بعد استقالة حكومة حسان دياب... كيف تسير الأمور داخل لبنان الآن؟

الأربعاء، 12 أغسطس 2020 01:22 م
بعد استقالة حكومة حسان دياب... كيف تسير الأمور داخل لبنان الآن؟

 
 
 
أصبح حال لبنان ممزق ويعاني من الكثير من الازمات الاقتصادية بعد انفجار المرفأ بيروت مخلفا وراءه المزيد من الدماء السائلة على الأراضي اللبنانية والأموال المهدرة نتيجة الإهمال والخلافات الطائفية، وشهدت الأيام الماضية تقديم العديد من الوزراء باستقالاتهم عقب الانفجار والخلافات السياسية التى ظهرت عنه، لتنهي صفحة حكومة حسان دياب التي لم تستمر الا لمدة 198 يوما، لتضع لبنان فى مأزق اخر بضرورة تشكيل حكومة سريعا فى ظل هذه الأوضاع المتوترة والغضب اللبناني المتصاعد، تطرح التساؤلات حول كيفية تشكيل حكومةو مصير الحكومة السابقة.
 
 
في 10اغسطس أعلن حسان دياب رئيس الحكومة تقديم استقالته على إثر الغضب الذي ثار بالشارع اللبناني، فمنذ اليوم الأول للانفجار وبدأت استقالات أعضاء الحكومة والبرلمان تتوالي احتجاجا على ما وصفوه بفساد الطبقة السياسية، مما دفع برئيس الحكومة إلي اعلان استقالته بعدمااقدم العديد من الوزراء على هذه الخطوة مما تسبب فى أضعاف وحدة الحكومة ودعى لحلها.
 
 
منذ تشكيل حكومة حسان دياب وينتظر الشارع اللبناني منها تقديم المزيد من الوعود والتطوير في عدة ملفات منها الاقتصادية والمالية والاجتماعية ولكن الفشل الذريع كان حليف الحكومة ففى كل صباح كان اللبنانين يفيقوا على كارثة ومشكلة جديدة في الدولة والمجتمع والمرافق وايضا تدهور حال الليرة اللبنانية حتي جاءت كارثة انفجار المرفأ لتكن بمثابة القشة التى عجلت بنهاية حكومة دياب.
 
ومنذ استقالة حكومة دياب والحديث يدور داخل الأوساط السياسية بلبنان عن من يخلف دياب وطرح البعض اسما رئيس الحكومة السابق سعد الحريرى، والدبلوماسى ورجل القانون نواف سلام، لاسيما وأن الظروف كافة لا تحتمل المناكفات السياسية والدخول مجددا في لعبة الصراعات المحلية.
 
وكشفت تقارير صحفية بأن  حركة "أمل" و"حزب الله" ووليد جنبلاط يؤيدون عودة سعد الحريري لتولى مهمة تشكيل حكومة توافقية،  فيما يؤيد جبران باسيل تكليف السفير السابق نواف سلام، ولكن الوضع لا يزال في بداياته ولا يمكن بلورة صورة المواقف بوضوح من الآن، ولكن مع التدخل الفرنسي الدولي فإن هناك احتمالات باستعجال تأليف حكومة تتولي الإصلاحات كأولوية برئاسة الحريري.
 
وأكدت التقارير  أنه لا يبدو أن إمكانية ولادة الحكومة المرتقبة ستخلو من بعض التعقيد، فالحريري الأوفر حظا في الوقت الراهن، حيث أنه سينال تأييد كتلته وكتلتي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري واللقاء الديمقراطي وليس من المستبعد ان ينال تأييد "حزب الله" ايضاً، كما ان الطرفين (الحريري وحزب الله) حافظا طيلة الفترة الماضية على علاقة مستقرة نسبيا، ولم تنقطع الاتصالات بينهما.
 
من مهمات الحكومة الجديدة العمل على حسم بعض الملفات الأساسية العالقة، في مقدمتها تحديد الحدود البحرية مع إسرائيل، والذي تعطيه الإدارة الأمريكية أولوية مميزة، عشية إستحقاق الإنتخابات الرئاسية، فضلا عن ملف إعمار بيروت والملف المالي او الاقتصادي أو الكهرباء او الطاقة وغيرها، والتدهور المريع في صرف سعر الليرة اللبنانية.
 
 
وطرحت القوي السياسية مسارين من أجل التوصل إلي وضع يسمح بنهوض لبنان من كبوته والصمود مرة أخرى أمام الكوارث التى حلت بها
أولهما:إجراء انتخابات نيابية مبكرة، لكنه طرح يفتقد الى الجدّية لاستحالة تنفيذه. اذ تحول دونه صعوبات عدة، أولها الاتفاق على قانون انتخابي جديد، وإلا الدوران في الحلقة السياسية نفسها.
 
ثانيهما: تأليف حكومة جديدة أو إعادة تكوين النظام. الحل الثاني غير قابل للتطبيق خصوصا أن تغييره يستدعي نقاشا طويلا ورعاية غربية وخليجية شبيهة لما حصل وقت الطائف، وهو أمر متعذر ويحتاج لوقت لا يملك لبنان ترفه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق