كورونا يضرب قطاعا السيارات والطيران حول العالم.. وخسائر نحو 30 مليار يورو

السبت، 22 فبراير 2020 11:55 ص
كورونا يضرب قطاعا السيارات والطيران حول العالم.. وخسائر نحو 30 مليار يورو
عمليات تطهير مسافرين من كورونا

تتزايد خسائر الشركات العالمية بفعل فيروس كورونا المستجد، الذي انتشر في الصين، وعطل الكثير من القطاعات التجارية، من السيارات والطيران الجوي والصناعة. 

الخسائر الاقتصادية طالت العالم أجمع، حيث يبرز قطاع صناعة السيارات، كأحد القطاعات المتأثرة بكورنا بنحو سريع، نظرا لدور الصين المحورى فيه، وذلك أن الصين أكبر سوق تصريف للسيارات الجديدة ومركز مهم للإنتاج والتوريد، وانخفضت مبيعات السيارات فى الصين بنسبة 92% فى النصف الأول من فبراير بسبب الفيروس. وفى عام 2019 عكست المبيعات فى الصين ضعف قطاع السيارات مع انخفاض بنسبة 8% بسبب الحرب التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأظهرت دراسة لمجموعة بوسطن الاستشارية، أنه فى مقاطعة هوبى الصينية الأكثر تضررا من تفشى الفيروس، يتم إنتاج نحو مليونى سيارة سنويا فى نحو 10 مراكز إنتاج هناك، وأشارت الدراسة، إلى أن هذا يعادل نحو 8% من إنتاج السيارات فى الصين. توقعت الجمعية الصينية لسيارات الركاب، تراجع مبيعات السيارات في البلاد بنسبة تتراوح بين 25% و30% لشهرى يناير وفبراير، بسبب تداعيات فيروس كورونا.

وحذرت الدراسة من عواقب عالمية على سلاسل الإنتاج حال حدوث إنهيار فى الإنتاج، حيث تمثل الصين أحد أكبر الدول المصدرة لأجزاء السيارات، مثل المكابح والإلكترونيات والهياكل والإطارات، موضحة أن كل فئة من هذه الفئات تتراوح قيمة صادراتها السنوية بين 5 و6 مليارات دولار.
 
وأشارت إلى أن أكثر من نصف هذه الصادرات تذهب إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، وتمثل الصين أهمية كبيرة بالنسبة لشركات صناعة السيارات الألمانية، حيث تعتبر أهم سوق بالنسبة لمرسيدس-بنز وأودى وبى إم دابليو وفولكس فاجن وبورش، وتذهب 40% من مبيعات "فولكس فاجن" إلى السوق الصينية.
 
تقول صحيفة "الباييس" الإسبانية، إن إدراة شركة "Magneti Marelli" والمملوكة لشركة Grupo Fiat، أعلنت عن عزمها التخلى عن 400 موظف فى مصنعها ببرشلونة بسبب نقص المواد الخام للسيارات والتى كانت تأتى من الصين، مشيرة إلى أن فيروس كورونا يؤثر على الاقتصاد العالمى، ونقص المواد الخام فى صناعة السيارات.
 
ووفقا لدراسة أجرتها شركة LMC Automotive (نُشرت فى الأيام الأولى من شهر فبراير) فإن هناك سيناريوهات مختلفة للتورط اعتمادًا على تقدم الفيروس ، الذى وصل عدد الوفيات بسببه إلى 1400 قتيلًا فى جميع أنحاء العالم، ومنها أنه فى حال استمرار الفيروس فى الربع الثانى من العام فإن البيانات السلبية تؤثر على الاقتصاد الاستهلاكى بأكملة مما يجعل نمو الاقتصاد الصينى 5% بدلا من 6% الذى كان مخطط لها من البداية، وانخفاض فى مبيعات السيارات بين 3 ٪ و 5 ٪.
 
أما صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية، قالت إن مدينة هوبى الصينية تمثل حوالى 9% من إنتاج السيارات فى البلاد، مع 11 مصنع تجميع والعديد من الامدادات، وإحدى الشركات المتأثرة هى شركة " Gestamp الإسبانية، والتى يوجد مصنع لها فى المدينة الصينية والذى تم إغلاقه فى ظل الأزمة الصحية التى تمر بها البلاد.
 
وأوضحت أن شركة Antolin وهى مجموعة إسبانية آخرى بها 25 مركز إنتاج فى الصين تم إغلاقها بالكامل خوفا من انتشار الفيروس، ولكن حتى الآن لم يتم تحديد الخسائر التى تكبدها قطاع السيارات فى العالم بسبب فيروس كورونا، نظرا لوجود أمل فى استئناف النشاط تدريجيا.
 
وضربت الخسائر قطاع الطيران أيضًا، وتتوقع الرابطة الدولية للنقل الجوى (IATA)، أن يتسبب فيروس كورونا في خسائر أكثر من 27 مليار يورو لشركات الطيران حول العالم.
 
وتعانى 95% من شركات الطيران فى آسيا والمحيط الهادئ من هذا التأثير السلبى والتى ستتحمل الصين 43.75% من الخسائر المحققة، وتم إلغاء 34% من الرحلات الداخلية والدولية داخل وخارج الصين. ويقدر اتحاد النقل الجوى الدولى (IATA) أن فيروس كورونا سيتسبب فى انخفاض الطلب العالمى بنسبة 0.6% فى عام 2020، مقارنة بالعام السابق، بينما سينخفض فى آسيا بنسبة 8.2%.
 
صحيفة الباييس الإسبانية، قالت إن التأثير الاقتصادى لفيروس كورونا فى الانتقال إلى الصناعة أيضا متأثرا بإغلاق المصانع فى الصين، وأيضا إلى قطاعات أكثر ارتباطا بالاستهلاك، وبالتالى أكثر عرضة لحالة من عدم اليقين الناجم عن انتشار الفيروس، مع الأخذ بالاعتبار التوسع الدولى للفيروس، كما يستعد قطاع النقل الجوى لعواقب سلبية فى نشاطه بعد أشهر قليلة من موسم الصيف وألعاب طوكيو الأولمبية.
 
وتوقعت الرابطة الدولية للنقل الجوى (IATA) خسائرها بمستوى دولى قدره 29.3 مليار دولار إذا تم التأكيد على ذلك، فإن هذا الرقم يعنى انخفاضًا بنسبة 5٪ على أساس سنوى فى توقعات إيرادات الاتحاد الدولى للنقل الجوى لعام 2020.
 
وستتكبد شركات الطيران فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ 95٪ من الخسائر ، ويتوقع قطاع صاحب العمل أن يترك 27.8 مليار دولار أى (حوالى 25.7 مليار يورو) ، وهو تأثير سيكون بارزًا بشكل خاص فى الصين ، البلد الذى نشأ فيه فيروس كورونا، والتى يمكن أن تعانى شركات الطيران من خسائر تعادل 43.7٪ من الإجمالى ، حوالى 12.8 مليار يورو (أكثر من 11.8 مليار يورو).
 
وبحسب تقارير، فإن شركات الطيران من بقية العالم ستشهد انخفاض عائداتها بنحو 1.5 مليار دولار (أكثر من 1.390 مليون يورو) ، وفقا للتقديرات، حيث  حذر اتحاد النقل الجوي الدولى (IATA) من أن الطلب العالمى على الحركة الجوية قد ينخفض بنسبة 0.6 ٪ فى جميع أنحاء العالم هذا العام مقارنة بعام 2019، وهو ما يتناقض مع التقدم بنسبة 4.1 ٪ الذى توقعته فى السابق.
 
وفى الوقت نفسه، فى آسيا والمحيط الهادئ، قد يصل انخفاض الطلب إلى 8.2 ٪، مقارنة بالارتفاع المتوقع بنسبة 4.8 ٪. يقول ألكساندر دى جونياك، الرئيس التنفيذى للاتحاد الدولى للنقل الجوى، إن الصعوبات التى يطرحها توسع فيروس كورونا فى قطاعه ، لكنه أكد أن الأولوية الرئيسية هى منع انتشار الفيروس.
 
وحول القطاع البحرى، حذرت شركة ميرسك أكبر شركة نقل حاويات فى العالم من بداية "ضعيفة للغاية" لهذا العام لأن فيروس كورونا يبقى المصانع مغلقة فى الصين مما تسبب فى تراجع الطلب على نقل البضائع، قالت شركة السفن الدنماركية إنها ألغت أكثر من 50 رحلة من وإلى آسيا منذ مد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة بسبب انتشار كورونا مشيرة فى تقرير الأرباح أنه من المتوقع أن الخفض أسعار الشحن بسبب تراجع الطلب.
 
وفي سياق متصل، قال الرئيس التنفيذى سورين سكو: «إننا نقدر أن المصانع فى الصين تعمل بنسبة تتراوح بين 50% و60% من الطاقة الإنتاجية»، وقالت ميرسك إنها تتوقع أرباحاً تبلغ حوالى 5.5 مليار دولار هذا العام وهو ما يقل بنحو 5% عن توقعات المحللين.  
 
وتتوقع الشركة أيضًا أن يرتفع الإنتاج إلى 90% بحلول الأسبوع الأول من شهر مارس لكن سكو حذر من أنه من الواضح أنه لا يزال هناك الكثير من الشكوك، حيث صرح للسى ان ان أنه مع وجود 30% من أعمال الشركة متعلقة بالصين فإن تأثير الفيروس كبير للغاية.
 
ووفقا لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية يتم نقل حوالى 80% من السلع العالمية عن طريق البحر وتمتلك الصين سبعة من أكثر موانئ الحاويات ازدحاما فى العالم وهذا يعنى أن فيروس كورونا يمكن أن يكون له تأثير كبير على الشحن العالمى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق