أردوغان يقامر بمستقبل بلاده في ليبيا.. والمرتزقة السوريين أبرز أدواته

الأربعاء، 27 مايو 2020 06:00 م
أردوغان يقامر بمستقبل بلاده في ليبيا.. والمرتزقة السوريين أبرز أدواته

تتنامي التحركات التركية الاستعمارية في الشرق الأوسط، وتحديداً في ليبيا، في محاولة لفرض رأي لها على الساحة الدولية بعدمات باتت  بلدا معزولا ولا تحظى بأي احترام من قبل جيرانها وأوروبا، وهو ما أجبرها إلى إعادة علاقتها مع إسرائيل.

تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، قال إن تركيا ترتكب مقامرة خطيرة في ليبيا، في وقت لا يحظى فيه تدخلها في ليبيابأي شعبية، محلية أو خارجية.

الصحيفة كشفت في تقريرها أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقوم بإرسال المرتزقة السوريين من مناطق الصراع في سوريا إلى مناطق صراع جديدة في ليبيا، تبعد بحوالي 2000 كيلومتر عن الحدود التركية.

واستند التقرير في معلوماته، إلى وائل عمرو أحد المرتزقة الذين جندتهم تركيا في سوريا وأرسلتهم عبر الحدود إلى تركيا. ومن هناك قام بأول رحلة له على الإطلاق إلى ليبيا، حيث يقاتل الآن على خط أمامي خطير في حرب ليس له يد فيها في ليبيا. وفق قوله.

 
 
 

وتضيف الصحيفة: أن هناك ما يقدر بـ 8000 إلى 10000 من مواطني المرتزق السوري، على بعد 2000 كيلومتر من سوريا يعملون كمرتزقة في ليبيا بسبب خطة تركيا من أجل السيادة الجيوسياسية في شرق البحر الأبيض المتوسط.

ويشمل المشروع التركي، البالغ من العمر 14 عاما، الصراع الطويل الأمد مع اليونان حول قبرص المقسمة، والمنافسة مع أثينا والدول المجاورة "مصر وإسرائيل ولبنان" حول حقوق التنقيب عن النفط والغاز. ومع ذلك، فقد بلغت ذروتها في الحرب الأهلية الليبية، التي اجتذبت بثبات العديد من القوى الأجنبية حتى قبل أن تبدأ في عام 2014.

عناصر تقاتل إلى جانب ميليشيات الوفاق في ليبيا
عناصر تقاتل إلى جانب ميليشيات الوفاق في ليبيا

وأشارت الصحيفة إلى الحروب بالوكالة في سوريا لا تزال مستعرة، لكن في عالم تتضاءل فيه القوة الأمريكية، برزت ليبيا على أنها الملعب الواعد للاعبين الإقليميين الذين يسعون إلى اقتطاع حصة من أنقاض الربيع العربي، حيث يصطف الإسلاميون السياسيون والعثمانيون الجدد من جهة، ضد القوميين العرب من جهة أخرى، في مزيج قابل للاشتعال من النفط والمرتزقة والإيديولوجية والطموح الجيوسياسي.

وفي إبريل من العام الماضي، أطلق قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر معركته لتحرير طرابلس من الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق، مما أثار بعضًا من أهم المعارك على الأراضي الليبية منذ المعركة المدعومة من الناتو للإطاحة بالقذافي في عام 2011.

وبحلول نهاية عام 2019، وإدراكًا بأن قوات الجيش الوطني الليبي كانت على وشك الاستيلاء على العاصمة طرابلس، اتخذ الرئيس أردوغان خطوة جريئة بإعلان الدعم العلني لحكومة الوفاق الوطني، وتوقيع اتفاقيات جديدة بشأن كل من الحدود البحرية والتعاون العسكري التي واجهت بدقة أعداء تركيا الاستراتيجيين عبر البحر الأبيض المتوسط.

ويقول التقرير إن هناك حقيقة أن أنقرة معزولة بشكل متزايد على المسرح العالمي، والتدخل في ليبيا لا يحظى بشعبية كبيرة مع الناخبين الأتراك، ومع ذلك يبدو أن مغامرة أردوغان الأخيرة تحصل على بعض النتائج، مضيفة: لقد أحدثت تكنولوجيا الاستطلاع والطائرات بدون طيار التركية، وكذلك القوات التركية والمرتزقة السوريين على الأرض بعض المكاسب، وبلغت ذروتها الأسبوع الماضي في الاستيلاء على قاعدة جوية رئيسية من قوات الجيش، إلا أنها تكبدت أيضاًُ خسائر.

والتدخل التركي العسكري جاء وفق اتفاقية مع حكومة الوفاق، ولها شق بحري، تقول الصحيفة إن الجزء البحري من الاتفاقية أغضب دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى، وهدد الاتحاد الأوروبي بفرض مزيد من العقوبات على عمليات الحفر التركية القائمة قبالة سواحل قبرص.

ويضيف التقرير، إن الدفع التركي من أجل السيطرة على أي نفط وغاز في حوض البحر الأبيض المتوسط ليس في الحقيقة مشروعًا اقتصاديًا على الإطلاق: إن إمدادات الغاز ليست حاجة ملحة أو ضرورة مالية لتركيا حتى الآن.

ونقلت عن مصطفى كرهان، مدير شركة "دراغون إنيرجي" قوله: إن الأمر يتعلق حقا بالقوة السياسية. إن الإنفاق على مشاريع الطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط يشبه إلى حد ما ميزانيات الدفاع الوطني. إنه مثل سباق تسلح حيث يتعين عليك التصرف قبل أن يفعل منافسك. ويختتم التقرير بالقول إن حرب تركيا العلنية الآن في ليبيا هي مقامرة ضخمة لتركيا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة