الكراغلة.. حكاية طائفة تحجج بها أردوغان لـ غزو ليبيا

الأربعاء، 24 يونيو 2020 07:37 م
الكراغلة.. حكاية طائفة تحجج بها أردوغان لـ غزو ليبيا
كتب- محمد أبو ليلة:

منذ بداية الصراع  في ليبيا والرئيس التركي رجب طيب أردوغان  يهدد  ويستخدم ورقة طائفة الطرالفة الليبية كحجة وتلويح بسبب غزوه ليبيا ودعم فايز السراج بعصابات وميلشيات تقاتل في ليبيا، ففي بداية الأزمة الليبية قال أردوغان في تصريحات صحفية : "لا أحد بإمكانه أن ينتظر منا إشاحة وجهنا عن إخوتنا الليبيين الذين طلبوا منا يد العون، إن نصرة أحفاد أجدادنا في شمال إفريقيا تأتي على رأس مهامنا، إن أبناء كور أوغلو كراغلة وقفوا بجانبنا في أحلك أيامنا بالتاريخ، وعلينا أن نكون بجانبهم في هذه الأيام العصيبة، ونحن على وعي بمسؤوليتنا التاريخية تجاه إخوتنا العرب، والأمازيغ والطوارق في ليبيا".
 

وتناولت صحيفة تركيا الآن المتابعة للشأن التركي في تقريرا لها معلومات عن هذه الطائفة وكيف يستخدمها الرئيس التركي في محاولة منه لشرعنة التدخل في ليبيا، رغم رفض الطائفة لمشروعه الاستعماري. 

لكن من هم الكراغلة؟

مزيج من الليبين والأتراك

الكراغلة الليبيون، هم طائفة إثنية نتجت عن تزاوج الأتراك بالنساء الليبيات خلال سنوات الاحتلال العثماني لليبيا من سنة 1551 وحتى 1911، في مرتبة متقدمة ضمن قائمة الاستدعاءات التاريخية التي يستخدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لشرعنة وجوده العسكري الحالي داخل الأراضي الليبية، والذي ينذر، إن استمر، باشتعال حرب إقليمية في قلب الشرق الأوسط. وهذا يفرض علينا التعرف على الظروف التاريخية التي تكونت فيها تلك الطائفة، وموقفها الحالي من التدخلات التركية في ليبيا، سواء بالسلب أو الإيجاب.

لفظ الكراغلة، هي كلمة تركية تعني أبناء الرقيق، ويطلق على كل الذين أنتجتهم عمليات التناسل التي وقعت بين الأتراك والنساء المحليات في أقاليم الشمال الإفريقي ليبيا وتونس والجزائر عبر زواج ملك اليمين. وعلى الرغم من اندماج هؤلاء في المجتمعات الليبية والتونسية والجزائرية بعد سقوط الدولة العثمانية، فإنهم إلى اليوم يحتفظون بتقاليد تربطهم بالماضي العثماني، منها مثلا اتخاذهم للمذهب الحنفي الذي كان المذهب الرسمي في زمن الأتراك، مقابل اعتناق أهالي شمال إفريقيا المعلوم للمذهب المالكي. ومنها كذلك احتفاظهم بألقابهم التركية، وبناء مساجدهم على الطراز المعماري العثماني.

وبالنسبة للمجموعة الكراغلية في ليبيا، فإن أبناءها اليوم موزعون على كل أنحاء البلاد. وتعتبر مصراتة أبرز تجمعاتهم على الإطلاق فوق التراب الليبي. تأتي بعدها برقة ودرنة، إضافة إلى الكراغلة المنتشرين في  طرابلس والزاوية وزليتن ومدن أخرى..


دورهم بعد سقوط القذافي
وخلال السنوات التالية لسقوط نظام معمر القذافي العام 2011، انخرط كراغلة ليبيا في خضم الصراعات السياسية التي شهدتها البلاد على السلطة، ولكن لم يلتفت إلى أصولهم التركية، إلا بعد أن بدأ الرئيس التركي أردوغان في التدخل العسكري المكثف بالشأن الليبي منذ أواخر العام 2019 وبدايات العام الحالي، إذ أشار إليهم في خطابه أمام البرلمان التركي يناير 2020.


الكراغلة أفسدت مخطط أردوغان
ومن الطريف أن مجموعة مهمة من كراغلة ليبيا قررت أن تفسد على أردوغان مخططه باستخدامهم، ففي أعقاب حديثه المشار إليه سلفا، اتهم مجلس مشايخ وأعيان قبائل الكراغلة في ليبيا، الرئيس التركي، بالترويج لأكاذيب حول وجود نحو مليون ليبي من أصول تركية يرغب في حمايتهم.

 

وقال المجلس، في بيان، إن "تصريحات الرئيس التركي الإخواني باطلة وغير مسؤولة، أجدادنا وأجداد أجدادنا وآباؤنا وأولادنا ولدوا وعاشوا في هذا الوطن وتربينا على خيره ولن نسمح لأي دخيل أن يدنس أرضنا".

كما أضاف البيان أن "أبناء الشعب الليبي الذي طرد العثمانيين والطليان وقضى على عهد الاستبداد، وانتصر على الدواعش والمتطرفين سيكون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه أن ينتهك حرمة أرضه وسماه".


السراج من الكراغلة
وعلى الرغم من ذلك التبرؤ، لا زال بين الكراغلة من يدعم الوجود التركي في ليبيا. ومن بين هؤلاء شخصيات هي الأبرز في الغرب الليبي المتحالف مع أردوغان. وعلى رأسهم فايز السراج نفسه التي كشفت تقارير صحفية، استندت إلى مذكرات مصطفى فوزي السراج، والد فايز السراج، عن أن جده الأعلى كان ضابطًا تركيًّا وفد من إزمير إلى طرابلس نحو العام 1840، وتزوج من امرأة ليبية أنجب منها ذرية كان أحد أعضائها الحاليين هو رئيس حكومة الوفاق.

هناك كذلك صلاح بادي، من كراغلة مصراتة، وواحد من مؤسسي ميليشيات فجر ليبيا، والمدرج منذ نوفمبر 2018 على قائمة عقوبات الأمن الدولي بسبب جرائم حرب ارتكبها في ليبيا أثناء الإطاحة بنظام القذافي وبعد ذلك. بادي اليوم تؤكد تقارير صحفية تنقله المستمر بين ليبيا وتركيا، كما تشير إليه كواحد من أكبر عملاء أردوغان من الليبيين.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق