفه الريمي في عام 2015.

وقد قتل سابقا القيادي في التنظيم جمال البدوي، الذي قتل بطائرة مسيرة، وكان مسؤولا عن الهجوم على المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" في ميناء عدن في أكتوبر عام 2000، بحسب اليوسفي الذى أضاف، أن مقتل هذا العدد الكبير من قيادة تنظيم القاعدة في اليمن في السنوات القليلة الماضية من شأنه أن يؤدي إلى تشظي التنظيم وتفتته أكثر فأكثر، وخصوصا بالنسبة للخلايا النائمة منه.

وتنظيم القاعدة كان يسيطر حتى عام 2015 على مناطق واسعة في اليمن، من بينها السيطرة شبه الكاملة على المكلا، كما كان له نفوذ واسع في شبوة وأبين، بحسب اليوسفي الذى أكد أن الضربات الموجعة التي وجهتها قوات التحالف العربي بمساندة النخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية والنخبة في أبين سلب التنظيم النفوذ على الأرض، ليتحول إلى خلايا نائمة تتوزع على نقاط متفرقة في البيضاء.

وسوف يعاني تنظيم القاعدة كثيرا في المرحلة المقبلة، خصوصا مع غياب الشخصيات القيادية، وفقدان الأرض التي كان يسيطر عليها، وتحوله إلى خلايا نائمة متناثرة، بحسب اليوسفي، الذى لم يستبعد أن توظف الإدارة الأمريكية عملية مقتل الريمي في شؤونها الداخلية، لا سيما من أجل التأثير على الناخب الأمريكي في الانتخابات الرئاسية المقررة هذا العام.

وعبده محمد أبكرأو "قاسم الريمي" الملقب بـ"أبوهريرة الصنعاني"، تاريخه حافل بالجرائم والعمليات الإرهابية، وقد ولد في 5 يونيو 1978 في اليمن، وانضم إلى تنظيم القاعدة في فترة مبكرة من حياته، بعدما اختفى مع أهله وأقاربه من محافظة ريمة اليمنية، وكان في الـ 15 من عمره، وفر إلى أفغانستان وتدرج في المواقع القيادية حتى وصل إلى درجة "مدرب" في معسكر تابع لتنظيم "القاعدة" في أفغانستان، قبل الاجتياح الأميركي في 2001.

والريمي انضم مع "الوحيشي"، ضمن مجموعة المقاتلين الذين عملوا تحت إشراف زعيم التنظيم أسامة بن لادن، وعقب عودته إلى اليمن، تم اعتقال الريمي في سجن الأمن السياسي في صنعاء مع عدد من الإرهابيين العائدين من أفغانستان. واستطاع الريمي إحياء تنظيم القاعدة من داخل سجنه.

وفي فبراير 2006 تمكن من الفرار من السجن في صنعاء مع 23 سجيناً آخرين. وغيّرت عملية الهروب المثيرة مصير حراك الإرهابيين في اليمن، وقد أدرجت واشنطن اسم الريمي على قائمة الإرهاب في مايو 2010، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13324، وجمدت أرصدته المصرفية داخل الولايات المتحدة، وفي شهر مايو 2010، تمت إضافة الريمي إلى قائمة عقوبات الأمم المتحدة للأفراد المرتبطين بمنظمة القاعدة، وفي يوليو 2007 ارتبط اسم قاسم الريمي بالهجوم الذي استهدف مجموعة مع السياح الإسبان وأسفر عن مقتل 8 منهم في مأرب بوسط اليمن.

وقد أسس الريمي لاندماج فرعي تنظيم القاعدة في اليمن وفي السعودية في 2009، وتولى منصب القائد العسكري للتنظيم المستحدث، بعد أن نجحت السعودية في التضييق لدرجة كبيرة على التنظيم ضمن أراضيها، كما تولى الريمي منذ هذا الاندماج مسؤولية تجنيد الشباب اليمني والعربي للانضمام إلى القاعدة، وفي عام 2009 اتهمت الحكومة اليمنية الريمي بإدارة معسكر تدريبي تابع لـ "القاعدة" في محافظة أبين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق