8 طرق تعامل بها الرؤساء السابقون مع الانتقال السلمي للسلطة

هل حقًا أميركا دولة ديموقراطية؟

الأربعاء، 02 ديسمبر 2020 06:36 م
هل حقًا أميركا دولة ديموقراطية؟
بايدن وترامب
كتب- حسن شرف

حالةُ جدلٍ واسعة شهدت اهتمامًا - ربما - من قِبل مئات الملايين حول العالم، سببتها التصريحات المتلاحقة للرئيس الأميركي الحالي دُونالد ترامب (1946- حتى الآن)، فور انتهاء التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك في الأول من نوفمبر 2020.
 
التصريحات التي جاءت لتشكك في النتائج "المتوقعة"، والتي رجحت كفة منافسه الديموقراطي جو بايدن (1942- حتى الآن) كّونت حالة من التشكيك في الديموقراطية الأميركية وذلك - لو صحت - الادعاءات الخاصة بالتزوير، بينما رآها مراقبون دليلًا قويًا على الديموقراطية، حيث لم يستطع الرئيس الحالي التحكم في سير العملية الانتخابية، وبين هذا وذاك؛ يستعرض هذا التقرير أبرز الانتقالات للسلطة في الولايات المتحدة الأميركية.
 
دونالد ترامب وجو بايدن
 
 
وتراوحت التحولات الرئاسية عبر التاريخ السياسي الأميركي من سلسة إلى محرجة إلى عدائية.
 
بعد تنصيب جون آدامز كرئيس ثانٍ للولايات المتحدة في عام 1797، كتب إلى زوجته أبيجيل يصف فيها تصرفات جورج واشنطن: "عندما انتهى الحفل، أتى وقام بزيارتي وهنأني بحرارة وتمنى لإدارتي النجاح".
 
 
مهد مثال واشنطن الطريق لرؤساء الولايات المتحدة في المستقبل لاتباع هذا التقليد، ومع ذلك؛ هذا لا يعني أن العملية الفعلية سارت دائمًا بسلاسة.
كانت العديد من التحولات الرئاسية من الأمور غير المريحة بدءًا من أول انتقال للسلطة على الإطلاق بين المعارضين السياسيين في عام 1801. ولكن كانت هناك أيضًا لحظات كريمة - بما في ذلك خطاب دعم صادق من "جورج إتش. بوش" لخليفته بيل كلينتون الذي أطلق تقليدًا جديدًا اتبعه آخر رؤساء أميركا.

(جون آدامز - توماس جيفرسون)
 
اختار جون آدامز (1735-1826) عدم حضور حفل تنصيب توماس جيفرسون (1743-1826) الذي خسر أمامه الانتخابات "الوحشية" عام 1800. وبدلاً من ذلك غادر آدامز واشنطن في الصباح الباكر لتنصيب جيفرسون. كان انتصار جيفرسون بمثابة تحول كامل للسلطة في الدولة "الفتية" من الفدراليين إلى الديمقراطيين الجمهوريين، فيما أسماه جيفرسون "ثورة 1800".
 
جون آدامز وتوماس جيفرسون
 
 
(جون كوينسي آدامز - أندرو جاكسون)
 
بعد أربع سنوات من فوزه في التصويت الشعبي وخسارة البيت الأبيض بفضل "الصفقة الفاسدة"، هزم أندرو جاكسون (1767-1845) جون كوينسي آدامز (1767-1848) في حملة عام 1828 شابها التشهير من كلا الجانبين. حتى أن جاكسون ألقى باللوم على هجمات معسكر آدامز للمساهمة في وفاة زوجته راشيل.في يوم التنصيب؛ حذا آدامز حذو والده وغادر المدينة قبل الحفل، وتدفقت حشود قوامها نحو 20 ألف شخصًا على البيت الأبيض لمصافحة الرئيس الجديد، مما تسبب في حالة من الفوضى التي أجبر فيها جاكسون نفسه على الفرار عبر باب جانبي.
 

(أندرو جونسون - أوليسيس س.غرانت)

ركب أندرو جاكسون (1767- 1845) وخليفته مارتن فان بورين (1782-1862) إلى مبنى الكابيتول (الكونغرس) في نفس العربة التي تجرها الخيول بمناسبة تنصيب بورين، مما وضع مثالًا جديدًا للتحولات السلمية. كان معظم الرؤساء المنتهية ولايتهم بعد جاكسون يتبعون نفس العادة - لكن كانت هناك استثناءات. رفض أندرو جونسون (1808-1875) حضور حفل تنصيب خليفته أوليسيس س.غرانت (1822- 1885) وبدلاً من ذلك قرر البقاء في البيت الأبيض وعقد الاجتماع الأخير لمجلس وزرائه.

 
(هربرت هوفر - فرانكلين دي روزفلت)
 
جرت انتخابات عام 1932 خلال أسوأ انكماش اقتصادي في تاريخ أميركا. هزم روزفلت (1882-1945) هربرت هوفر (1874-1964) بأغلبية ساحقة، ووعد "بصفقة جديدة للشعب الأميركي". بعد الانتخابات حاول هوفر مرارًا وتكرارًا أن يعمل مع روزفلت لمواجهة الأزمة الاقتصادية، لكن الأخير رفض، لأن القبول بشروط هوفر كان سيضعف صفقته الجديدة المخطط لها؛ قبل أن تبدأ. روزفلت آخر رئيس أميركي مع انتقال استمر حتى مارس:"التعديل العشرين، الذي تم التصديق عليه بعد فترة وجيزة من توليه منصبه، انتقل يوم التنصيب إلى يناير".
 
هربرت هوفر وفرانكلين دي روزفلت
 

(هاري ترومان - دوايت أيزنهاور)
 
عمل الرجلان معًا في الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، وكذلك أثناء إنشاء حلف شمال الأطلسي، لكن علاقتهما تدهورت خلال انتخابات عام 1952. 
في يوم التنصيب رفض أيزنهاور (1890- 1969) دخول البيت الأبيض، منتظرًا في الخارج ترومان (1884-1972) في السيارة قبل أن يركبا معًا إلى مبنى الكابيتول. وفقا للمستشار الرئاسي كلارك كليفورد: "كانت الكراهية بين الرجلين في ذلك اليوم مثل الرياح الموسمية".
 
اقرأ/ي أيضًا: فريق بايدن الاقتصادي.. 3 سيدات يسيطرن على الخزانة الأمريكية
 
(ليندون جونسون - ريتشارد نيكسون)
 
خلال الانتخابات المضطربة عام 1968، ظهرت انقسامات في البلاد - حول الحقوق المدنية، وحرب فيتنام المستمرة، من بين العديد من القضايا الأخرى - بشكل واضح. 
 
قبل فترة وجيزة من الانتخابات؛ علم جونسون (1908- 1973) أن حملة نيكسون (1913-1994) كانت تجري مفاوضات سريةمن خلال وسطاء لثني حكومة فيتنام الجنوبية عن المشاركة في محادثات السلام التي تفضلها إدارة جونسون. على الرغم من أن جونسون اعتبر مثل هذه الأعمال خيانة، إلا أنه رفض الكشف عن تورط نيكسون في الفضيحة. لم يكن يفتقر فقط إلى دليل قاطع على تورط نيكسون المباشر (على الرغم من ظهور هذه الأدلة في نهاية المطاف) بل كان يعتقد أن الأمة ستعاني إذا تم الكشف عن أن الرئيس المنتخب قد اتخذ مثل هذه الإجراءات، واعتبر الأمن القومي أمرًا بالغ الأهمية نظرًا للتوترات المستمرة مع الاتحاد السوفياتي.
 
(جيمي كارتر - رونالد ريغان)
 
قضت المشاكل الاقتصادية وأزمة الرهائن في إيران على آمال جيمي كارتر (1924-حتى الآن) في إعادة انتخابه عام 1980. وفي 20 يناير 1981 بعد دقائق من تنصيب رونالد ريغان (1911-2004) إلى منصبه، تم إطلاق سراح 52 دبلوماسيًا ومواطنًا أميركيًا من السفارة الأميركية في طهران، حيث تم احتاجزهم من قبل "الثورة الإيرانية" كرهائن لمدة 444 يومًا. وفقًا لكاتب سيرة ريغان ريتشارد ريفز، بحلول الوقت الذي شارك فيه كارتر وريغان رحلة ليموزين إلى مبنى الكابيتول في يوم الافتتاح، لم يكن كارتر قد نام خلال 48 ساعة بسبب مفاوضات اللحظة الأخيرة بشأن إطلاق سراحهما.
 في وقت لاحق ظهرت مزاعم عن صفقة سرية بين حملة ريغان والحكومة الإيرانية لتأجيل إطلاق سراح الرهائن إلى ما بعد انتخابه وتنصيبه- لكن لم يتم إثبات ذلك.
 
جيمي كارتر ورونالد ريغان
 
 
(جورج إتش. بوش "الأب" - بيل كلينتون)
 
ترك بعض الرؤساء السابقين رسائلًا لخلفائهم، لكن الذي تركه بوش الأب (1924-2018) بالنسبة لبيل كلينتون (1946- حتى الآن)، سُجل في التاريخ كواحد من أكثر الرؤساء كرمًا، وأطلق تقليدًا جديدًا لرؤساء الولايات المتحدة المنتهية ولايتهم. على الرغم من أن كلينتون قد هزم محاولته لإعادة انتخابه في عام 1992، في سباق شارك فيه أيضًا مرشح الحزب الثالث روس بيرو ، سعى بوش إلى تجاوز الانقسامات الحزبية وتقديم رسالة دعم إلى خليفته: "نجاحك الآن هو نجاح بلدنا، أنا أشجعك بشدة".
 
بوش الأب الذي توفي عام 2018، سار على نهجه خلفه كلينتون، وكذلك ابنه جورج دبليو بوش، وباراك أوباما. الأيام المقبلة وحدها ستشكف عن لحظات تسليم السلطة بين دونالد ترامب وجود بايدن.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق