الجريمة الغامضة

الإثنين، 24 فبراير 2020 05:55 م
الجريمة الغامضة
آمال فكار

 
تصور أنه نفذ جريمته بكل حرص دون أن يترك أثرا وراءه، إلا أنه سقط بعد أيام قليلة في قبضة المباحث بعد أن تعددت القرائن ضده، وأجمعت علي أنه هو الفاعل، ليعترف المتهم أمام رجال الشرطة بجريمته قائلا: كنت أشعر بأنني أسير لهذه المرأة، كلما حاولت التماسك واستعادة توازني اندفع نحوها من جديد دون أن أشعر، ولم أعرف، هل هذا هو الحب؟ وهل مازالت أحبها حتي الأن رغم تهديدها المستمر برفضها الزواج مني وطردي من جنتها ؟، رغم أنني كنت أعلم أنه سبق لها الزواج مرتين قبل ذلك.
 
وأضاف الزوج المتهم، اعتبر نفسي زوج بائس لأنني أقدمت علي النار بنفسي ودخلت في شرك هذه المرأة، فأنا أعلم أنني الزوج الثالث في حياتها، فقد كان الزوج الأول رجلا عجوزا تزوجته بعد أن باعت نفسها له لتحقيق رغبة أهلها في الثراء السريع، حيث باعها والدها لهذا العجوز في صيغة عقد زواج، رغم أنها لم تكن قد اقتربت من سن العشرين في ذلك الوقت في حين كان الزوج رجلا عجوزا  لديه 4 أبناء، وهو ما جعلها تعتبر نفسها الأبنة الخامسة له في صيغة عقد زواج. 
 
وأشار الزوج في التحقيقات، بعد زواج ٥ سنوات لم تتمارض عليه توفي الزوج العجوز بعد مرض قصير، وورثت تلك المرأة ثروة طائلة لم تستطيع حصرها بمفردها مما دفعها إلي توكيل محامي لرعايته والاشراف علي التصرف فيه، حيث كان هذا المحامي هو الزوج الثاني لها والذي حل مكان الزوج الأول الذي تزوجته بعد شهر واحد فقط من موته، وشعرت تلك المرأة أن هذا المحامي سيعوضها شبابها وحرمانها رغم أنه لم يكن شابا، حيث كان في الخمسين من عمره.
 
وبعد فترة قصيرة من الزواج ، شعرت هذه المرأة أن هذا الرجل محدود المشاعر، ولم تمضي سنوات كثيرة علي هذا الزواج حتي لحق بزوجها السابق، لتعيش عاما حزينا ليس علي زوجها بل علي حظها العثر، رغم أنها ازدادت مالا وجملا وشبابا، وهو ما جعلها تبحث عن رجل يعوضها حرمانها، حيث كانت في بحث دائم في النوادي والسهرات والحفلات الاجتماعية عن زوج يشبع رغباتها، وبالفعل قابلتها وأن شابا فقيرا أسير خطواتي الاولي في حياه الشهرة والكتابة، بعد أن احترفت الشعر والأدب، ولذلك عندما سمعت بعض أشعاري تصورت أنني أحبها، حتي أنها في احدي الحفلات همست لي في أذني بعد الحفل " نلتقي غدا علي الغذاء في منزلي".
 
حدث اللقاء بالفعل داخل منزلها وانتهي بالاتفاق علي الزواج، بعد أن اخبرتني بأنها اختارتني لأكون زوجا لها، وهو ما جعلني أشعر بالفرحة الغامرة لأنني سأكون زوجا لسيدة ثرية وسأعيش معها في فيلتها الخاصة بعد أن كنت أعيش في بيت صغير ضاقت بي حجراته مع اخوتي في قرية صغيرة.
 
وأكد بأنه اعتقد أنه سيكون الرجل السيد الحاكم الآمر في البيت، ولكن منذ اليوم الأول شعر بأنه عليه أن يكون طائعا للسيدة الحاكمة وعليه أن يسمع وينفذ دون مناقشتها، وعندما حاول التمرد اعلنت رفضها لأسلوبه، وأنها شعرت بالملل وترغب في الزواج من شخص أخر، وأنه رجل غير مرغوب فيه.
 
من ناحية أخري أكدت التحريات والتحقيقات أن الشاب جن جنونه وقرر البحث عن سبب هذا التصرف من زوجته، وعلم أنه علي علاقة بشاب أخر وأنهما خططا للتخلص منه فقرر هو التخلص منها أولا، بعد ان قررت طرده من حياتها، وظل الشاب يفكر في طريقة لقتلها والتخلص منها دون أن يقع في قبضة رجال الشرطة فسافر إلي قريته وظل لثلاثة أيام يدبر ويخطط كيفية ي التخلص منها.
 
في تلك الأثناء جاءه من يخبره بالعثور علي زوجته الثرية مقتولة في حجرتها بالفيلا، وبدأ الجميع يبحث عن قاتل هذه المرأة لأن من قام بجريمة القتل تعمد افتعال سرقة الاثاث والمجوهرات وبعثرة محتويات الشقة ليتجه الشك ناحية الزوج الثالث، إلا أن شهادة الشهود أكدت أنه لم يغادر قريته منذ عدة أيام .
 
الغريب أن ضابط المباحث لم يطمئن لشهادة الشهود، وقرر البحث عن تحركات الشاب خلل الأيام الثلاثة في القرية وتوصل إلي سائق أحضرته القتيلة وأكد في أقواله أنه تعجب من ترك الزوج لزوجته وغاب لمدة ٣ ايام لكنه أكد أن الزوج الثالث هو القاتل.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق