في زمن كورونا.. إجراءات قطر الوقائية لا تشمل العمال الأجانب

الثلاثاء، 14 أبريل 2020 03:00 م
في زمن كورونا.. إجراءات قطر الوقائية لا تشمل العمال الأجانب
عماله قطر

شهادة جديدة بأن الدوحة لا تزال مستنقع للتعذيب والاضطهاد فى العالم.. هذا ما أكده تقرير جديد لمجلة فورين بوليسي يكشف عن الوضع المأساوي للعمال الأجانب في قطر.
 
ويتواجد في قطر أكثر من مليوني عامل أجنبي، ما يعتبر رقما لافتا نظرًا لأن إجمالي عدد سكان قطر ككل لا يزيد عن 2.6 مليون نسمة فحسب، حيث تضخم عدد العمال الأجانب في قطر بسبب طفرة الإنشاء والتشييد استعدادا لاستضافتها بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
 
 
ظروف معيشية بائسة
 
ونشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرا مستفيض يكشف الوضع المأساوي لعديد من هؤلاء العمال القادمين من قرى في جميع أنحاء جنوب آسيا، مؤكدة أنه أحيانًا يضطر الكثير منهم لدفع آلاف الدولارات لشركات توريد العمالة من أجل الحصول على وظيفة، كانوا يأملون في أن تنتشل أسرهم من الفقر.
 
وفي وقت تفشي فيه جائحة فيروس كورونا في جميع أنحاء قطر لم تتخذ الدوحة أي إجراءات من أجل حماية هؤلاء العمال، حيث تؤكد التقارير الأجنبية أن الأماكن المخصصة لإيواء العمال ضيقة للغاية، فضلا عن عدم توافر رعاية صحية ولا حتى صرف صحي مناسب، علاوة على أن الوجبات الغذائية المتاحة غير صحية لأشخاص معرضين للخطر بالفعل.
 
مئات العمال يموتون في قطر بسبب تجهيزات كأس العالم 2022
 
مئات العمال يموتون في قطر بسبب تجهيزات كأس العالم 2022
 
إرث قطري سيئ السمعة

تاريخ قطر من استغلال وسوء معاملة العمال الأجانب طويل، والذي تم إدانته دوليًا على نطاق واسع في السنوات الأخيرة.

وأدى عدم قدرة حكومات جنوب آسيا على الضغط على نظيرتها القطرية من أجل توفير حماية قوية لمنسوبيهم، إلى تفاقم ممارسات سوء المعاملة، التي وصلت في بعض الأحيان إلى عمليات تشغيل بالسخرة وما يترجم حرفيا إلى جرائم اتجار بالبشر.

تقرير الخارجية الأمريكية، الذى صدر الشهر الماضى، أكد أن حكومة قطر لم تتخذ الإجراءات الكافية لوقف الانتهاكات بحق العاملين فيها، مشيرا إلى وفاة بعض العاملين فى قطر نتيجة ظروف العمل القاسية، مشيرا إلى أن العاملين الأجانب فى قطر يقطنون معسكرات ضيقة وقذرة وخطيرة، موضحة أن العاملين فى الدوحة يواجهون إجراءات قانونية حرمتهم من الإنصاف، والسلطات القطرية فشلت فى توفير الحماية للعاملين فيها.
 
ويعمل نحو 30 ألف عامل أجنبى فى قطر، على وجه التحديد فى مشاريع تشرف عليها الهيئة المسئولة عن تخطيط وتقديم البنية التحتية لكأس العالم، تقول تقارير حقوقية إن العمالة الأجنبية تعانى من مأساة حقيقية، حيث يبدو أنها لم تر حلا حتى الآن، ويفترض أن العمالة الأجنبية فى قطر التى تعمل فى مشاريع البنية التحتية لكأس العالم، تعمل ضمن قواعد أكثر صرامة لحمايتهم من خلال تطبيق معايير رعاية العمال فى عام 2014، حيث تغطى هذه المعايير، التى يتم تضمينها فى العقود الممنوحة للشركات العاملة فى مواقع كأس العالم، قضايا تشمل التوظيف الأخلاقى، ودفع الرواتب فى الوقت المناسب، وحظر تام للعمل القسرى، وفى حين أن هذه المعايير كان من المفترض أن تؤدى إلى تحسينات حقيقية، إلا أن احترامها فى قطر كان دائما محل شك، ففى أغسطس 2018، على سبيل المثال، أقر منظمو كأس العالم فى قطر بأن المقاولين الذين يعملون فى أحد الملاعب لعام 2022 قد انتهكوا حظرا لساعات العمل فى الصيف، حيث يحظر العمل فى الهواء الطلق فى بعض الأحيان عندما تشكل درجات الحرارة المرتفعة فى الصيف، والتى تشكل خطرا بالغا على صحة العمال.
 
«فضائح قطر فى ملف العمالة الأجنبية»، كان ومازال محور حديث واهتمام الصحافة العالمية، التى لا تخلو تغطيتها اليومية من تناول الأوضاع المأساوية لعمال كأس العالم فى قطر، حيث نشرت جريدة الإندبندنت البريطانية تقريرا بعنوان «كأس العالم 2022: العمال فى قطر ليسوا عمال إنهم عبيد ويقومون ببناء الأضرحة وليس الملاعب»، وهو ما يؤكد حجم المأساة التى يعيشها آلاف الأجانب فى الدوحة، وكلها تعتمد على تقارير رسمية تكشف حجم الانتهاكات، منها التقرير القاسى الذى أصدره الاتحاد الدولى لنقابات العمال  ITUC، ووصف خلاله قطر بأنها «دولة بلا ضمير»، وتضمن التقرير شهادات من العمال أنفسهم عن الفظائع التى تعرضوا لها فى قطر، ويقول أحد العمال: «ذهبت إلى الموقع فى صباح أحد الأيام، وكانت هناك دماء فى كل مكان، لا أعرف ما الذى حدث، لكن تمت تغطيتها دون أى تقارير.. عندما أبلغت عن هذا، قيل لى إذا لم توقف عن الشكوى سيتم صرفك».
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق