النمسا تفتح النار على الجماعة الإرهابية وتعلن الحرب على الإسلام السياسي

الخميس، 12 نوفمبر 2020 01:34 م
النمسا تفتح النار على الجماعة الإرهابية وتعلن الحرب على الإسلام السياسي
السلطات النمساوية

 
تشن السلطات النمساوية، حملات موسعة ضد الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتشددة والجمعيات الداعية للفكر المتطرف، مواجهة مفتوحة تخوضها النمسا مع جماعات الإرهاب والفكر المتطرف، والتنظيمات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، في خطوة استباقية لتأمين أراضيها من أعمال العنف والتخريب، بالتزامن مع الحملة المماثلة التي تخوضها فرنسا، منذ شهر أكتوبر الماضي، على خلفية الحادث الإرهابي الذي أسفر عن ذبح مدرس تاريخ فرنسي، على يد شاب تونسي لاجئ سياسي في الأراضي الفرنسية، ذات أصول متطرفة.
 
وفي هذا الصدد، صرح المستشار النمساوي، سباستيان كورتس، بأن حكومة بلاده بحثت في اجتماعها ليل أمس الأربعاء، إمكانية حبس الإرهابيين لمدى الحياة، وذلك لضمان عدم تكرار الهجوم الإرهابي الذي حدث في فيينا يوم الاثنين قبل الماضي، وأن الحكومة ناقشت بالفعل مجموعة من الإجراءات ضد الإرهاب، لافتا إلى أن الأشخاص المفرج عنهم في السابق سوف تجرى مراقبتهم إلكترونيًا، وأن كافة جماعات الإسلام السياسي محظورة بموجب القانون الجنائي.
 
وأوضح المستشار النمساوي، أن هذا التوجه الحكومي مقبول من كل الأحزاب، بخاصة حزب الخضر الشريك في الائتلاف الحكومي، ويعتبر متوافقًا مع الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
 
وأثار التحرك النمساوي، ردود فعل عالمية واسعة، إذ علقت مجلة فورين بوليسي الأمريكية في تقرير لها، بأن حكومة المستشار النمساوى سيباستيان كورتز، ربما تكون فشلت فى وقف الهجوم الإرهابى الأخير، لكنه كان يقول ويفعل ما يقترحه إيمانويل ماكرون منذ سنوات، مشيرة إلى أن الهجوم الإرهابى فى فيينا، بقدر ما كان الأمر مأساويًا، إلا أنه لم يكن مفاجأة كبيرة لخبراء مكافحة الإرهاب في أوروبا، معتبرة أن الأحداث التي وقعت في فيينا، وقبل ذلك بأسبوع في مدينة نيس الفرنسية، أعادت إلى رادار عامة الناس فقط ظاهرة يعرفها مجتمع مكافحة الإرهاب الأوروبي جيدًا وأكدت على أن التهديد لم يختف أبدًا.
 
 
وأوضحت المجلة الأمريكية، أنه من المؤكد أن التهديد الإرهابي أقل حدة مما كان عليه في الأعوام 2014-2017 ، عندما ضرب التكفيريون الأوروبيون القارة بانتظام وأحيانًا بهجمات مدمرة بإشارة من تنظيم داعش، ومع ذلك هذا المشهد لم يتبخر بالتأكيد، علاوة على أنه هناك تهديد متعدد الأوجه: هناك ذئاب منفردة بالإضافة إلى خلايا صغيرة من المتعاطفين مع التطرف الذاتي والتكفيريين الذين يأتون من خارج أوروبا للهجوم، (كان مهاجم فيينا مزيجًا، لأنه جاء من بيئة عابرة للحدود من المتعاطفين مع تنظيم داعش ، لكنه تصرف بمفرده عندما نفذ الهجوم).
 
وذكر التقرير، أنه فى حالة فيينا، يبدو أن هناك ديناميكية محبطة إضافية شوهدت مرارًا وتكرارًا في جميع أنحاء أوروبا على مر السنين، كان الجانى قد أدين مؤخرًا في النمسا بمحاولة الانضمام إلى داعش، وقضى جزءًا فقط من عقوبة قصيرة، وأُطلق سراحه مبكرًا، موضحة أن إطلاق سراحه المبكر والمراقبة الفضفاضة بعد إطلاق سراحه ستخضع للتدقيق بلا شك في الأسابيع القادمة (وقد أدى بالفعل إلى تنحى رئيس المخابرات النمساوية)، معتبرة النمسا موطنا لمشهد جهادي كبير ومتطور، أنشأه تاريخيًا متشددون عرب وجدوا ملاذًا في النمسا منذ الثمانينيات، كان أحد أبرز نتاج هذا المشهد هو محمد محمود، نجل لاجئ مصري من جماعة الإخوان في فيينا، بدأ بعض المنصات الإرهابية الأولى على الإنترنت باللغة الألمانية قبل الانضمام إلى تنظيم داعش في سوريا وموته في غارة جوية أمريكية.
 
وبمرور الوقت، وعكس تدفق المهاجرين النمساويين ، سيطر المسلحون من البلقان والشيشان على المشهد المتطرف في البلاد، ففى جراتس، بوابة النمسا إلى أوروبا الشرقية، وفى مدن نمساوية أخرى، أثار المشهد السلفي الذي يهيمن عليه البوسنيون وكوسوفيون وألبان ومقدونيون قلق السلطات لسنوات وأنتج عددًا كبيرًا من الأفراد المتطرفين، مضيفة، أن التدفق بين النمسا والبلقان يتدفق بشكل مستمر ويشمل المسلحين والدعاة المتطرفين والأدب المتطرف والأموال والأسلحة، هناك أيضا روابط في كثير من الأحيان مع شبكات الجريمة المنظمة الألبانية، ومما يثير القلق أيضًا مشكلة التطرف لدى بعض شرائح المجتمع الشيشانى، مع صلات واسعة بكل من الجريمة المنظمة وصالات فنون القتال المختلطة، وهو شغف يتقاسمه الشاب الشيشاني الذي قطع رأس مدرس اللغة الفرنسية صموئيل باتى فى أكتوبر، علاوة على أن سياسة مكافحة الإرهاب النمساوية، على الرغم من بعض النجاحات الملحوظة ، كانت تاريخياً بلا فاعلية في مواجهة هذا التهديد الكبير والمعقد نسبيًا.
 
 
 
وذكر تقرير الفورين بولسي، أن هذا لا يعنى أن الحكومة النمساوية الحالية، بقيادة المستشار سيباستيان كورتز ، لم تكن على علم بمشكلة التطرف على نطاق أوسع، على العكس من ذلك، على مدى السنوات القليلة الماضية، جعل كورتز وحزبه مواجهة التطرف ، إحدى أولويات سياستهم، مشيرة إلى أنه من نواح كثيرة، سبق كورتز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقالت المجلة إن كلا من ماكرون وكورتز يغنيان نفس الأغنية، الفارق هو أن كورتز، بعد أن ظل في السلطة لفترة أطول، اتخذ بالفعل بعض الإجراءات الملموسة، فعلى سبيل المثال فإنه في عام 2015، على سبيل المثال، أقرت النمسا مراجعات مهمة لقانون Islamgesetz، قانون 1912 الذي ينظم العلاقة بين الدولة النمساوية والمجتمع المسلم. النص، الذي صاغته إلى حد كبير وزارة أوروبا والتكامل والشؤون الخارجية ، والتى ترأسها كورتز في ذلك الوقت، أعاد تنظيم معايير تعيين الأئمة وحظر التمويل الأجنبي للمؤسسات الإسلامية، كما أن النمسا قدمت تحت قيادة كورتز، قانونًا يحظر رموز الإخوان، وبدأت إجراءات لإغلاق العديد من المساجد المتطرفة وطرد مختلف الأئمة، وأنشأت مرصدًا دائمًا للإسلام السياسي.
 
يشار إلى أن أجهزة الأمن النمساوية، نفذت في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين الماضي، عملية واسعة النطاق ضد أكثر من 70 فردًا وعدة منظمات يُزعم أنها مرتبطة بجماعة الإخوان في البلاد، غير المرتبطة بهجوم فيينا، وتطارد السلطات النمساوية الجزء الأكبر من البنية التحتية الإسلامية في البلاد، مشيرة إلى سلسلة من المخالفات التي تتراوح من المخالفات المالية إلى دعم الإرهاب.
 الاخوان، جماعه الاخوان، هجوم النمسا، الاخوان فى النمسا، الارهاب فى النمسا

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق