فيس والحلم البلجيكي

الإثنين، 14 سبتمبر 2020 12:47 م
فيس والحلم البلجيكي
سمر جاد

 
يا له من عالم صغير!! حيث تجلس ربة المنزل السيدة فلافيا شو-جاكسون في منزلها في بلجيكا لتشاهد فيلما وثائقيا عن الأطفال الأيتام ومعاناتهم في دور الرعاية الصينية، ليتغير عالمها بعدها الى الأبد، فتقرر أن تساعد مثل هؤلاء الأطفال.
 
أخذت السيدة فلافيا تبحث عن مكان تنثر فيه بذور أحلامها، فوقع اختيارها على أرض الكنانة. عرفت أن مصر بها الى جانب أطفال الدور، أطفال بلا مأوى، فأصبح هدفها العمل على إعادة دمج الأطفال سواء في أسرهم أو داخل أسر كافلة.
 
عندما جاءت الى مصر لجأت الى السيدة مشيرة خطاب، أعجبت بمشروعها وأرشدتها لنقطة البداية، أنشأت السيدة فلافيا مؤسسة فيس في عام 2003، وبدأت بدار واحدة حتى وصل عدد الدور الى 3 في العام الحالي.
ما هو هدف فيس؟
أشارت السيدة نبيلة الجبلاوي، المدير الفني لبرنامج الدمج الأسري، الى أن الهدف الأكبر لفيس هو أن يصبح المجتمع واعي وداعم لقضية كفالة الأيتام، فالأطفال المكفولين يجب أن يشعروا بالاندماج الكامل في المجتمع والتصالح مع الواقع، ولكن كثيرا ما يعوق ذلك نظرة المجتمع الظالمة لهم. فالكفالة عمل انساني، عظيم الثواب، تعطي الأطفال المكفولين الاهتمام والدفء الأسري الذي يحتاجه أي طفل، لا سيما الطفل فاقد الرعاية الوالدية. 
 
أن الطفل الذي تربى داخل أسرة يحصل على تعليم أفضل، تكون فرصه في العمل والزواج أيسر، من ذلك الذي يكبر داخل المؤسسة، ومهما ارتفع مستوى التدريب داخل دور الرعاية، فهو لا يقارن بالاهتمام الذي يحصل عليه الطفل داخل أسرته الكافلة.  تسعى منظمة فيس لإزالة الوصمة المجتمعية عن أبناء دور الرعاية كذلك، فهم أطفال أبرياء يحتاجون مثل كل الأطفال الى الحب والحنان والرعاية.
 
فيس جهة ترعى الأطفال، فكانت الأسر التي ترغب في الكفالة كثيرا ما يتوجهون للدور فكنا نوضح لهم أنهم عليهم التوجه للمديريات التابعة لوزارة التضامن، ثم طبعنا كتيب لتعريف الأسر بخطوات التقديم على الكفالة، كما نقدم تدريبا للأسر الكافلة لأطفال من مؤسسة فيس للتعريف بكيفية رعاية الأطفال في مختلف المراحل العمرية ودورات عن التربية الإيجابية.
 
وأضافت نبيلة أنه نتيجة العمل مع الأسر، عملنا بحث في 2014، لتقييم نظام الكفالة من خلال الحالات الميدانية، وخرجنا ببعض التوصيات الهامة وعرضناها على المسؤولين في وزارة التضامن، ولقد استجابت الوزارة للتوصيات وتم تطوير منظومة الكفالة بناء على ذلك.
ما التطوير الذي ما زلتم تتمنون تحقيقه في المنظومة؟
أن تكون هناك وحدة مركزية تابعة لوزارة التضامن -الى جانب اللجنة العليا-، تضم موظفين دائمين لتشرف على تنفيذ استراتيجية اللجنة العليا داخل منظومة الكفالة، وتقدم الدعم الفني المستمر، والتوعية اللازمة للأسر الكافلة أو الراغبة في الكفالة، ولكنها تحتاج الى جهة تمويلية حتى يتم تشكيلها.
 
وحديثا تم الاستعانة بمنظمات المجتمع المدني للمساهمة في تطوير المنظومة فقامت مؤسسة فيس بالاشتراك مع جمعية وطنية بوضع تصور جديد لمنظومة الكفالة، تم الموافقة عليه من قبل الوزارة وقمنا بتدريب الموظفين عليه في عدة محافظات، وسوف نبدأ في مرحلة التدريب الميداني للنظام الجديد ثم يتم تدشينه من قبل معالي الوزيرة السيدة نيفين القباج بحيث يتم تعميمه على مستوى الجمهورية في يناير2021
الى جانب دور فيس في تطوير المنظومة وتدريب المدربين، فان الدور التوعوي لم يقتصر على الأسر التي ترغب في الكفالة أو التي تكفل بالفعل من أبناء فيس، ولقد ساعد في ذلك، التعريف بالمؤسسة من خلال بعض المبادرات الداعمة لنا مثل "مبادرة اكفل طفل في بيتك" والتي أسستها السيدة رشا مكي بعد أن كفلت أحد أبناءنا، ومنذ ذلك الحين وهي شغلها الشاغل أن تنشر الوعي المجتمعي حول كل ما يتعلق بقضية الكفالة.
وفي الختام، أتوجه بالشكر لكل من بذل جهدا في سبيل تيسير وتحسين حياة الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية في مصر وفي مقال قادم سنستكمل حديثنا مع المسؤولين في فيس عن دورهم الغاية في الأهمية في انقاذ أطفال بلا مأوى...
 
 
 
 
 
 

 

تعليقات (5)
مؤسسه فيس
بواسطة: امل جمال
بتاريخ: الإثنين، 14 سبتمبر 2020 02:27 م

شكرا للكاتبه علي الاهتمام المستمر بالاطفال وشكراً لكل من بذل جهد لتحسين حاله الاطفال فاقدي الرعاية .وتمنياتي أن تتحسن احوال كل الاطفال في مصرنا الحبيبة وفي كل العالم . وتمنياتي أن نتعلم مفهوم الرحمه والرافه بالايتام لانه واجبنا و وتحقيقا لما أوصانا به الرسول عليه الصلاة والسلام

اليتيم
بواسطة: منال سعد
بتاريخ: الإثنين، 14 سبتمبر 2020 03:37 م

الأقدام والتنفيذ لايجب ان يترك كليا للعمل الخيري والتبرع بالمجهودات الذاتيه ولكن يتم التعيين والتدريب من قبل وزاره التضامن الاجتماعي لضمان العمل الجاد

انا الانسانية
بواسطة: سلوى
بتاريخ: الإثنين، 14 سبتمبر 2020 03:56 م

انها قمة الإنسانية ان نعامل الأطفال فاقدي الرعاية كما نعامل أولادنا...فما الفارق حقا؟

مؤسسه فيس
بواسطة: منال شريف
بتاريخ: الإثنين، 14 سبتمبر 2020 08:50 م

احيي الكاتبه والجريده لاهتمامهم داءما بمشكله الايتام ودور الرعايه فى مصر واتمنى تحقيق المزيد من التقدم والتوفيق فى هذا الموضوع مقال جميل دايما مع تمنياتى بمزيد من النجاح

اعجبنى
بواسطة: اميرة
بتاريخ: الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020 02:39 م

حقيقى اختيار قضية الاطفال للاهتمام بها شئ عظيم اتمنى كل التوفيق للكاتبة

اضف تعليق