تبعات كورونا.. هل يفكك الفيروس «الاتحاد الأوروبي»؟

الأربعاء، 01 أبريل 2020 11:00 ص
تبعات كورونا.. هل يفكك الفيروس «الاتحاد الأوروبي»؟
الاتحاد الاوروبى

رفض الاتحاد الأوروبى أن يتحمل تبعات الأزمات الاقتصادية التي تنطوى على تفاقم فيروس كورونا، فقد كان هذا هو رد الاتحاد على طلب إيطاليا الذى تزعمه ألمانيا، على عكس فرنسا التي أكدت ضرورة إرسال مساعدات مالية لإيطاليا لمواجهة الأزمة التي تتعرض لها والتي تدمر اقتصادها.

ولم يكن إزالة نائب رئيس البرلمان الإيطالى لعلم الاتحاد الأوروبى من مكتبه، أمرا غريبا، فقد يكون صعبا قبل أزمة كورونا ولكن الموقف الأخير من جانب الاتحاد الأوروبى تجاه المساعدات التي طلبتها إيطاليا لمواجهة تزايد أزمة فيروس كورونا في بلادها خاصة أن إيطاليا أصبحت أحد أكثر دول العالم تضررا من هذا الوباء كما أنها الأعلى وفيات من بين جميع دول العالم.

 
 
رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أكد أن الاتحاد الأوروبي قد ينهار بسبب تلك الجائحة، منتقدا غياب خطة موحدة لمواجهة وباء كورونا، مضيفا: "على أوروبا أن تظهر قدرتها على مواجهة فيروس كورونا لأن إيطاليا تؤدي دورها".
 
وهدد رئيس وزراء إيطاليا خلال قمة الاتحاد الأوروبى التي نظمت عبر الفيديو الأسبوع الماضى بعدم التوقيع على الإعلان المشترك في حال لم يعتمد الاتحاد تدابير قوية، وذلك بعدما رفضت ألمانيا ودول شمال أوروبية أخرى مناشدة تسع دول، من بينها إيطاليا الأكثر تضرراً، من أجل الاقتراض الجماعي من خلال سندات كورونا للمساعدة في تخفيف الضربة الاقتصادية للوباء.
 
مواطنون إيطاليون يحرقون علم الاتحاد الأوروبى في شوارع إيطاليا، للتعبير عن الغضب الذى ينتابهم من موقف الاتحاد الأوروبى تجاه أزمتهم الاقتصادية جراء كورونا، في الوقت الذى يتوقع فيه مراقبون أن يخرج الشعب الإيطالى بعد انتهاء الأزمة ويطالب بخروج بلادهم من عضوية الاتحاد الذى كانت أحد أبرز مؤسسيه.
 
أوروبا الآن انقسمت إلى نصفين، القسم الأول تتزعمه ألمانيا والتي ترى ضرورة ألا يتحمل الاتحاد الأوروبى خسائر اقتصادية تتكبدها دول أوروبا بسبب أزمة فيروس كورونا، بينما القسم الثانى وهو دول الجنوب وتتزعمه إيطاليا وإسبانيا الأكثر تضررا من هذا الفيروس المستجد فيران ضرورة أن يكون للاتحاد الأوروبى دور كبير في مواجهة التبعات الاقتصادية وأن يقدم كافة المساعدات التي تحتاجها الدول الأعضاء لمواجهة تلك الخسائر التي قد تهدد وجود الدولة نفسها.
 
مع تزايد مطالب إيطاليا بضرورة إرسال الاتحاد الأوروبى لمساعدات اقتصادية، ومماطلة الاتحاد الأوروبى يتزايد غضب الإيطاليين تجاه هذه المماطلة، وهو ما قد يجعل الاتحاد الأوروبى أمام نفس سيناريو ما حدث في بريطانيا التي سحبت عضويتها رسميا من الاتحاد الأوروبى مطلع هذا العالم بموجب اتفاق بريكست، وبالتالي خروج بريطانيا، وقد يشهد الاتحاد أيضا خروج إيطاليا سيشجع العديد من الدول التي ترى أن الاتحاد لم يعد مفيدا بالنسبة لها، للخروج من الاتحاد.
 
هذه الأزمة تطرق لها ماريو سنتينو، رئيس مجموعة اليورو الذى يتولى حقيبة المال في البرتغال الذى قال في رسالة وجهها لدول الاتحاد الأوروبى: لا شك في أننا سنخرج جميعا من الأزمة مثقلين بديون أكبر بكثير لكن هذا التأثير وتداعياته الطويلة يجب ألا يصبح مصدر تفكك، موجها الرسالة إلى وزراء 19 بلدا في مجموعة يوروجروب، إضافة الى دول الاتحاد الأوروبي غير الأعضاء  في المجموعة، مطالبا بضرورة التعاون والاتحاد من أجل عدم تفكك الاتحاد الأوروبى.
 
الكرة الآن في ملعب ألمانيا، فهل ستغير برلين موقفها وتزيد من المساعدات إلى إيطاليا من أجل عدم تفكير روما في الخروج من الاتحاد أم ستصر على موقفها وبالتالي ستساهم بشكل كبير في زيادة الانقسامات داخل دول الاتحاد الأوروبى ومن ثم تفككه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق