لقاح كورونا في مرمى الانتقادات.. واشنطن تشكك في فعاليته وموسكو ترفض الاتهامات

الأربعاء، 12 أغسطس 2020 06:31 م
لقاح كورونا في مرمى الانتقادات.. واشنطن تشكك في فعاليته وموسكو ترفض الاتهامات

تعرضت روسيا إلى انتقادات لاذعة من قبل علماء وباحثون، بعد إعلانها تسجيل أول لقاح بالعالم ضد وباء فيروس كورونا، متهمين إياها بالمتهورة والمتسرعة والفاقدة لمعايير الأمان، وتسائلوا عن قرار تسجيله قبل تجارب المرحلة الثالثة التي تستمر عادة لعدة أشهر وتضم آلاف الأشخاص وليس فقط أعداد لم تتجاوز المئات.

وأعرب وزير الصحة في الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الأربعاء، عن شكوكه بشأن ادعاء روسيا تطوير أول لقاح آمن لفيروس كورونا في العالم، مشيراً إلى نقص البيانات من تجاربها الأولية، وفقا لما ذكرته صحيفة timesnownews.

وردد وزير الصحة الأمريكى أليكس عازار تلك المخاوف الأربعاء فى ختام زيارة استغرقت ثلاثة أيام لتايوان، وقال للصحفيين خلال مؤتمر عبر الهاتف "من المهم أن نقدم لقاحات آمنة وفعالة وأن تكون البيانات شفافة هذا ليس سباقا لنكون الأول".

وأضاف: "يجب أن أشير إلى أن اثنين من اللقاحات الأمريكية الستة التى استثمرنا فيها قد دخلتا المرحلة الثالثة من التجارب السريرية قبل أسابيع، وأن اللقاح الروسى يبدأ الآن فقط، موجها انتقادات للقاح الروسى قائلا لم يتم الكشف عن البيانات من التجارب الأولية فى روسيا، وهى ليست شفافة.

من جانبها علّقت منظمة الصحة العالمية بحذر على إعلان روسيا التوصل للقاح ضد وباء كوفيد-19، مذكّرةً بأن "المرحلة التى تسبق الترخيص" والترخيص للقاح يخضعان لآليات "صارمة".

وقال المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش خلال مؤتمر صحفى عبر الفيديو "نحن على تواصل وثيق مع السلطات الروسية والمحادثات تتواصل المرحلة التي تسبق الترخيص لأى لقاح تمرّ عبر آليات صارمة"، وذلك رداً على سؤال عن إعلان الرئيس الروسي توصل بلاده لـ"أول لقاح" ضد فيروس كورونا المستجدّ.

وأشار إلى أنه بالإضافة إلى المصادقة التى تمنحها الجهات المختصة فى كل بلد، وضعت منظمة الصحة العالمية آلية ترخيص مسبق للقاحات، لكن أيضاً للأدوية يطلب المصنعون الترخيص المسبق لمنظمة الصحة العالمية لأنه بمثابة ضمان للنوعية، ولم تنشر روسيا حتى الآن دراسة مفصلة عن نتائج التجارب التى سمحت لها بتأكيد فاعلية اللقاح.

ورفضت روسيا تلك التشكيكات فى سلامة وأمان اللقاح الخاص بها، وأكّد وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو، الأربعاء، أن المزاعم بأن لقاح كوفيد-19 الروسي غير آمن لا أساس لها من الصحة ومدفوعة بالمنافسة، حسبما نقلت وكالة أنباء "إنترفاكس".

وصرح مدير المركز الوطنى لبحوث علم الأوبئة والأحياء الدقيقة "جامالى"، ألكسندر جينسبرج، اليوم الأربعاء، بأن التكنولوجيا التى بواسطتها ابتكر المركز لقاحاً ضد "كوفيد-19"، تستخدم أيضاً لتطوير اللقاح فى بريطانيا والصين وعدد من الدول.

وكشف جينسبرج خلال مؤتمر صحفى: "أن التكنولوجيا حققت الآمال التى علقت عليها فى الوقت الحالى، كما تعلمون، هذه التكنولوجيا ليست فريدة من نوعها، بمعنى أنها تستخدم فى إنجلترا والصين وعدد من البلدان الأخرى، لكن فى النسخة التى نستخدمها، هى الأكثر تطوراً من وجهة نظرنا ومن وجهة نظر أعلى مجتمع خبراء دولى."

ووفقا له تم الإبلاغ عن هذه التكنولوجيا فى حينها فى منظمة الصحة العالمية، وهذه التكنولوجيا تم اختبارها فى جميع الظروف ومن حيث المنشورات، ومن حيث المناقشات، ومن حيث تحديات الحياة، وأضاف أن الأدوية التى تم تطويرها باستخدام هذه التكنولوجيا جعلت من الممكن حماية الناس من فيروس إيبولا فى أفريقيا فى حينها.

وأعلن ألكسندر جينسبرج، مدير مركز الجمالية القومى لبحوث الأوبئة والأحياء الدقيقة، اليوم الأربعاء، أن روسيا تخطط لصنع 5 ملايين جرعة من لقاح فيروس كورونا شهريًا فى الفترة من ديسمبر إلى يناير، وفقا لما ذكرته وكاله "تاس" الروسية.

وأضاف قائلا "وفقًا للجدول الزمنى، من المتوقع أن تصل الشركات إلى طاقتها الكاملة فى ديسمبر أو يناير يجب أن تكون السعة نحو 5 ملايين شهريًا، وربما أكثر إذا كان هذا هو الحال، فسيتم توفير احتياجات البلد بأكمله مع الدواء المناسب فى غضون عام".

فيما كشف وزير الصحة الروسى، ميخائيل موراشكو أن إنتاج لقاح كورونا سيبدأ فى غضون الأسبوعين القادمين، موضحا أن لقاح كورونا يعتمد على أرضية علمية ملموسة وأثبت فعاليته فى الاختبارات السريرية، وأضاف أن حملة التطعيم ضد عدوى فيروس كورونا المستجد ستكون طوعية للجميع، بما فى ذلك الأطباء.

وأوضح موراشكو أن اللقاح الذى نجحت روسيا فى تطويره ضد فيروس كورونا المستجد أثبت فعاليته وسيبدأ إنتاجه واستخدامه فى معالجة المصابين بالوباء قريبا، مضيفا أن حملة التطعيم ضد عدوى فيروس كورونا المستجد باللقاح الذى تم الإعلان عن تسجيله أمس ستكون طواعية للجميع، بما فى ذلك الأطباء، وفقا لما ذكرته وكاله "سبوتنيك".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق