الشيخ نعينع.. و41 عامًا من الإبداع

الخميس، 05 نوفمبر 2020 01:11 م
الشيخ نعينع.. و41 عامًا من الإبداع
مختار محمود يكتب

 
 
 
أسباب كثيرة حالت دون الاحتفال بمرور 41 عامًا على اعتماد القارئ الطبيب أحمد نعينع بالإذاعة والتليفزيون. يشكل "نعينع" مع القارئ الشيخ احمد محمد بسيونى أقدم ثنائى معتمد بسجلات ماسبيرو. جرى العُرف أن يتم إهمال قراء القرآن الكريم أحياءً أو أمواتًا، وهذا لا يليق بدولة التلاوة التى صدرت للعالم أجمع أعظم الحناجر وألمعها فى قراءة القرآن الكريم تجويدًا وترتيلاً. الشيخ "نعينع" كان ولا يزال رقمًا فى هذا المعادلة الصعبة. يمتلك القارئ الكبير سجلاً حافلاً وسيرة ذاتية متوهجة فى تلاوة كتاب الله. تأثر "نعينع" صاحب الـ 66 عامًا فى البدايات بصوت الأسطورة الشيخ مصطفى إسماعيل، فأحبه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وقربًّه إليه نجيًّا. السادات كان عاشقًا وداعمًا للشيخ مصطفى إسماعيل، وعندما وجد فى "نعينع" امتدادًا لقارئه المفضل، بسط له يديه وأصدر قرارًا بتعيينه فى سكرتاريته الخاصة. الرئيس السادات كان يهتم بقراء القرآن الكريم والمبتهلين، ومواقفه مع الشيوخ:  محمد محمود الطبلاوى ونصر الدين طوبار سيد النقشبندى معلومة للقاصى والدانى. خلال أكثر من أربعة عقود قرأ "نعينع" القرآن الكريم، دون أن يعتزل مهنته الأساسية كطبيب، وعاصر رؤساء مصر، وقرأ أمامهم، ولا يزال يحتفظ بمكانته الرفيعة وحضوره الطاغى رغم  ظهور أجيال جديدة من القراء، وتحتفظ منصة الفيديوهات المصورة "يوتيوب" بتسجيلات مصورة له فى خارج مصر تعكس قدراته الصوتية والإبداعية المدهشة، التى لا تساعده ظروف كثيرة على إظهارها فى مصر. انسلاخ "نعينع" سريعًا من جلباب الراحل مصطفى إسماعيل منحه شخصية فريدة ومتميزة. قراء كثيرون لم يتقنوا هذا الأمر، فعاشوا وماتوا فى جلابيب وجلود وأصوات قراء آخرين، فطواهم النسيان. قارئ القرآن الذى لا يغيب حيًا وميتًا عن أذهان وأسماع الناس هو من يستقل بشخصيته، ومن لا يخالطه الكبر أو الغرور، ومن يشهد لزملائه بالخير، ولا يغدو خصمًا لهم.
 
قبيل أيام قليلة.. تناقلت مواقع التواصل الاجتماعى فيديوهات منسوبة للقارئ الشاب محمود الشحات محمد أنور الذى يصف نفسه بالقارئ نمبر وان، على غرار الممثل محمد رمضان، تطاول فيها على القارئ الراحل "حمدى الزامل"، كما بدا مغرورًا متعجرفًا، بما لا يليق مع شخصية قارئ وحى السماء. يحدث هذا فى الوقت الذى يحرص فيه "نعينع" فى كل إطلالاته ومداخلاته على الاعتراف بفضل الرعيل الأول من القراء، وعلى إظهار تواضعه الجم، حتى أنه بعد كل هذه السنين والخبرات لا يزال يصف نفسه بأنه "مجرد قارئ هاوٍ". ربما كانت تجاوزات "الشحات" بحق قراء سابقين ومعاصرين سببًا رئيسيًا فى الكتابة عن "نعينع" والاحتفال به بعد مرور أسبوعين على اليوم الذى تزامن فيه مرور 41 عامًا بالتمام والكمال على اعتماده بالإذاعة.  مولانا الشيخ "نعينع"..بارك الله فى عمرك، وجزاك عنا خيرًا..

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق