لماذا السكوت العربى على المعتوه أردوغان؟

الجمعة، 22 مايو 2020 02:02 م
لماذا السكوت العربى على المعتوه أردوغان؟
سعيد محمد أحمد

 
الموقف المصرى الثابت والداعم لاستقرار أمن وسيادة ليبيا، جاء تأكيدا واضحا لا لبس فيه من الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال مشاركته فى اجتماع مجموعة الاتصال الأفريقية مؤخرا، ورسالة صارمة وحازمة لكل من يفكر في العبث بأمن مصر القومى، بأن مصر لن تتهاون مع التنظيمات والميلشيات الإرهابية ومن يدعمها، كما أن مصر مستعدة للتصدى بكل قوة وجاهزية للحفاظ على وحدة وسيادة الأرض الليبية كونها خاصرة مصر الغربية.
 
فعلى من صفقوا بالأمس فى "تونس" لنصر مزعوم لأردوغان وعصابته من الإخوان وميلشياته من المرتزقة السوريين وخروج وزير دفاعة بقوله : "قلبنا الموازيين على الأرض الليبية"، عليهم أن يدركوا جيدا أنهم باعوا الوطن لمعتوه أنقرة ليستعيد حكم تونس تحت سلطة " الداى" و " الباى"، وفق أحلامه المريضة وعثمانيته المقيتة، وبدعم ومساندة عصابة أخوان "تونس وليبيا" معا، وخضوع مرشدهم "الغنوشى" ورئيس برلمانهم مع العميل السراج بسماحة بالتدخل العسكرى التركى فى بلاده والمنطقة، طمعا فى ثرواتهم وبتضييقه الخناق على ليبيا عبر دعم ومساندة من تونس والجزائر التى وقعت مؤخرا مع تركيا مذكرة تفاهم تقضى بترسيم الحدود مع ليبيا فى توقيت حرج وغير مفهموم.
 
كما أن على من روج لعملية الإنسحاب من "قاعدة الوطية" من تنظيمات عصابة الإخوان بهدف التهويل من حجم الإنسحاب على خلاف الحقيقة، فى أن الجيش الوطنى الليبى لازال مسيطرا على أكثر من 90 % من مساحة ليبيا، ويخوض حربا ضروس لتحرير العاصمة طرابلس، وهو ما كشف حقيقة التنسيق بين عصابة أخوان "تونس" وتهنئة مرشدهم الغنوشى للسراج  عميل عصابة أخوان ليبيا وميلشياتهم الإرهابية، وليأتى الرد سريعا بتوجيه ضربات موجعة ومؤلمة لأردوغان واتباعة فى منطقة "غريان والرصافة والوطية"، وسقوط خسائر كثيرة فى صفوف ميلشياته وفى طائراته المسيرة، رغم الدعم السخى لهم وبتمويل قطرى وفى خرق فاضح للقرارات الدولية وتقاعس المجتمع الدولى فى ردع أرودغان، وبما يشير إلى ازدواجية المعايير فى مقابل عدم السماح بتسليح الجيش الوطنى الليبى.
 
المؤكد أن من خانوا وطنهم ودمروه من المرتزقة السوريين ليس صعبا عليهم أن يدمروا ليبيا لخدمة "المعتوه" الأحمق، وأن ما جرى من انسحاب تكتيكى للجيش الليبى أمرا طبيعيا فى اطار الكر والفر، وبالتالى لا يمكن الحديث عن هزيمة كاملة من الناحية العسكرية والاستراتيجية، إلا أن ترحيب عصابة إخوان تونس بتهنئة مرشدهم للسراج أثار حفيظة القوى الوطنية والأحزاب السياسية التونسية والذى قوبل بالرفض المطلق من مختلف القوى السياسية والفكرية والثقافية ممثلة فى 7 أحزاب سياسية، وادانتها  الكاملة في بيان مشترك الاتصال المشبوه لما فيه تجاوز لمؤسسات الدولة وتوريط لتونس فى النزاع الليبى، ومطالبة الرئيس قيس سعيد بالرد على مواقف الغنوشي والتى تصب في خانة إتهام تونس بتقديم الدعم اللوجستي إلى تركيا  بالسماح لها باستغلال أراضيها في عدوانها على ليبيا .
 
كما دعت تلك الأحزاب والقوى إلى اتخاذ موقف حازم تجاه محاولات الغنوشي وجماعته فى الزج بتونس وتوريطها بما يشكل خطرا على المنطقة وعليها مع المطالبة بتنحى الغنوشى عن رئاسته للبرلمان قبل نهاية العام الحالي، وذلك فى اشارة إلى تصاعد حالة الغضب العارم خلال المرحلة المقبلة لكبح جماح الغنوشي وجماعته والذى يواجه أيضا انتقادات ومطالبات داخلية من حزبه له بالتنحى عن منصبه لاحتكاره لحزب النهضة وتمويلاته، ولا ننسى الزيارة التى قام بها الغنوشى إلى تركيا فى يناير الماضى وما دار بشأنها من جدل واسع في الشارع التونسي، وكانت بهدف إجهاض وتخريب ما حققه الجيش الليبى على كافة محاور القتال من انتصارات.
 
يبقى السؤال لماذا الصمت العربى تجاه ما يجرى فى ليبيا، وخاصة من دول شمال أفريقيا تجاه أفعال أردوغان؟.. فالمشهد الليبى وبرغم حجم خطورته على أمن واستقرار المنطقة بأكملها، لا يدعو فقط إلى القلق بقدر ما يدعو العرب جميعا للاستنفار والوقوف فى مواجهه الأحمق والمعتوه التركى الذى تسلل إلى تونس والجزائر ومن قبل فى الصومال، وحثه عميله السراج على رفض الدعوة الروسية لوقف القتال في ليبيا، وفقا لما أعلنه المتحدث باسمه في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق