داعش لم ينته بعد.. بين محاولات الهروب من الحصار الإعلامي وخلق ساحات جديدة

الجمعة، 19 يونيو 2020 04:31 م
داعش لم ينته بعد.. بين محاولات الهروب من الحصار الإعلامي وخلق ساحات جديدة
محمد الشرقاوي

 
 
رغم كل ما يقال عن القضاء عن تنظيم داعش الإرهابي وقطع أذرعه، إلا أنه ما زال قادراً على توصيل رسائله لأنصاره وذئابه المنفردة، وهو ما ظهر في محاولات عودته في العراق وسوريا.
 
ومنذ بداية ظهور تنظيم داعش الإرهابي في 2014، واتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات السوشيال ميديا ساحة إعلامية رئيسية، يلجأ لها سواء لاستقطاب مزيد من العناصر الإرهابية، أو لبث خطاباته وبياناته،  وللتواصل مع المفارز الأمنية في الدول. 
 
واتخذ من تطبيق تليجرام ساحة له، بقنوات إخبارية وغرف دردشة لكونه الأكثر أمانا، لكن ومع غلق جميع القنوات المشفرة للتنظيم على تطبيق "تليجرام"، بالتزامن مع تآكل الآلة الإعلامية، بحث التنظيم عن بدائل أخرى، لإيصال رسائله.  
 
وفي نوفمبر من العام الماضي، أطلقت شركة تليجرام حملةً لإلغاء حسابات ضد قاعدة مستخدميه الأكثر شهرة، مناصري تنظيم "داعش"، وقد وجدت مبادرة الشركة هذه فاعلية بشكلٍ واسع، حيث أدت إلى بعثرة عدد كبير من أعضاء تنظيم "داعش" بين منصات الإنترنت المختلفة.
 
ونشرت مجلة "WIRED" الأمريكية تقريراً تناولت فيه حال إعلام تنظيم داعش بعد حذف حسابات أعضائه وإغلاق غرفهم ومجموعاتهم من موقع التليجرام، وبذلك لم يعد هناك للجماعة الجهادية منبر رئيسي على شبكة الإنترنت، ويبين التقرير أن الشرطة الأوروبية، كانت قد أعلنت أنه كان لها دوراً في عمليات إزالة الحسابات. 
 
وكانت حملات تليجرام مركزة على مجموعات الدردشة والقنوات التي يستخدمها أعضاء التنظيم، والتي استعادها فيما بعد منذ فترة طويلة، لكن الشركة عززت من استراتيجيتها واتخذت خطة "الأرض المحروقة"، فحفت حسابات منشئي القنوات ومستخدميهم، بدءاً من المعجبين والداعمين للقنوات إلى كبار العاملين في وسائل الإعلام. وتكررت الموجة الثانية من حذا الحسابات خلال شهر يونيو الجاري.
 
وفي ظل تلك الحرب الإلكترونية ضد التنظيم، عكف التنظيم على البحث عن تطبيقات جديدة آمنة، لتفادي تزايد قدرات أجهزة الأمن فيما يتعلق بعمليات التتبع والملاحقة لعناصر التنظيم عبر تطبيق "تليجرام"، فضلاً عن فرض العديد من الدول حظراً على التطبيق ذاته، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال اتجاه التنظيم إلى إنشاء قنوات مغلقة على تطبيق  (Hoop messenger)، وهو تطبيق يتشابه، إلى حد ما، مع "تليجرام" من حيث مستوى الأمان والقدرة على إنشاء قنوات مشفرة، وفق خبراء في شؤون الجماعات المتطرفة.
 
ويضيف الخبراء، أنه في نفس التوقيت، يحاول التنظيم عبر لجانه الإلكترونية، مستغلاً خلاياه النائمة، في العودة مجدداً إلى تطبيق تليجرام، وإنشاء قنوات مغلقة جديدة، تقول تقارير: إنه تم إنشاء 3 مجموعات خاصة مع التنبيه على المنضمين بعدم بث أو نقل روابط تلك القنوات لحين الانتهاء من تأمينها، وهو ما يعني وقف إرسال روابط عامة للاشتراك بالقنوات المغلقة، حيث تقتصر عملية الانضمام على روابط مغلقة تساعد الناشر والمتحكم في القناة الخاصة على رفض أو قبول المشتركين الجدد، مع وقف الروابط المرسلة بشكل سريع حتي لا يتم استغلالها في عملية الاختراق ومنع نشرها بشكل عشوائي.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق