"بائع الأوهام".. لماذا يستخدم أنصاره عبارة "صبر أردوغان بدأ ينفد"؟

السبت، 09 مايو 2020 09:00 ص
 "بائع الأوهام".. لماذا يستخدم أنصاره عبارة "صبر أردوغان بدأ ينفد"؟

"صبر أردوغان بدأ ينفد".. عبارة يستخدمها أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو يطلقها هو نفسه منذ سنوات بعيدة للتلاعب بالرأي العام في المنطقة، دون أن يكتب لأحد بعد رؤية عاقبتها.

 

فالرئيس الموهوم لا يتوقف عن خطاباته النارية، وحروبه الكلامية، ومسرحياته الهزلية، وسعيه للعب بمشاعر الأتراك تارة والعرب والمسلمين تارة، والمتاجرة بالقضايا المصيرية للشعوب من سوريا إلى فلسطين، وغيرها، لكن الحقائق والمعطيات والأرقام تكذب أقواله وخطاباته.

 

الصبر والقضية الفلسطينية

"أحذّر إسرائيل من اختبار صبر تركيا والاستمرار في الاعتداء على الفلسطينيين ولن ندير ظهرنا لغزة".. كلمات قالها أردوغان أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم، متاجرا فيها بالقضية الفلسطينية، التي لم تكن شاغله في يوم من الأيام.

 

فأردوغان منذ وصوله للحكم في تركيا لم يقدم للقضية الفلسطينية سوى الكلام، وفي المقابل حصل على جائزة الشجاعة اليهودية، وزار القدس عام 2005، والتقى شارون واكتفى بابتسامة عندما قال الأخير له "مرحبا بك في القدس عاصمتنا الأبدية".

 

وفي عام 2007 فتح أردوغان برلمان بلاده أمام شيمون بيريز ليكون أول رئيس إسرائيلي يلقي خطابا في برلمان الدولة.

 

وفي عام 2016 وقع أردوغان اتفاق تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، على أساس أنه بين أنقرة والقدس، في اعتراف ضمني بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وحينما اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لم يفوت أردوغان الفرصة لمزيد من المتاجرة وبرز في خطاب يهدد إسرائيل ويصفها بأنها دولة إرهابية، لكن المفاجأة التي لم يتوقع أن تفتضح هي أن شركات تركية لها علاقة بنجل أردوغان متورطة في تشييد مقر السفارة الأمريكية بالقدس.

 

ولم تكن المواقف السياسية وحدها من كشفت "صبر أردوغان الموهوم" بل جاءت الأرقام الاقتصادية التي لا تكذب لتوجه صفعة أخرى لمتاجرة أردوغان.

 

فمنذ قدومه للحكم ارتفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 8 مليار دولار، وكان أكثر بقليل من مليار دولار فقط عندما قدم أردوغان إلى الحكم.

 

لكن ما يفعله أردوغان ما هو إلا تعبئة عبر إطلاق شعارات رنانة، لحشد الشعب التركي خلفه في الانتخابات، والتزام خطاب يرضي جماعات الإرهاب وعلى رأسها الإخوان لتصبح أدوات وأذرعا لتحقيق مشاريعه التوسعية.

 

صبر أردوغان والقضية السورية

"صبر تركيا ربما ينفد إزاء الأزمة في سوريا، وقد نضطر للتحرك.. أبلغنا روسيا باقتراب نفاد صبر تركيا بسبب القصف المستمر بإدلب".. كلمات قالها الرئيس التركي أردوغان ليبدو فيها الحريص على مصالح الشعب السوري، لكنه في الحقيقة كان أحد الأسباب الرئيسية في تفاقم هذا الصراع.

 

فمنذ اندلاع الأزمة السورية فتح أردوغان حدود بلاده على مصراعيها لكل الجماعات الإرهابية بمختلف مشاربها، بهدف كسب ودهم لمساعدته في سرقة ثروات سوريا، والمساهمة في إسقاط نظامها ليتمكن من احتلال الأرض ليقيم ما يمسيه بالمنطقة الآمنة التي يهدف منها القضاء على الأكراد، وتنفيذ خطته التوسعية لبناء امبراطوريته الموهومة.

 

وكشفت عدة تقارير قيام النظام التركي بشراء النفط المسروق من سوريا بثمن بخس مقابل تهريب الأسلحة للإرهابيين التابعين لهم.

 

ويعتبر أردوغان "الذهب الأسود" الكامن بمناطق الأكراد مسألة حيوية لاقتصاد بلاده المترنح.

 

وعلى مدى السنوات الخمس الأخيرة، شنّت تركيا عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية بمعدل عملية واحدة كل عامين، فكانت الأولى "درع الفرات" عام 2016 التي غزت فيها الدبابات التركية الأراضي السورية لأول مرة من عام 2011.

 

ثم جاءت عملية "غُصن الزيتون" في 2018 التي هدفت إلى إنهاء وجود القوات الكُردية في مناطق الحدود بين البلدين، وانتهت باحتلال تركيا عددا من المدن في الشمال السوري.

 

وبعدها جاءت عملية "درع الربيع" في مارس 2020 التي هدفت لوقف تقدُم الجيش السوري في محافظة إدلب، وانتهت نهاية فاشلة وقبل الرئيس أردوغان الشروط الروسية لوقف القتال في القمة التي عُقدت بينهما يوم 5 مارس  الماضي.

 

الصبر.. علاج أردوغان لمواجهة كورونا

"أرجو من شعبي التحلي بالصبر".. كلمات قالها الرئيس التركي في منشور له على موقع إنستقرام، يدعوا شعبه لمواجهة كورونا في صمت.

 

وتزايدت التقارير عن التمييز الفج الذي يمارسه النظام التركي في مناطق الأكراد وغيرها في فحوصات المرض.

 

كما خالفت تركيا الاتجاه العالمي وقررت التضحية بمستقبل الصحة في البلاد في محاولة لإنقاذ الليرة المنهارة أمام الدولار، عبر فتح الباب لتصدير أجهزة طبية ضرورية لمكافحة الوباء.

 

ورفعت وزارة التجارة التركية القيود المفروضة على بيع أجهزة التنفس الاصطناعي والمنتجات المعمقة مثل الإيثانول، إلى الخارج بموجب مرسوم نشر في الجريدة الرسمية.

 

وبحسب آخر الإحصائيات فقد ارتفعت أعداد الوفيات بالمرض في البلاد، إلى 3641، فيما تخطت الإصابات 133721 حالة، وهو الأعلى خارج دول غرب أوروبا والولايات المتحدة وروسيا.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق