كيف تصدت الإدارية العليا لبيزنس الكتاب الجامعي؟.. معاقبة 12 أستاذا أجبروا الطلاب على الشراء

الأحد، 16 فبراير 2020 11:35 ص
كيف تصدت الإدارية العليا لبيزنس الكتاب الجامعي؟.. معاقبة 12 أستاذا أجبروا الطلاب على الشراء
أحمد سامي

في واحدة من أهم القضايا لصالح طلاب الجامعات المصرية بشأن بيزنس الكتاب الجامعي، وربطه بدرجات أعمال السنة حتى أصبح سلعة تجارية للتربح وليس للعلم، وهي المشكلة التي تؤرق كل بيت مصري له أبناء في الجامعة، ما يؤثر سلبا على جودة التعليم، وما يتعرض له الطلاب من استغلال بعض الأساتذة لمناصبهم، وإجبارهم للطلاب على شراء كتبهم الجامعية وبأسعار باهظة الثمن تزيد عن الأسعار المحددة من مجلس الجامعة بما لا يتناسب مع دخل الأسرة المصرية، ويمثل عبئا على كاهلها وبما يمس حقوق الطلاب في تعليم يتميز بالجودة وفقا لمستحدثات العصر.
 
أصدرت المحكمة الإدارية العليا حكما تاريخيا من سلسة أحكامها الرادعة لأهم محفل تعليمي هو الجامعات لضبط السلوك العام للأساتذة تجاه طلابهم في المجتمع الجامعي الذي يعد حجر الزاوية في إصلاح التعليم الجامعي أسوة بالنظم العالمية المطبقة في جامعات العالم.
 
وقضت المحكمة برئاسة المستشار عادل بريك نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين سيد سلطان والدكتور محمد عبدالوهاب خفاجي وأسامة حسنين وشعبان إسماعيل نواب رئيس مجلس الدولة، بتوقيع عقوبات تأديبية متنوعة على 12 أستاذاً بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالمنصورة من بينهم عميد الكلية لقيامهم  ببيع الكتاب الجامعي بالإجبار وبأسعار تزيد عما قرره مجلس الجامعة وعدم قيامهم برد المبالغ المطلوبة منهم كفروق أسعار وتوقيعهم على تظلم لرئيس جامعة الأزهر ضمنوه بألفاظ غير لائقة ومزاعم غير صادقة ضد قيادات الجامعة واتهموهم بالابتزاز والجباية والتدني في المعاملة وعدم ملائمة قراراته للعصر متجاوزين حدود حق الشكوى، وأمرت المحكمة بإيداع المبالغ المحصلة بالزيادة لحساب صندوق التكافل للطالبات الفقيرات والحالات الإنسانية.
 
وكشفت المحكمة أن الأساتذة مع العميد وقعوا على تظلم لرئيس جامعة الأزهر ضمنوه الفاظاً غير لائقة ومزاعم غير صادقة ضد قيادات الجامعة بالابتزاز والجباية والتدني وعدم ملائمة قراراته للعصر متجاوزين حدود حق الشكوى , وقال الأساتذة للمحكمة : وقعنا على التظلم دون علمنا بمضمون الألفاظ والعبارات بينما كان درس المحكمة البليغ: لا يجوز لمثل من يتبوأ مكانتكم السامية كأستاذة جامعيين ومربين أن تتذرعوا بعدم علمكم بما احتواه شكايتكم من ألفاظ تجاوزت حقكم في الشكوى، وأنتم أعضاء هيئة التدريس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية تعلمون النشء الألفاظ مبانيها ومعانيها ودلالتها بل أنتم في ذلك أهل الذكر وتُسألون عما تفعلون، وهى أعذار تحط من قدركم أكثر مما تدفع عنكم ما كسبته أيديكم من مخالفة.
 
وكان مجلس جامعة الأزهر درج منذ سنوات طويلة علي تحديد أسعار الكتب الجامعية بمبالغ زهيدة نظراً لأن معظم الطلبة والطالبات بالجامعة يأتون من مجتمعات متواضعة لا تسمح بالمغالاة في أسعار الكتب الدراسية وقد تم تشكيل لجنة من قبل مكتب المتابعة التابع لرئيس الجامعة لمراقبة مدي التزام أعضاء هيئة التدريس أسفرت التقارير المعدة من قبل تلك اللجنة عن وجود فروق كبيرة بين الأسعار المحددة من قبل مجلس الجامعة والأخرى التي تباع بها الكتب في بعض الكليات ومن بينها كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالمنصورة وأن القواعد المعمول بها بشأن تحديد أسعار المقررات الدراسية تتم وفق الساعات المقررة لكل مادة علي النحو الآتي : المادة المخصص لها ساعة واحدة عشرة جنيهات بما لا يقل عن عشرة ملازم والساعتين مبلغ عشرين جنيهاً لسعر الكتاب بما لا يقل عن عشرين ملزمة والثلاث ساعات فأكثر ثلاثين جنيهاً للكتاب بما لا يقل عن ثلاثين ملزمة , و تم زيادة سعر الملزمة للكتاب المطبوع علي ورق جرائد و المطبوع علي ورق أبيض , فيكون بيع سعر الكتاب اثنا عشر جنيهاً الذي يدرس ساعة واحدة والساعتين أربع وعشرين جنيهاً , والثلاث ساعات خمس وثلاثين جنيهاً مع الالتزام بالحد الأدنى المقرر للملازم. إلا أن الأساتذة لم يلتزموا بذلك .
 
قالت المحكمة إن المخالفات المنسوبة للطاعنين الأساتذة وعددهم 12 أستاذا من بينهم عميد الكلية فى الطعون الماثلة أنهمقاموا ببيع المقررات الدراسية بأسعار تزيد عما قرره مجلس الجامعة وعدم قيامهم برد المبالغ المطلوبة منهم كفروق أسعار بشأن المقررات الدراسية التى قاموا ببيعها للطلاب بأسعار تزيد عما قررته الجامعة فى هذا الشأن وتوقيعهم على تظلم قدموه لرئيس جامعة الأزهر ضمنوه الفاظاً غير لائقة ومزاعم غير صادقة ضد قيادات الجامعة ومسئوليها متجاوزين فى ذلك حدود الشكوى المسموح بها قانوناً، حيث اتهموا قيادات الجامعة ومسئوليها بالابتزاز والجباية والتدنى فى المعاملة وعدم ملائمة القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة للعصر الذى يعيشون فيه، الأمر الذى يشكل قبلهم ذنباً قوامه الخروج على مقتضيات الوظيفة وما تفرضه من واجب توقير الرؤساء واحترامهم، فإن هذه المخالفات ثابتة في حقهم من واقع التحقيقات وممن سمعت شهادتهم، أخذا في الاعتبار أن بعض الطاعنين الذين سددوا فروق أسعار الكتب الخاصة بهم التى قاموا ببيعها لطلاب الكلية بالمخالفة للأسعار المحددة بالقرارات الصادرة  من الجامعة، وهذا يعنى أن مخالفة بيع الكتب الجامعة بسعر أعلى  من القواعد المقررة قد تمت  وثابتة في حقهم ثبوتا يقينياً وليس مؤدى رد المبالغ الزائدة ما يمحو به فعل المخالفة.
 
وذكرت المحكمة أنه عن المخالفة المنسوبة للطاعنين في الإثنا عشر طعنا من قيامهم بالتوقيع علي تظلم لرئيس جامعة الأزهر ضمنوه ألفاظاً غير لائقة ومزاعم غير صادقة ضد قيادات الجامعة ومسئوليها متجاوزين في ذلك حدود حق الشكوي المسموح به قانوناً, فهى ثابتة في حقهم ثبوتاً يقينياً على نحو ما ورد بالتظلم المرفق في الأوراق حيث أنهم نسبوا إلي رؤسائهم من قيادات الجامعة ومسئوليها بالابتزاز وجباية الأموال والتدني في معاملة وعدم ملائمة القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة للعصر الذي  يعيشون فيه وهى ما أثبتت التحقيقات عدم صحتها علي النحو الوارد بها، الأمر الذي يشكل في حقهم ذنباً تأديبياً قوامه الخروج علي مقتضيات الوظيفة وما تفرضه عليهم من  واجب توقير الرؤساء  واحترامهم، الأمر الذى يتعين معه مساءلتهم تأديبياً عما نسب إليهم في هذا الشأن، وتكون العقوبات التأديبية  الموقعة عليهم صحيحة ومتفقة ما اقترفوه من مخالفة .
 
