الطريق إلى المريخ.. الإمارات في مهمة تاريخية للفضاء بمسبار الأمل

الثلاثاء، 14 يوليو 2020 08:18 م
الطريق إلى المريخ.. الإمارات في مهمة تاريخية للفضاء بمسبار الأمل

مهمة تاريخية جديد في انتظار العرب إلى الفضاء، في يوم الجمعة القادم تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لإطلاق مسباراً إلى المريخ لتصبح أول بلد عربي يشرع في مهمة مماثلة لاستكشاف مناخ الكوكب في حدث تاريخي، يعزز قوتها الناعمة ويدخلها أحد أكثر نوادي دول العالم خصوصية.

المسبار الذي لقبوه بمسبار الأمل سيستغرق سبعة أشهر للسفر لمسافة 493 مليون كيلومتر إلى المريخ، ليبلغ هدفه تزامناً مع احتفال الإمارات بمرور 50 عاماً على قيام الدولة الموحّدة. وسيقوم المسبار بالدوران حول الكوكب لسنة مريخية كاملة أي 687 يوماً، وكان من المقرر أن يقلع مسبار "الأمل" الآلي غدا من مركز تانيجاشيما الفضائي الياباني باستخدام منصة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

لكن أعلنت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون والتشاور مع شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة المسؤولة عن صاروخ الإطلاق تأجيل موعد إطلاق المهمة ليكون يوم الجمعة.

"أتطلع إلى أول 24 ساعة بعد الانفصال، وهنا سنرى نتائج عملنا .. عندما نحصل على الإشارة لأول مرة، عندما نتأكد أن كل جزء من المركبة الفضائية يعمل، عندما يتم نشر الألواح الشمسية، عندما نصل إلى مسارنا ونتجه نحو المريخ" .. هذا ما قالته سارة الأميري، نائبة مدير مشروع بعثة المريخ ووزيرة الدولة لشؤون العلوم المتقدمة، عن مسبار الأمل الذي من المتوقع أن ينفصل المسبار عن صاروخ الإطلاق بعد نحو ساعة، وبعد ذلك تبدأ "الإثارة الحقيقية"، بحسب مسؤولين إماراتيين.

20200703070828828

هدف المهمة تقديم صورة شاملة عن ديناميكيات الطقس في أجواء الكوكب وتمهيد الطريق لتحقيق اختراقات علمية، فإن المسبار جزء لهدف أكبر هو بناء مستوطنة بشرية على المرّيخ خلال المئة عام المقبلة، وتعتبر الولايات المتحدة والهند والاتحاد السوفيتي السابق ووكالة الفضاء الأوروبية نجحت في إرسال بعثات إلى مدار الكوكب الأحمر، في حين تستعدّ الصين لإطلاق أول مركبة فضائية للمريخ في وقت لاحق من هذا الشهر.

وتضغط الإمارات المعروفة بناطحات السحاب والجزر الاصطناعية، التي بنيت على شكل أشجار نخيل، للانضمام إلى صفوف هذه الدول في أول خطوة من نوعها في العالم العربي، و يؤكد كيجي سوزوكي، رئيس بعثة منصة ميتسوبيشي إن توقعات الطقس الحالية "لا تنذر بعواصف رعدية شديدة على طول الطريق، ولذا فإنّ تقييمنا الحالي هو أنّ هناك فرصة للإطلاق" في الموعد المحدّد مسبقاً.

 

أهداف استراتيجية
وثمن خبراء علوم فضاء مصريون التجربة الإماراتية لاستكشاف الفضاء، مشيرين إلى أنها تعد «نقلة نوعية كبيرة» من شأنها أن تدفع بعلوم الفضاء في الوطن العربي إلى آفاق أرحب، مؤكدين أن المشروع الإماراتي لاستكشاف المريخ، يضع المنطقة العربية برمتها في موقع علمي متقدم.

حيث أكد الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أن دولة الإمارات بقيادتها وشعبها، بإرثها وتاريخها، نجحت في تحويل المستحيل واقعاً ملموساً ومصدر فخر للعرب جميعاً، "يوم تاريخي يقترب مع رحلة مسبار الأمل إلى المريخ.. نقف على بعد خطوات من تحقيق حلم زايد فمبارك لنا جميعاً هذا الإنجاز".. هذا ماقاله هزاع بن زايد على تويتر.

20200714030645645

وأعربت عالمة الفضاء اليابانية ناوكو يامازاكي، في لقاء صحفي عن دهشتها لما وصلت إليه دولة الإمارات، وأشارت يامازاكي، التي تعد ثاني امرأة يابانية تطأ قدماها الفضاء، عندما اختيرت عضواً ضمن طاقم مكوك الفضاء أتلانتس لتصبح أول أم يابانية تجوب الفضاء، وأكدت على أنها تتمنى النجاح لرحلة الفضاء الإماراتية مسبار الأمل إلى المريخ، مشيرة  إلى أن إرسال المسبار الإماراتي إلى المريخ يمثل فرصة رائعة للإمارات لتُظهر تفوقها في جميع المجالات، مبينة أن المسبار يعكس تكامل عدة تكنولوجيات متطورة، بما تتضمنه من المعدات والبرمجيات والعل.

وبالإشارة إلى تكتيكيات عملية مسبار الأمل، قالت يامازاكي، أن جهود العلماء والمهندسين تندمج في مهمة استكشاف المريخ، إذ طالما كان استكشاف الفضاء هو أفضل دمج للعلم والتكنولوج إن وضع مسبار حول المريخ تحدٍّ بالغ الصعوبة، وأردفت الرائدة التي تشغل حالياً عضوية لجنة سياسة الفضاء الحكومية اليابانية، ومنصب المدير الممثل لإدارة الميناء الفضاء اليابانييا أن روسيا وأمريكا ووكالة الفضاء الأوروبية والهند فقط، هم من نجحوا في زرع مسابير في محيط المريخ حتى الآن، وأن نجاح هذا التحدي في مهمة الإمارات سيسهم في إظهار تقدمها في المجالات العلمية وإثبات قدرتها على المنافسة.

وحظيت التجربة الاماراتية فى مجال الفضاء بتقدير وإشادات من العالم ، وسلطت عليها الصحف الاجنبية الضوء، فكتبت نيويورك تايمز تقرير تناولت فيه النتائج المنتظرة من مسبار الأمل مؤكدة أنه سيقدم مساهمات  للأبحاث على الكوكب الأحمر، والحكومة الإماراتية تأمل أن يكون مصدر إلهام للمدارس المستقبلية.

أهمية الإطلاق

حيث أكد خبراء فضاء وفلك أردنيون أهمية إطلاق المسبار كمنجز عربي من شأنه تغيير مسار علم الفضاء على المستوى العالمي ليس لدوره في اكتشاف خفايا كوكب المريخ فحسب ولكن لما ستعكسه النتائج على الأبحاث العلمية الدقيقة، على صعيد متصل، أكد علماء الفلك أنهم ينظرون إلى مهمة المسبار كفرصة استثنائية في مجال استكشاف كوكب المريخ، مشيرين إلى أن المهمة الأبرز له تتمثل في الحصول على أول صورة كاملة وشاملة للكوكب الأحمر وطبقات الغلاف الجوي.

وبالنسبة لمهمة المريخ ، اتخذت الدولة نهجًا مشابهًا للأقمار الصناعية السابقة من خلال العمل مع مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة كولورادو بولدر، حيث قامت الإمارات سابقًا ببناء وإطلاق ثلاثة أقمار صناعية لرصد الأرض ، بالتعاون مع مصنع كوري جنوبي وتولي تدريجياً حصصًا أكبر من الهندسة. حتى أن البلاد لديها برنامج رحلات فضائية بشرية ناشئة. في العام الماضي.

 و تم بناء مسبار الأمل قبل إرساله إلى دبي للاختبار، كما أن الإمارات العربية المتحدة اشترت مقعدًا على صاروخ سويوز الروسي وأرسلت أول رائد فضاء ، هزاع المنصوري ، لمدة ثمانية أيام في محطة الفضاء الدولية. بالنسبة لمهمة المريخ ، اتخذت الدولة نهجًا مشابهًا للأقمار الصناعية السابقة من خلال العمل مع مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة كولورادو بولدر ، حيث تم بناء Hope قبل إرسالها إلى دبي للاختبار.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق