تركيا تستورد المرض.. أنقرة أكبر مستورد للنفايات الأوروبية عالميًا

الأحد، 13 ديسمبر 2020 09:00 م
تركيا تستورد المرض.. أنقرة أكبر مستورد للنفايات الأوروبية عالميًا
أنقرة أكبر مستورد للنفايات الأوروبية عالميا
كتب- حسن شرف

رغم ازدهار أنشطة التدوير في تركيا، إلا أن السلطات في أنقرة تواجه تحديات كبيرة، وذلك على إثر تراكم المخلفات البلاستيكية من سائر أنحاء أوروبا في جنوب تركيا. بعدما أصبحت الوجهة الرئيسية لنفايات القارة العجوز.
 
ومنذ أن أغلقت الصين أبوابها أمام النفايات الأوروبية، تمددت الأكوام من المخلفات في تركيا. ومع ازدياد استخدام الأكياس البلاستكية عالميًا خلال جائحة "كوفيد 19"،  من المتوقع أن تزداد الأكوام في تركيا ما يفاقم المخاوف الصحية والبيئية على المواطنين الأتراك.
 
وتتكدس نفايات مرسلة من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا داخل الحفر والأنهر أو على قارعة الطرق، في منطقتي تشوكوروفا وسيحان بمحافظة أضنة- وذلك بحسب مشاهدات مراسلي وكالة فرانس برس. وتعمل السلطات على التخلص من النفايات المعدة لإعادة التدوير بالحرق أحيانا، ما يخلّف سحبًا كبيرة من الدخان السام.
 
 
"يجب على المواطنين الأوروبيين أن يعرفوا أن النفايات التي يفرزونها بعناية في مستوعبات مختلفة لا تصب في مركز للتدوير، بل إنها تؤول إلى جبال النفايات هذه"- وذلك حسب الباحث في جامعة تشوكوروفا في أضنة سدات غوندوغدو في إشارة إلى أكوام المخلفات البلاستيكية المرمية بصورة غير قانونية قرب مناطق يتم ريها للزراعة.
 
الازدياد المطرد في كميات النفايات الأوروبية المرسلة إلى تركيا، قد يفاقم المشكلات وهو ما يخشى منه ناشطون أتراك.

تركيا تفشل في إدارة نفاياتها الخاصة
 
وكانت تستورد تركيا حوالى 48500 طن من النفايات شهريًا في 2019، في مقابل 33 ألف طن في الشهر سنة 2018، وفق معهد "يوروستات" الأوروبي للإحصاءات. وفي 2019 كانت أكثرية هذه النفايات آتية من بريطانيا (154 ألف طن)، ثم إيطاليا (89 ألف طن) وبلجيكا (86 ألف طن) وألمانيا (67 ألف طن) وفرنسا (57 ألف طن).
 
وبصورة ملموسة، يُترجم ذلك من خلال أكياس المخبوزات وعلب من الملح غير المستخدم أو عبوات المايونيز المنتشرة في مكبات لا تستوفي المعايير المطلوبة. بينما تؤكد منظمة "غرينبيس" البيئية بفرعها التركي أن جوهر المشكلة يكمن في غياب "الشفافية والإشراف" على إدارة هذه النفايات في تركيا.
 
وقال الباحث في جامعة تشوكوروفا: "يجب منع استيراد النفايات البلاستيكية التي يصعب التحكم بها"، لافتا إلى أن "تركيا لا تنجح حتى في إدارة نفاياتها الخاصة". ويبدي المدافعون عن البيئة قلقهم من استيراد كميات كبيرة من الكمامات والقفازات والمعدات الطبية المستعملة خلال جائحة "كوفيد-19". وأشار غوندوغدو إلى أن الحل الوحيد يكمن في صرف النظر عن فكرة التدوير "الخادعة" وتقليص استخدام البلاستيك بدرجة كبيرة.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق