بعد 47 عاماً.. "السجن دى فكوتي" كلمة السر في نصر أكتوبر المجيد

الإثنين، 05 أكتوبر 2020 03:15 م
بعد 47 عاماً.. "السجن دى فكوتي" كلمة السر في نصر أكتوبر المجيد
ندى سليم

تمر السنوات، وتظل ذكرى نصر أكتوبر المجيد باقية في قلوب المصريين، وفى كل عام نحتفل بهذا النصر العظيم يكون "أحمد إدريس" أحد أبطال الحرب المجيدة، أهم المكرمين اعترافا بدوره الكبير في معركة النصر، التي يمر على ذكراها 47 عاما، ومازالت تجسد وحدة المصريين باختلاف ثقافتهم.
 
أحمد إدريس من أحد الجنود المجهولين في "نصر أكتوبر" العظيم، الذى نجح بفكرة اقترحها على قياداته بالجيش حينها من تنفيذ المعركة التي كانت بدونه لم تفلح في أهدافها في استعادة أرض سيناء المجيدة، فهو صاحب فكرة الشفرة النوبية التي اقترح استخدمها للحديث بين قيادات القوات المسلحة حينها، حتى لم يتمكن جيش الاحتلال الإسرائيلى في فك شفراتها لأنها اللغة الوحيدة التي تنطق فقط دون كتابة، لذا كانت اللغة النوبية هي كلمة السر في معركة سيناء.
 
فشلت جميع محاولات قيادات الجيش المصري في إخفاء الشفرات التي يتم تبادلها بين القيادات، بعد أن نجح جيش العدو في فكها، وبالتالي اصبح الجيش في أزمة، ليشاء القدر أن يجمع الجندى النوبى القادم من محافظة أسوان ليشارك في معركة أكتوبر بأحد قيادات الجيش، ويقترح عليه التحدث باللغة النوبية التي لم يفلح الإسرائيليون في فك شفراتها وفهمها.
 
لمعت الفكرة في أذهان قيادات القوات المسلحة، واقترحوا فكرة اللهجة النوبية على الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذى طالب بلقاء الجندى صاحب الفكرة، وبالفعل كان أول لقاء جمع بين السادات وإدريس، الذى أقنعه بصعوبة فك شفرات اللغة النوبية لأنها لم تكتب، وكان رد فعل الرئيس الراحل الضحك الهيستيرى، الأمر الذى أثار دهشة صاحب الشفرة النوبية، لكن السادات رحب بالفكرة وشدد عليه أن يكون هذا اللقاء سري لخطورة تلك المعلومات وأهميتها.
 
عقب اللقاء كان مهمة الجندى "أحمد إدريس" محددة وهى تعليم اللهجة النوبية بين قيادات الجيش المصري، حتى يتبادلوا بها المعلومات، وصل الأمر إلى استخدام الميكرفون على الرغم أن هذا كان محظور داخل الجيش، لكن لثقة قيادات الجيش أن العدو لم يتمكن في فك شفرات المعلومات، تم السماح باستخدامه، وتم تدريب الجنود على الأجهزة اللاسلكية، وكيفية التعامل معها عند حدوث عطل خلال الحرب.
 
وعندما دقت طبول المعركة، أعطى قيادات الجيش المصري الإشارة للجنود ببدء الحرب وكانت باللغة النوبية "السجن دى فكوتى" والتي تعنى "الحرب هتبدأ دلوقتى"، وبالفعل نجح الجنود في 6 ساعات من عبور القناة ورفع علم مصر على أرض سيناء .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق