«العنف الأسري» كابوس يلاحق الأطفال.. والنتيجة: تلعثم بالكلام.. وتوحد

الأربعاء، 27 مايو 2020 10:30 ص
«العنف الأسري» كابوس يلاحق الأطفال.. والنتيجة: تلعثم بالكلام.. وتوحد
محكمة الأسرة

يوميا نسمع عن دعوى طلاق أو خلع أو حتى انفصال غير رسمي، نتيجة الخلافات الحادة التى نشبت بين الزوجين، والضحية دوما تكون الأطفال، الذين يجدون أنفسهم بين نارين، ودوامة العنف، التي اقتحمت حياتهم بسبب التناحر بين آبائهم وأمهاتهم بعد أن انساقوا وراء العناد والانتقام.

ومع الوقت يتحول الأطفال، إلى أداة ضغط لكل طرف على الأخر وابتزازه حتى يستولى على حقوق أكثر، ويتعرض الصغار إلى الضغط النفسي الذي يدمر حياتهم وحالتهم النفسية ويصيبهم بكثير من الأعراض من تلعثم بالكلام، والتوحد، والبهاق.
 
ومن داخل مكاتب تسوية المنازعات الأسرية، يرصد موقع صوت الأمة، حكايات أثار العنف الأسري المدمرة على ضحاياه من الأطفال. البداية في محكمة الأسرة بأكتوبر، زواج أخر على وشك أن توضع به كلمة النهاية، بعد استحالة العشرة بين الزوجين، وذلك بعد أن وقعت الزوجة «س .م.ع»، فى دوامة الجرى وراء زوجها لمنعه من تعاطى المواد المخدرة لتطلب الطلاق للضرر.
 
تحكي الزوجة: «كنت أخشي المكوث برفقة زوجى تحت سقف منزل واحد، بسبب اعتياده على التعدي على بالضرب، وخروجي بإصابات وكدمات، لمعاقبتي على رفضه مكوثه بالساعات خارج المنزل بالانشغال مع أصدقاء السوء بتعاطي المواد المخدرة، وإدمانه لها، وإهماله فى العمل، لدرجة تدفعني لاصطحاب طفلى الصغير لدى والدتى خوفا عليه من جنونه».
 
وتضيف: «زوجى غير مسئول، وللأسف علمت ذلك بعد فوات الأوان، ليتسبب بسلوكه وتصرفاته فى إصابتي بالجنون، بسبب انشغاله باللهو مع أصدقائه، وترك مسئولية المنزل على، وتعوده على إيذائي».
 
مأساة أخرى ترويها الزوجة «ر.م»، وهي أم الطفلين البالغين 9 سنوات و 7 سنوات: «عانيت خلال زواجي من العنف بسبب إدمان زوجي، مما دفعني لترك المنزل أكثر من مرة لأقضي عامين منفصلة دون طلاق أنتظر أن ينصلح حاله.. زوجي كان يمسكني ويصبني بجروح وكسور، حتي أطفاله كان بيضربهم، كنت بخاف يقتلني وأنا نايمة».
 
وتضيف: «استمرت ملاحقته وأهله لى وأولادي، ومحاولته للتعرض بالإساءة لى أثناء سيري بالشارع، مما تسبب في تضرر حالة طفلى وإصابته بمرض البهاق، رغم قيامي بتحرير عدة بلاغات بعدم التعرض، ولكن للأسف لم أحصل على حقوقي.علم النفس: «الخلافات الأسرية تحول الطفل إلى (عدواني) على أصدقائه والبعض منهم يتجه للعنف».
 
بدورها، تقول الدكتورة إيمان هلال، أخصائي علم النفس: «يجب أن يتعامل الآباء والأمهات الذين قررا الانفصال بالشرح إلى أطفالهم طبيعة الحالة التى يمران بها وصعوبتها وإيجاد البدائل والحوار واللغة السهلة لكى يتغلبوا على الحالة النفسية التى من الممكن أن تؤثر عليهم سلبًا لكى نحميهم وللخروج من هذه التجربة الأليمة دون تشوه وبأقل الخسائر».
 
وتضيف: «الخلافات الأسرية تحول الطفل إلى «عدواني» سواء على أصدقائه أو المقربين منه والبعض منهم يتجه للعنف أو يصبح طفلاً حقودًا ليعاقب غيره على الأزمة التى يمر بها ونجد منهم من يتجه للكذب لكى يتغلب على ما يمر به». وتشير أن الحالة التى يكون فيها الطفل «رأى سلبى» لأحد الأطراف سواء أمه أو أبيه فيجب أن يكون رد الفعل عليه الهدوء وإشعاره أنه خاطئ لكى لا تحدث له انتكاسة أكبر مما هو فيها.
 
ووفقاً لقانون الأحوال الشخصية، فأن أن أولى الناس بحضانة الصغير أمه بالإجماع، واشترط القانون أن تكون الحاضنة أمينة على المحضون لا يضيع الولد عندها، فإذا ثبت عدم أمانتها، تسقط عنها الحضانة فورا، وتنتقل لمن يليها من الحاضنات من النساء، وترتيب الحضانة إذا لم تتوافر الشروط بالأم وأن كانت تشتكى من علة، فتحل أم الأم ثم أم أخت الأم،  ثم الخالات للأم، ثم أم الأب، ثم الجدة للأب، ثم الأب والذي يحتل المرتبة السادسة عشر، بحسب محمد شعبان المحامى المختص بشئون محاكم الأسرة.
 
يقول شعبان: المادة 284 تنص على أنه"يعاقب بالحبس أو بغرامة لا تزيد على خمسمائة جنيه كل من كان متكفلا بطفل وطلبه منه من له حق في طلبه ولم يسلمه إليه، كذلك المادة 292 التي تنص على يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة أو بغرامة لا تزيد على خمسمائة جنية أي الوالدين أو الجدين لم يسلم ولده الصغير أو ولد ولده إلى من له الحق في طلبه بناء على قرار من جهة القضاء صادر بشأن حضانته أو حفظة،و كذلك أي الوالدين أو الجدين خطفه بنفسه أو بواسطة غيره ممن لهم بمقتضى قرار من جهة القضاء حق حضانته أو حفظة ولو كان ذلك بغير تحايل أو إكراه.

قال محمد شعبان المحامى المختص بشئون محاكم الأسرة

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق