نداء واستغاثة

السبت، 11 أبريل 2020 01:26 م
نداء واستغاثة
شيرين سيف الدين

 
كثيرا ما أشاهد صورا قديمة لقصور وفيلات رائعة الجمال والرقي، إلا أنني أفاجأ أنها موجودة في أحياء أصبحت اليوم شعبية ومهملة.. فتظهر أمامي صورة مبهرة مثلا لقصر السكاكيني يقف شاهدا على تاريخ منطقة على ما يبدو أنها كانت يوما ما من أرقى مناطق القاهرة.
 
وحين أفكر أجد أن قصر عابدين الخاص بالملك يشهد على أن منطقة عابدين كان يقطنها علية القوم، وبالطبع كان في حي راقٍ وفاخر، إذاً ماذا حدث وكيف تحولت تلك الأحياء من أفضل وأنظف وأرقى مناطق في القاهرة إلى ماهي عليه الآن ؟ لا يخفى على أحد التحول الرهيب لتلك الأحياء والذي تسبب فيه الإهمال من قبل رؤساء الأحياء على مر السنين.
 
مع الأسف السيناريو يتكرر في الوقت الحالي مجددا ، وبدأ التاريخ يعيد نفسه فتجد مناطق راقية كالمعادي التي يعاني سكانها من فقدانها لبريقها، والزمالك التي بدأ يطولها الإهمال وفقدان سيطرة القانون عليها وعلى شوارعها ، وإن حدث ولجأ السكان لرؤساء الأحياء وأبدوا استجابة شكلية فلا تتعدى تلك الاستجابة سوى أن تكون وقتية لالتقاط بعض الصور واستخدامها في صفحات الأحياء على مواقع التواصل الاجتماعي لإبراء الذمة وما أن تعود سيارات الحي إلى المقر يعود الحال إلى ماكان عليه و( كأنك يابوزيد ما غزيت ) ، لكن هل يتابع رؤساء الأحياء شوارع الحي بشكل يومي للتأكد من فرض النظام والسيطرة عليه ؟ أشك حتى أن وصل الحال إلى أن المخالفين من سياس وباعة جائلين ومتسولين أصبحوا هم أصحاب اليد العليا وهم المسيطرون على شوارع الحي وكأنهم يقولون (من النهاردة مافيش حكومة .. أنا الحكومة ) ما أدى لاضطرار العديد من سكان المناطق التي كانت تعد الأرقى لترك منازلهم مجبرين والانتقال للسكن في المدن الجديدة على أمل أن يجدوا ما افتقدوه في أحيائهم المحببة لقلوبهم ، فمنهم من قرر بناء عقار خاص به وبأسرته مثلا في منطقة كالتجمع الخامس لكن هيهات أن يستريح فقد استيقظ يوما ليجد عربة فول احتلت الرصيف المقابل لمنزله ، أما جاره القاطن في كومباوند من أفخم المستويات والذي اختار حياة الفقاعة فقد أبتلي بموقف ميكروباصات وعربات طعام على أبوابه وأسواره ، إذا أين المفر وماهو الحي الذي يثق المواطن في أنه لن يتحول كما تحولت غيره من الأحياء ، ولمن يلجأ إذا كان رؤساء وموظفو الأحياء لا يقومون بأدوارهم بالشكل المطلوب؟.
 
هل يعقل أن يصبح الحل الوحيد هو أن نجد الرئيس شخصيا يتجول بشكل مفاجئ وعشوائي في أحياء مصر ليشاهد حالها بنفسه ويأمر بمحاسبة المهملين كما شاهدناه حين زار موقع العمل وحمى العمال من الإهمال في صحتهم، هل يعقل أن يقوم الرئيس بجميع الأدوار؟ وهل من الطبيعي أن تكون زيارات الرئيس شخصيا للأحياء هي الرادع الذي يقلق المسؤولين عنها خوفا من أن يوقعهم حظهم العسر في زيارة من زياراته فيبادرون ويقومون بأداء بأدوارهم في الحفاظ على نظام ونظافة أحيائهم وفرض سطوة القانون قبل أن يعاقبوا هم شخصيا بالقانون.
كان الله في عون الرئيس الذي لا يجد من يساعده في تحقيق طموحاته لمصر سوى القليلين، ووصل به الحال أن يقوم هو شخصيا بأدوارهم حبا في وطنه وأملا في إسعاد ومساعدة شعبه.
 
أما عن نفسي فأتمنى اختيار الفريق كامل الوزير أو من يشبهه في الشخصية والنشاط والاتقان لتولي مهمة وزارة التنمية المحلية، كي يقوم هو بدوره باختيار رؤساء أحياء يليقون بالمرحلة الحالية التي تهدف لإصلاح الوطن وإرضاء المواطن الذي لن يرحمه من أكبر معاناة في حياته سوى إصلاح حال المحليات، وحينها فقط سيشعر بالسكن والسكينة في محل "سكنه" .
 
مقالي هذا هو نداء واستغاثة من مواطنين استجاروا من إهمال أحيائهم إلى الدولة التي نثق في قيادتها،  ونتمنى أن ينقذ أحياءنا من الانحدار والإهمال الذي طالها.
 

 

تعليقات (2)
معك كل الحق
بواسطة: هند
بتاريخ: السبت، 11 أبريل 2020 02:33 م

معك حق مافيش رئيس حي بيقوم بدوره الصحيح اللي هو طول اليوم بيلف في منطقته ويتاكد ان كله تمام

كان الله في عون الرئيس
بواسطة: سالي
بتاريخ: السبت، 11 أبريل 2020 02:35 م

هو فعلا الرئيس حيعمل ايه ولا ايه مش دور وزير التنمية المحلية والمحافظين ورؤساء الأحياء ؟ هو فعلا بكام زيارة مفاجأة حيرعب الجميع

اضف تعليق