بعد 30 عاما من الإخفاقات المتكررة ومبادرات "الفنكوش".. أين وصل المشروع القومي لمحو الأمية؟

الخميس، 24 سبتمبر 2020 04:10 م
بعد 30 عاما من الإخفاقات المتكررة ومبادرات "الفنكوش".. أين وصل المشروع القومي لمحو الأمية؟
ندى سليم

منذ أكثر من 30 عاما وتحديدا في مثل تلك الأيام في سبتمبر عام 1989، أطلق الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك شعلة القضاء على الأمية واعتبار العشر سنوات القادمة عقدا لمحو الأمية وتعليم الكبار، وبالفعل تم انشاء الهيئة العامة لمحو الأمية في عام 1992 بموجب القانون رقم (8) لسنة 1991 لتنفيذ هذا الإعلان الرئاسى ، ولكن بعد عقود وصولا إلى وقت 2013 لم يكن شيئا تغير بل إن المشروع نفسه راح في مهب الريح.

إلى أين وصل مشروع محو الأمية؟
 
مراحل عديدة مر بها المشروع القومي لمحو الأمية وتعليم الكبار، فمن الحملات الترويجية والاعلانات التي كانت تغزو شاشات التيلفزيون في فترة التسعينات، مرورا بجهود الدولة الرامية بالتعاون مع جهود المجتمع المدنى إلا أننا أمام إحصائيات صادمة، والتي تشير إلى وصول عدد الأميين في مصر الى نحو  18.4 مليون نسمة بمعدل 25.8% من التعداد السكانى، بحسب الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
 
وكشفت أحدث إحصائيات من جهاز الإحصاء، أن معدلات الأمية تراجعت من 39.4% عام 1996 إلى 29.7% عام 2006، ثم بلغت 25.8% عام 2017، لكنها تراجعت في العام الماضى الي 24.6% .
 
ويعد ملف محو الأمية من الملفات التي فشلت أغلب الحكومات على مر السنوات الماضية في وضع استراتيجية حقيقة لمواجهتها مثل العديد من الدول، فمن ضمن السناريوهات الفاشلة التي أعلنت عنها الدولة في عام 2010 كان حملة "محو الأمية بالقرى المصرية" التي كانت تستهدف محو أمية مليون مواطن مصري، بالمحافظات المصرية والتي كان يقودها رئيس المجلس القومى للشباب صفى الدين خربوش، لكنها اختفت مثل جميع المبادرات الأخرى دون أن يتم الإعلان عن نتائجها.
 
وكان مشروع سوزان مبارك حينها المتمثل في جمعية الرعاية المتكاملة، الذى أخذ على عاتقه عدد من القضايا الاجتماعية كان محو الأمية أهمها، حيث نجح في خفض اعداد الأميين في مصر وقتها، لكن سرعان ماتوقف عمل المشروع خلال السنوات الأخيرة قبل أحداث يناير في 2011، ولم يتم الإعلان عن حجم الانفاق الذى تكبدته الدولة من أجل هذا المشروع.
 
وأعلنت الدولة منذ فترة عن تحقيق رؤية مصر 2030، والتي من ضمن أهدافها محو الأمية وتعليم الكبار، وبموجب ذلك عاد المشروع القومى لمواجهة الأمية الى النور مرة أخرى، ووفقا لتصريحات الهيئة العامة لمحو الأمية، فانه تم إبرام بروتكولات مع عدد من الجامعات المصرية والتي تضع شرط التخرج لأى طالب، محو أمية 4 اشخاص مقابل الحصول على شهادة التخرج.
 
كما أعلن مجلس جامعة الأزهر، اليوم، عن الموافقة على التوصية المقدمة من لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة، الخاصة بتفعيل توصية المجلس الأعلى للجامعات حول قيام الطلاب بمحو أمية 4 من الأميين شرطًا أساسًا للحصول على شهادة التخرج، بالكليات النظرية بدءًا من العام الجامعى 2020/2021.
 
وعلى الرغم من تراجع معدلات الامية في مصر وفقا لأخر إحصائيات صادرة من جهاز الإحصاء، إلا أن شبح "الأمية" مازال يؤرق حلم التنمية وسيظل أيضا عائقا أمام الدولة للإلحاق بغيرها، خاصة في ظل غياب رؤية واضحة وتشريعات ملزمة تواجه هذا الخطر وتتصدى له.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق