زواج المتعة.. 4 أسباب أدت لطلاق تركيا من روسيا

السبت، 22 فبراير 2020 04:00 ص
زواج المتعة.. 4 أسباب أدت لطلاق تركيا من روسيا
بوتين وأردوغان
كتب مايكل فارس

دخلت تركيا مع روسيا في علاقة "استراتيجية"، العام قبل الماضي، بعدما تشابكت خيوط العديد من الملفات بأيديهما على رأسهما خط الغاز الروسي التركي السيل شمال 2 و الملف السوري.

 

وتمكنت موسكو الحليف الأهم والأقوي للنظام السوري، من عقد اتفاقية سوتشى في سبتمبر 2018 مع أنقرة لوقف إيقاف النار بين الجيش السوري من جهة والميليشيات والجماعات الإرهابية المدعومة من  تركيا من جهة أخرى بعد انحصارهم في محافظة إدلب وريف حلف.

 

بعد عامين من اتفاق سوتشي، تغيرت خريطة التوازنات، بعدما بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التهور مع الدب الروسي، في اعتقادا منه أنه يستطيع إجباره على الرضوخ لمطالبه، ليرتكب 3 أخطاء رئيسية أدت لغضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعلى إثرها يبدو أن صبره قد نفذ أمام الحليف التركي المزعج.

 

الخطأ الأول: نقض اتفاقية سوتشي

 

نقض أردوغان لاتفاقية سوتشى الموقعة في سبتمبر 2018، حيث توصل الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب، لتجنب الحرب في تلك المحافظة التي كان يبلغ عدد سكانها في وقت إبرام الاتفاقية ثلاثة ملايين نسمة.

 

وبحسب ما صرح الرئيس الروسي بوتين، فإن تركيا ستقوم بإخراج جميع الفصائل الجهادية في العاشر 10 أكتوبر 2018، ونزع الأسلحة الثقيلة من دبابات وصواريخ ومدافع هاون التي بحوزة تلك الجماعات، و ستقوم وحدات من الشرطة الروسية والتركية بمراقبة المنطقة منزوعة السلاح، وهو ما اقترحه أردوغان، وستنسحب جميع الفصائل المسلحة من تلك المنطقة بما فيها هيئة تحرير الشام ( جبهة النصرة سابقا)، من جهته قال أردوغان سنعزز نقاط المراقبة في تلك المناطق ونحارب الإرهاب بالتعاون مع روسيا، وبفضل هذا الاتفاق، سنحول دون وقوع كارثة إنسانية في إدلب.

 

وعلى أرض الواقع بدأ منذ شهر يناير الجاري دعم تركي للفصائل المسلحة والدخول إلى الأراضي التي حررها الجيش السوري من الميليشيات المسلحة، بل وقام بإنشاء نقاط مراقبة جديدة لم يقضي بها اتفاق سوتشي، وأرسلت حشودا عسكرية ضخمة، لمساندة الميليشيات المسلحة في محافظة إدلب التي ما زالت تسيطر عليها الفصائل العسكرية الموالية لتركيا، لتدخل دبابات وآليات عسكرية ثقيلة متوجهة إلى النيرب بريف حلب، ما يعني أن مواجهة عسكرية محتملة الاندلاع بالرغم من الدعوات للتهدئة لكلا الدولتين.

 

وعقب اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري من جهة والميليشيات المسلحة الإرهابية مدعومة بقوات وأليات عسكرية تركية من جهة أخرى، تمكنت الأخيرة من السيطرة مؤقتا على بلدة النيرب التي كان يسيطر عليها النظام، بعد قصف مدفعي وصاروخي كثيف من قبل أنقرة، ليتدخل الطيران العسكري الروسي ويحسم المعركة ويدمر عدد من الأليات العسكرية التركية، ليجبر الباقي عن التراجع عن البلدة.

 

الخطأ الثاني: معارضة مصالح موسكو في ليبيا

 

تدعم روسيا بشكل ضمني الجيش الوطني الليبي، وموسكو رافضة جملة وتفصيلا وجود أي تنظيمات إرهابية أو مسلحة، وتسعى للقضاء عليها حتي لا يتوجهوا إليها بأعمال إرهابية، ويحارب القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، الميليشيات الموجودة في طرابلس برعاية حكومةالوفاق الإخوانية وبدعم تركي.

 

إلا أن رجب طيب أردوغان وقف ضد مصالح روسيا وقام بإرسال مرتزقة من سوريا ودعم حكومة الوفاق الإخوانية بمختلف أنواع الأسلحة والطائرات المسيرة، وحين عقد مؤتمر برلين، تعهد زعماء روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في قمة في برلين، بوقف التدخل في ليبيا واحترام حظر إرسال الأسلحة إليها، إلا أن رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، كعادته خالف ما تم التعهد به، ليستمر في إرسال مرتزقته من المعارضة السورية المسلحة والجماعات الإرهابية إلى ليبيا، وقد كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفاع عدد المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى العاصمة الليبية طرابلس، ليصل إلى نحو 4700، في حين بلغ عدد المرتزقة الذي وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب نحو 1800.

 

 

الخطأ الثالث: أوكرانيا

 

ارتكب رجب طيب أردوغان خطأ كارثيا حينما بدأ بتوثيق علاقته بأوكرانيا، الخصم اللدود لروسيا، خاصة خلال زيارته في مطلع فبراير الجاري، ففي مستهل زيارته إلى كييف، حيا أردوغان حرس الشرف الذى اصطفت لاستقباله، بعبارة نشأت كتحية في وسط القوميين المتطرفين الأوكرانيين المناهضين لروسيا، ليظهر مقطع فيديو نشرته الرئاسة الأوكرانية أردوغان وهو يمشي برفقة نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ثم يتوقف أمام حرس الشرف ويقول" "المجد لأوكرانيا" ليرد عليه الجنود "للأبطال المجد"، إضافة إلى إقراره بعدم اعتراف بلاده بضم روسيا لجزيرة القرم، ليغضب بذلك حليفه الروسي.

 

 

الخطأ الرابع: المقامرة مع أمريكا

 

توترت العلاقات بين أمريكا وتركيا العام الماضي، وصعدت الأولي مع الأخيرة بسبب حصولها على نظام الدفاع الجوي الروسي s 400، حيث بدت أنقرة في التقرب من الدب الروسي للحصول على هذه المنظومة الدفاعية.

 

والتقرب التركي الروسي قابله غضب أمريكي، واتخذت الولايات المتحدة الخطوات الأولى لإبعاد تركيا عن برنامج مقاتلات "اف ـ35" بهدف الوصول إلى التعليق الكامل لمشاركتها في البرنامج بحلول 31 يوليو المقبل، وفقا لخطاب من وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان لنظيره التركي خلوص اكار.

 

وحين حصلت تركيا على منظومة الدفاع الجوي الروسي s 400، خسرت حليفها الغربي الأهم والأقوي وهو الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الموجهات السياسية بين اللاعبين الأساسيين في الملف السوري –روسيا وتركيا- ازدادت اشتعالاً، لتنقلب الطاولة مرة أخرى، فروسيا لن تترك حليفها السوري بين نيران الإرهاب المدعوم من أنقرة، ورغم المصالح الاستراتيجية بين تركيا وروسيا في العديد من الملفات مثل خط الغاز السيل الشمالي 2 وصفقات التسليح، إلا أن الملف السوري، قلب طاولة التحالف.

 

ونقلت وكالة بلومبرج عن مصدر تركي في أنقرة، أن الأخيرة طلبت من الولايات المتحدة مضادات جوية من نوع باتريوت لردع روسيا في إدلب، مضيفا تركيا طلبت من الولايات المتحدة نشر بطاريتين من منظومات "باتريوت" على حدودها الجنوبية لضمان حرية التصرف من أجل توجيه ضربات انتقامية، في حالة أي هجمات مستقبلية للقوات السورية المدعومة جويا من قبل روسيا.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق