المثلية الجنسية في المسيحية.. ماذا قال الأنبا رافائيل عن انتحار سارة حجازي؟

ما أن تهدأ تبعات واقعة انتحار الفتاة المصرية المثلية سارة حجازى فى كندا حتى تعود لتطفو على السطح من جديد، بعد أن أشعل خبر انتحارها وسائل التواصل الإجتماعى.

عقب انتحار سارة حجازى انقسمت الآراء بشأن جواز الترحم والصلاة عليها من عدمه، لتحسم دار الإفتاء فى فتوى لها بالتأكيد على أن المنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملَّة، بل يظل على إسلامه، ويصلَّى عليه ويغسَّل ويكفَّن ويدفن في مقابر المسلمين، فماذا قالت المسيحية عن انتحار "سارة حجازى"؟

تداولت صفحات قبطية على مواقع التواصل الإجتماعى رأى الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة بشأن انتحار سارة حجازى والمثلية الجنسية وذلك تحت عنوان "نيافة الأنبا رافائيل يوجه رسالة هامة جدًا لخدام الكنيسة:إحنا نتعاطف إنسانيا مع بنت ضيعت عمرها.. لكن ندافع عن الشذوذ الجنسي؟! حطوا في بالكم أن كل تعليم مقدس في الكنيسة هدفه خلاص النفس!"

يقول الأنبا رافائيل فى محاضرة "أهمية التعليم الكنسي" :"مرجعيتنا دايما الكتاب المقدس وبعدها إجماع آباء الكنيسة وبعدها قوانين الكنيسة والصلوات الليتورجية.. يعني مثلًا في قضية الشذوذ الجنسي.. النهاردة علشان البنت اللي انتحرت دي.. شباب كتير متعاطفين وبيبكوا عليها، إحنا مش بنكره حد ونتعاطف إنسانيًا مع الناس.. لكن هل الشذوذ الجنسي ده حاجة الكتاب المقدس موافق عليها؟ ده واضح جدًا أنه رافضها!"

هل حد من الآباء طول التاريخ أتكلم عن أن إحنا نقبل الشذوذ الجنسي؟ هل في الليتورجيا نصوص بتقول حاجة غير كده؟ لما المسيح نفسه يقول "أما قرأتم انه من البدء خلقهما ذكرًا وأنثى" طب ليه ماخلقش أتنين رجالة؟! ليه ذكر وأنثى؟ ده الـ system بتاع الإنسان!

يتابع:" ده طبيًا Xx يعني ست و Xy يعني راجل.. ايه اللي بين البينين؟!.. فين بقى الـ Chromosomes بتاعة الـ يقولك مولود كده؟!.. ده انحراف نفسي محتاج علاج!.. هو المريض النفسي ده احنا كارهينه ولا بنعالجه؟ فاحنا ما نكرهش الإنسان الغلبان اللي واقع في خطية المثلية ده.. لكن مانوافقوش!

 

وبعدين هي انتحرت ليه؟ ماهو احساس بالفراغ شيء غير مشبع.. بيقولك ملحدة وعندها شذوذ أو بتدافع عن الشاذين أو أي حاجة .. طب هي سافرت بره في البلاد اللي بتستوعب هذا الأمر.. ليه انتحرت؟! ماللي بتفكر فيه لم يشبعها!

يضيف الأنبا رفائيل :" فإحنا نتعاطف إنسانيًا مع بنت ضيعت عمرها وضيعت شبابها وضيعت أبديتها.. لكن ندافع عن الشذوذ الجنسي! ده ايه الخدام دول!!.. هل الكتاب المقدس قال كده؟ هل الآباء قالوا كده؟ هل الليتورجيا قالت كده؟ يبقى أنا مادخلش في السكة دي.. ولا هنخترع تعليم جديد؟ ويقولنا القديس يعقوب الكبير: "لاتكونوا معلمين كثيرين يا اخوتي"

عشان كده أرجو أن إحنا نكون أمناء، وحطوا في بالكم ان كل تعليم مقدس في الكنيسة هدفه خلاص النفس: "نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس".. "غاية الوصية هي المحــبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء".

 

يختتم الأنبا رفائيل حديثه قائلا:"وأنت بتعلم الناس هدفك خلاص النفس.. خلاصك أنت وخلاص الذين يسمعونك، زي ماقال معلمنا بولس لتلميذه تيموثاوس "لاحظ نفسك والتعليم لأنك إن فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك".

يذكر أن البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كان قد هاجم فى عظة المثلية الجنسية  قائلا إنها ليست "حرية" وتتنافى مع الحق الإلهى، وهو الأمر الذى فتح النقاش حول موقف المسيحية من المثلية الجنسية رغم وجود الكثير من آيات الكتاب المقدس التى تحرمها بشكل قاطع، إلا إن مواقف الكنائس تباينت تجاه هذا الأمر.

من ذلك ما جاء فى العهد القديم وتحديدًا فى سفر اللاويين الذى حدد عقوبة الرجم للمثليين جنسيًا وكذلك من يضاجع الحيوانات: "وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ، فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْسًا. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا" بالاضافة إلى اعتبارها رجس: لاَ تُضَاجِعْ ذَكَرًا مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ.

أما العهد الجديد فيدين بولس فى الرسالة إلى أهل رومية المثلية الجنسية: "وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ. مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِنًا وَشَرّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ، مَشْحُونِينَ حَسَدًا وَقَتْلاً وَخِصَامًا وَمَكْرًا وَسُوءًا، نَمَّامِينَ مُفْتَرِينَ، مُبْغِضِينَ ِللهِ، ثَالِبِينَ مُتَعَظِّمِينَ مُدَّعِينَ، مُبْتَدِعِينَ شُرُورًا، غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْوَالِدَيْنِ بِلاَ فَهْمٍ وَلاَ عَهْدٍ وَلاَ حُنُوٍّ وَلاَ رِضىً وَلاَ رَحْمَةٍ. الَّذِينَ إِذْ عَرَفُوا حُكْمَ اللهِ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هذِهِ يَسْتَوْجِبُونَ الْمَوْتَ، لاَ يَفْعَلُونَهَا فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا يُسَرُّونَ بِالَّذِينَ يَعْمَلُونَ".

وفى الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس، ذُكر أن الذين يمارسون المثلية الجنسية لا يرثون ولا يدخلون ملكوت الله وهو الجنة حسب المعتقد المسيحى: «أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ، وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ".

وكانت الناشطة سارة حجازى، المصرية المقيمة فى كندا، قد انتحرت لتنهى حياتها فى عمر الـ30، تاركة رسالة وراءها إلى أخوتها وأصدقائها عن قسوة تجربتها الحياتية التى لم تتحمل مقاومتها، ما دفعها للإقدام على قرار الانتحار، ووجهت سارة رسائل مقتضية لأخوتها وأصدقائها والعالم بأسره بخط يدها، وهى الرسالة التى انتشرت بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعى.

سارة حجازى، المقيمة فى كندا منذ العام 2018، ودعت العالم برسالتها التى كتبت فيها: "إلى أخوتى.. حاولت النجاة وفشلت.. سامحونى".. "إلى أصدقائى.. التجربة قاسية وأنا أضعف من أن أقاومها.. سامحونى".. "إلى العالم.. كنت قاسيًا إلى حد عظيم.. ولكنى أسامح"، وأشار مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعى الذين تداولوا رسالة سارة إلى أنها انتحرت.