وأشارت المحكمة إلى أنه لا ينال من ذلك ذكره الطاعنون من أنهم قاموا بالتوقيع علي التظلم فقط دون علمهم بمضمون ما جاء بالتظلم من ألفاظ وعبارات فذلك مردود بأن التحقيقات قد أسفرت عن أنهم قد اجتمعوا في مكتب عميد الكلية واتفقوا علي مسودة التظلم ومن ثم لا يجوز لهم التذرع بعدم علمهم بما جاء بالتظلم، فضلاً عن أنه لا يجوز لمثل من يتبوأ مكانتهم السامية كأستاذة جامعيين ومربين أن يتذرعوا بعدم علمهم بما احتواه شكايتهم من ألفاظ تجاوزت حقهم في الشكوى , ذلك أن الطاعنين وهم أعضاء هيئة التدريس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية يعلمون النشء الألفاظ مبانيها ومعانيها ودلالتها بل هم في ذلك أهل الذكر وهم يُسألون عما يفعلون بما لا يسوغ لهم من بعد التعلل بأعذار واهية تحط من قدرهم أكثر مما تدفع عنهم ما كسبته أيديهم من مخالفة .
 
وأوضحت أنه لا يفوت المحكمة الإدارية العليا أن تسجل في حكمها أنه لا يجوز للجامعات المصرية اختزال التعليم الجامعى من قبل الأساتذة في الكتاب الجامعى وفرضه على الطلاب بصورة مباشرة أو مستترة مما يجبرهم على شرائها ومعظمها مرتفعة الأسعار بالرغم من طباعتها على ورق بالغ السوء، على نحو ما كشفت عنه الطعون الماثلة من استغلال بعض أساتذة الجامعات للطلاب في بيع الكتاب الجامعى بأزيد من الأسعار المحددة من مجالس الجامعات وبما يرهق هؤلاء الطلاب وأسرهم خاصة الطبقات الفقيرة منهم مما يمثل عبئاً ماليا كبيرا على أسر معظم طلاب الجامعات المصرية، وقد تجاوزت أسعارها الربح المعقول إلى صور الاستغلال الذى يوحى للطلاب بأن شراء الكتاب هو السفينة التى  يبحروا بها  إلى شاطئ النجاح في أخر العام، وتلك اَفة ينبغى البرء منها في كافة الجامعات المصرية .
 
واختتمت المحكمة حكمها المستنير المُصلح لأحوال التعليم الجامعى أنه يجب على الجامعات المصرية أن تبحث عن حل لمشكلة الكتاب الجامعى حتى لا يصبح التعليم العالى كالتعليم المدرسى التقليدى لملاحقة ركب التطور ومستحدثات العصر، وأن تتخذ من الكتاب الإلكترونى على الانترنت لغة تتناسب مع روح العصر ومستحدثاته فيتصفحه الطلاب من الأجهزة الإلكترونية حسب المقدرة المالية لكل منهم، ثم يتفاعل الطلاب مع أستاذتهم في حوارات مفيدة, فيكون الكتاب الإلكترونى بديلا للكتاب الجامعي ليقوم منهج التعليم الجامعى على المراجع العلمية ومصادر المعرفة المتنوعة ويتفق الكتاب مع العصر المعلوماتي والسرعة المطلوبة، بعد أن وضعت الدولة مشروع التعليم مكان الصدارة والاهتمام بحقوق الشباب في الجامعات، وأضحى من حقهم الحصول على كتاب جامعي يحتوي على مادة علمية مطابقة لمعايير الجودة، ولا يجبرهم أحد على شرائه بل طواعية واختيارا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة