حارسة تراث أرض الفيروز .. "زينب العبادي" تحدت كورونا وطورت ألوان الكليم السيناوي (صور)

الثلاثاء، 30 يونيو 2020 03:01 م
حارسة تراث أرض الفيروز .. "زينب العبادي" تحدت كورونا وطورت ألوان الكليم السيناوي (صور)
محمد الحر

لم تستسلم صانعة الكليم السيناوي" زينب العبادي" للظروف الصعبة التي تشهدها مهنة صناعة الكليم في شمال سيناء بالتزامن مع تداعيات فيروس كورونا ، واتخذت من الطبيعة ساحة جديدة للعمل في الهواء الطلق وبين أشجار الزيتون لتبتكر أيضا ألوانا مبهجه تمزج بين الطبيعة في مكوناتها والأصالة في التشكيل والتصميم. 
 
قبل 30 عاما بدأت الفتاة السيناوية "زينب محمد العبادي "رحلتها مع صناعة الكليم السيناوي ، من داخل ربوع قبيلتها الرياشات بقرية أبو طويلة التابعة لمركز الشيخ زويد في شمال سيناء بعد أن توارثتها عن أمها رائدة صناعة الكليم الشهيرة بسيناء "حسنة الهشية".
 
7
 

8
 

9
 
تقول" زينب "كانت أمي تعمل ف صناعة الكليم كحرفه موروثة تساعد  من خلالها والدي في توفير متطلبات المعيشه وتعلمت منها أساسيات  حرفه صناعة الكليم بألوانه وتشكيلاته المرتبطة بالبيئة والتراث السيناوي ومن ثم إلتحقت بالتدريب لدى جمعية تنمية المجتمع بالجورة في الشيخ زويد على كيفية صباغه صوف الأغنام بصبغة من الأعشاب الطبيعة مثل"  الكركم و الشاي و القرفه والبرسيم وبعض النباتات،  بالتعاون مع مركز تحديث الصناعة التابع لإتحاد الصناعه و التجارة.
 
وأشارت العبادي إلى إنه بسبب الارهاب في سيناء وخاصة بنطاق مدينة الشيخ زويد التي تقيم بإحدى قراها توقفت عن العمل لفترة طويلة ، ثم عاودت بعد ذلك  من خلال مشروع خاص بها بعيدت عن الجمعيات الأهلية ،من خلال مبلغ بسيط كان بداية للانطلاق والتحدي لكافة الظروف المحيطة بها.
 
 وواصلت" زينب " العمل مع الدراسة بعد التحاقها بكلية التربية ، جامعة قناة السويس حيث كان حلم امها أن تكمل دراستها التي توقفت بعد الحصول على مؤهل متوسط بسبب ظروف العادات والتقاليد التي تقضي بتوقف الفتاة عن التعليم عند المرحلة الإعدادية أو الثانوية.
 
ومن خلال مشروعها الخاص ووصول أعمالها إلى قمة المنافسة من خلال المعارض المختلفة وتراكم خبرتها في مجال صناعة الكليم بدأت مسيرة عملية أخرى :"  قدمت أوراقي إلى مركز تحديث الصناعه وحصلت على عمل كإستشاري تدريب في مجال صناعة الكليم على مستوي الجمهورية".
 
 
10
 

11
 

12
 
وتقول صانعة الكليم السيناوي " زينب العبادي" أن الكليم هو أحد مفردات تراث سيناء الذي يمثل ثقافة مجتمعية وتجسد تشكيلاته المتنوعة قيم وتقاليد وعادات اهل الصحراء ، وقد أشرف على الانقراض لعدة عوامل أهمها عدم تورث هذه المهنه للأبناء، و قلة الأيدي العاملة المدربة والتي تمتاز بالمهارة في العمل.
وأشارت "العبادي" إلى أن عدم تواجد الأدوات والعوامل المساعدة في شمال سيناء حدت من  تطوير المنتج و أثرت على حرفة الكليم ، حتى الصباغة الطبيعية توقفت لأنها تحتاج الي مياه عذبه ، لأن مرحلة الصباغه تحتاج إلى عملية تكرير غسل الصوف، لجانب عدم وجود التسويق الجيد .
 
وحول استخدامها للألوان الزاهية والمبهجة التي تعد بمثابة تطوير للألوان التي كانت تستخدم في السبق في صناعة الكليم السيناوي ، قالت" زينب " أن:" التطور مهم ومطلوب مع الحفاظ على الثوابت الأصلية التي تتعلق بالتراث السيناوي ولذلك بدأت بنفسي مرحلة جديدة طورت خلالها من الألوان التي استخدمها بصياغة الصوف بصفات طبيعية بايتخدام "الفوه عود" وهو نبات بري معروف لجانب الزعفران زالكركم و الشاي و القرفه و الرسيم و الزربيح".
 
 
أضافت ، استكملت خطة تطوير صناعة الكليم السيناوي باستحداث المنتجات التي تتناسب مع المنزل العصري ، من خلال صناعة ستائر و شنط و خداديات و وراقه و تستخدم لتصفيف الاوراق أو الصحف او اشياء مهمة ، بجانب عمل تصميم مجسم للنخله التي تعد رمز مهم لدى تعادل الصحراء في سيناء.
 
12
 

13
 

14
 
وتشير" العبادي" إلى أنها بدأت مشروعها الخاص  عام 2015 بإسم "حسنه الهشية للمشغولات السيناوية" ، لإنتاج  الكليم السيناوي والمشغولات الخرزيه والتطريز السيناوي، و في بداية المشروع:" كان عدد العاملين به 3 أشخاص وأنا وأخواتي البنات ، و أصبح اليوم عدد المشاركين 40 سيدة و فتاة بإنتاج الكليم السيناوي ، و 50 سيده وفتاة بالمشغولات الخرزيه ، و 30سيدة وفتاة بحرفة التطريز ، وذلك بتمويل  ذاتي بدأ بمبلغ 500جنيه لم احصل على أي تمويل أو قرض لان مشروع يعيد تمويله ذاتيا".
 
وفيما يتعلق بتداعيات فيروس كورونا على عملها في صناعة الكليم والمشغولات التراثية السيناوية قالت" زينب"  :" تعودت دائما عدم الاستسلام ولذلك تأقلمت مع الظروف الحالية ، ونساء سيناء وخاصة بالشيخ زويد لديهن قدرة شديدة على الصمود والتحدي حيث واجهنا من قبل صعاب كثيرة ومنها الحرب على الإرهاب ، ولذلك تحدينا ظروف كورونا  للمحافظة على استمرار الدخل للسيدات العاملات معنا ، بالعمل مع مراعاة التباعد وتطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية وكان هناك إنتاج متميز من الكليم السيناوي بألوان جديدة ومتميزة.
 
وأوضحت " العبادي":  الكليم السيناوي يختلف عن كليم كفر شيخ و مطروح  والصعيد و حلايب وشلاتين من حيث الخامة و تصميم الأدوات المستخدمه ، حيث يتم تصنيع الكليم السيناوي  عن طريق نول أرضي من خلال أصابع اليد ، أما باقي الصناعات من الكليم يكون عن طريق نول افخقي ويستخد ايد و رجل.
 وحسب حارسة التراث السيناوي"  زينب العبادي " ، تستخدم لصناعة الكليم السيناوي عدة أدوات هي ، "  المنساج" و هو عباره عن قطعه خشب راس من امام مدبب و من خلف مدبب  ،و " الأوتاد "  وعددها 4  تستخدم في بداية الشغل و 2 في اخر الشغل ، ويستخدم من الأمام في التثبيت قطعتين مطرق من الحديد . 
 
16
 

17
 
بجانب "نيره" و هي عباره عن قطعه خشب مقاسها 110سم في 5سم و هي التي تنظم الخيوط  ، و"الميشع " وهو عباره عن قطعه من عود اللوز يلتف حوله خيوط ويستخدم في لحم خيوط ببعضها.
 
أما "المطرق " فهو عبارة عن قطعتين حديد مقاس 110سم قطعه من بداية العمل و من آخر العمل يستخدم في تثبيت الخيط عليها و" المزري " ، وهو عبارة عن قرن غزال ويستخدم ف تنيظيم الخيط.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة