حكايات نجوم قهروا أسطورة «زوج الأم ومرات الأب»: غيروا الصورة الذهنية بمشاعر القسوة والعنف

الجمعة، 25 ديسمبر 2020 12:00 ص
حكايات نجوم قهروا أسطورة «زوج الأم ومرات الأب»: غيروا الصورة الذهنية بمشاعر القسوة والعنف
نجوم قهروا أسطورة «زوج الأم ومرات الأب»

دائما ما يرتبط لقبا «زوج الأم» و«مرات الأب» فى الأذهان بمشاعر القسوة والعنف والتعذيب، وهى الصورة التى رسختها بعض الحوادث أو الأعمال الفنية، والأمثال الشعبية، والكثير من الشخصيات التى نراها أو نسمع عنها فى الواقع، ولكن يبقى دائما الخير والحنان والاحتواء والعديد من الصفات الطيبة فى كثير من الناس، فلا يتغيرون ولا يبدلون هذه الصفات، حتى وإن أصبح أى منهم يوما «زوج أم» أو «مرات أب» بحكم الظروف.
 
وهناك عدد من نجوم الفن وضعتهم الظروف الاجتماعية فى موقع «زوج الأم»، أو «مرات الأب» فأعطى كل منهم نموذجا حيا للإنسانية بكل معانيها، والتى لا يغيرها أى ظرف أو موقع يوضع فيه الإنسان، وكانوا خير مثال لتحطيم «البعبع» والصورة التقليدية الراسخة عنه فى الأذهان، وقدموا صورة مثالية لمن يعوض أبناء شريك الحياة عن حنان الأم وعطف الأب.

حسن حسنى وأبناء المخرج أشرف فهمى

ومن بين هؤلاء النجوم الفنان الكبير الراحل حسن حسنى، الذى كثيرا ما أدى شخصية الأب فى أعماله، وكان بالفعل أبا لجيل كامل من الكوميديانات، ساعدهم فى بداية مشوارهم، وكان سندا لهم حتى صعدوا سلم النجومية ومن أشهرهم، محمد هنيدى، ورامز جلال، وهانى رمزى، وعلاء ولى الدين، وأحمد حلمى، وكرم عبدالعزيز، ومحمد سعد، وغيرهم.

حسن-حسنى74
 
وكما كان حسن حسنى نعم الأب لهؤلاء النجوم، كان فى حياته نعم الأب لأبناء زوجته ماجدة حميدة، من زوجها السابق المخرج أشرف فهمى، مطفى وإنجى فهمى، وهما اللذان تربيا فى بيته وبين أبنائه، منذ طفولتهما وحتى تزوجا، وظهر الفنان حسن حسنى كأب فى فرح إنجى ابنة زوجته، وكانت له مواقف فارقة فى حياتها.
 
وقال مصطفى فهمى، نجل أرملة الفنان حسن حسنى، فى تصريح له عن الفنان حسن حسنى: «اتشرفت من وأنا عندى 10 سنين وشاءت الظروف الحلوة أن يكون الفنان حسن حسنى، والدى الروحى اللى ربانى، ويكون والدى الفعلى المخرج الراحل أشرف فهمى، وهما اسمان تقال جدا على كتافى».
 
واستكمل مصطفى: «لما جيت أدخل معهد السينما، حسن حسنى قال لى أحلى جملة فى الدنيا، قالى إنت ولا أشرف فهمى ولا حسن حسنى، لازم تحقق نفسك وذاتك، وتحب اللى انت بتعمله، الراجل ده إدى درس للناس كلها بقلبه، واتربيت أنا وأختى إنجى بين ولاده وفى بيته، وعمرنا ما حسينا بفرق، وخلانى أقول له بابا من قلبى من غير ما يطلبها».
 
وبعد وفاة الفنان الكبير حسن حسنى، نعاه مصطفى فهمى ابن زوجته ونجل المخرج أشرف فهمى، ‏بكلمات مؤثرة رد فيها الجميل، قال فيها: «شيلتنى على ‏أكتافك وأنا فى عمر ابنى، وفضلت شايلنى على أكتافك لحد آخر يوم فى عمرك، عرفتنى يعنى إيه أب وسند ‏وضهر، وعملتنى بنى آدم واقف على رجلى، مع السلامة يا مجدع يا طيب يا أبو قلب كبير، خلتنى أحس كلمة ‏بابا وأقولها لك من قلبى».

طلعت زكريا سند هنا الزاهد

فيما كان الفنان الراحل طلعت زكريا أبا للفنانة هنا الزاهد وشقيقتيها بعد زواج أمهمن منه، حيث كانت السيدة شيرين المنزلاوى، والدة هنا الزاهد، هى الزوجة الثانية للفنان طلعت زكريا، بعد زوجته الأولى والدة نجليه، وتزوجته ومعها بناتها الثلاث، ومنهن الفنانة هنا الزاهد، وكن فى سن الطفولة، ورباهن الفنان طلعت زكريا، وشملهن بعطفه وحنانه كأنهن بناته، حتى بعد انفصاله عن والدتهن بعد زواج استمر لأكثر من 13 عاما، استمرت العلاقة الطيبة تجمعه بهن جميعا. 

hussein-tallal-(41)طلعت-زكريا

 

هنا-الزاهد-تصوير-السعودى-محمود
 
وتأثرت هنا الزاهد تأثر شديدا بوفاة طلعت زكريا، ووضعت صورته معها على صفحتها الشخصية، وكتبت: «دى آخر صورة اتصورتها فى كتب كتابى مع حبيبى وسندى وأبويا، عايزة أقول لك إنك هتدخل الجنة عشان ربيت 3 بنات كأنك أبوهم وأكتر، أنا ماعرفتش كلمة بابا غير وأنا معاك».
 
وتابعت «هنا» معلقة على الصورة التى نشرتها قائلة: «كنت دايما بتقول لى إنى هابقى حاجه كبيرة وبتشجعنى، وكنت بتعيط من الفرحة يوم تخرجى، أنا عمرى ما حسيت إنك مش أبويا اللى مخلفنى، مش مصدقة إنى مش هاشوفك تانى، نفسى ترجع عشان أقول لك إحنا قد إيه بنحبك، هتوحشنى يا أحن إنسان فى الدنيا».
وكانت «الزاهد» قد قالت فى أحد حواراتها، إنها وشقيقتها فرح عاشتا مع الفنان الراحل باعتباره والدهما، كما أنها كانت تناديه «بابا»، لأنه رباها مع أبنائه.

فؤاد المهندس وابنة شويكار

وكان الفنان الكبير فؤاد المهندس خير مثال لزوج الأم، لابنة زوجته الفنانة الكبيرة شويكار، وهو ما عبرت عنه منة الجواهرجى، ابنة الفنانة الكبيرة فى تصريحات لها متحدثة عن عطف وحنان «المهندس» عليها، لتعويضها عن حنان والدها الذى توفى وعمرها لا يتجاوز العامين، تاركا شويكار أرملة فى سن 18 عاما.

وأشارت منة الجواهرجى، إلى أن والدتها والفنان فؤاد المهندس تزوجا وهى فى عمر 4 سنوات ونصف السنة، وأنه هو الذى رباها وعلمها وعوضها عن حنان الأب.
 
وأكدت منة الجواهرجى، أن الفنان فؤاد المهندس كان يعاملها هى وابنيه محمد وأحمد كأشقاء، بل كان يميزها فى المعاملة كابنة وحيدة بين ولدين.
وتابعت: «كان بيوصلنا فى الامتحانات ويستنانا لحد ما نخلص علشان يطمن علينا، وعلمنا الصلاة والصيام ونحن أطفال، وكان يحرص أشد الحرص على الطقوس والعادات الدينية والاجتماعية، فكان يصمم على أن نشهد ذبح الأضحية فى عيد الأضحى».
 
وكشفت ابنة شويكار عن مفاجأة، مؤكدة أن عمو فؤاد نسى أنها ليست ابنته، واكتشف ذلك حين ذهب ليقدم لها فى الجامعة، قائلة: «كنت عاوزة أدخل كلية الإعلام، وكان مجموعى ينقص عن الدرجات المطلوبة بدرجة ونصف، وكان هو موظفا فى الجامعة، وعلى صداقة برئيسها، وكان القانون يمنح أبناء الموظفين بالجامعة الحق فى استثناء 5 درجات».
 
فؤاد-المهندس
 
وتابعت: «ذهب معى عمو فؤاد لرئيس الجامعة وقال له أريد منح درجات الاستثناء لابنتى منة، فوافق رئيس الجامعة، ولكنه حين رأى شهادتى اكتشف أن الاسم مختلف، وقال لعمو فؤاد ماينفعش دى بنت مدام شويكار مش بنتك».
 
وأكدت منة الجواهرجى، أن عمو فؤاد شعر بالصدمة وقتها، قائلة: «حزن حزنا شديدا لدرجة أنه صمم أن يغير شهادتى ليكتبنى باسمه، ولكن والدتى رفضت حرصا على مشاعر أسرة أبى الذين كانوا على ود وصلة طيبة معى».
 
ومن شدة حب الفنان فؤاد المهندس لابنة زوجته، اقتبس من كلامها معه فى عدد من الأعمال الفنية المهمة، فسمى الفوازير الشهيرة التى قام ببطولتها لأكثر من 10 سنوات «عمو فؤاد» كما كانت تناديه، وأضاف لسيناريو مسلسل «عيون» كلمة «حبيبى» التى كانت تناديه بها، ليجعل الفنانة شيرين، التى قامت بدور ابنته فى المسلسل، تناديه بها طوال المسلسل.

شويكار وأبناء المهندس

فيما حطمت الفنانة الكبيرة شويكار التى رحلت عن عالمنا فى أغسطس الماضى بعبع «مرات الأب»، وكان من أبرز مشاهد جنازتها حرص محمد فؤاد المهندس، ابن الفنان الكبير فؤاد المهندس، على حمل جثمانها، وأن يؤم صلاة الجنازة وكأنها أمه التى ولدته، حيث بدا عليه التأثر الشديد لوفاتها لشدة تعلقه بها.

شويكار
 
وتحدث محمد فؤاد المهندس عن علاقته بالفنانة شويكار فترة زواجها من والده، وبعد انفصالهما، وحتى وفاتها فى تصيحات له حيث قال ابن الفنان الكبير: «بعد زواج والدى من طنط شوشو، حرصت على التقرب لنا، وبالفعل اعتبرناها والدتنا، لأننا عشنا معها فترات طويلة منذ طفولتنا وشاركت فى تربيتنا».
 
حوار-مع-ابن-الفنان-فؤاد-المهندس-اشرف-فوزى--26-4-2018-(16)
 
 
وتابع: «تزوج أبى شويكار وكانت ابنتها منة عمرها 5 سنوات، واتفقا على ألا ينجبا، وأن نتربى أنا ومنة وأخى أحمد معا كأشقاء وأبناء لهما معا، وبالفعل استمرت علاقتنا بطنط شوشو، حتى بعد انفصالها عن أبى، وبعد وفاته وحتى وفاتها، ونعتبر منة شقيقتنا الثالثة، وكان أبى يعتبرها ابنته، وأخذت منه طباعا كثيرة، وكان بيننا ترابط وحب، كما أن المهندس وشويكار كانا لا يفعلان شيئا بدوننا، وكنا نحن الثلاثة دائما معهما فى الخروج والسفر والبلاتوه».
 
وأكد محمد فؤاد المهندس، أن والده كان لا يأكل إلا من يد شويكار، وتحرص هى دائما على إعداد الطعام الذى يحبه، ليجتمعوا كلهم على الطعام بعد المسرح، كما كان «المهندس» يحرص على متابعتهم دراسيا ويقوم بتوصيله هو وشقيقه ومنة ابنة شويكار للمدرسة فترة الامتحانات.
 
وأشار ابن فؤاد المهندس، إلى أن العلاقة الطيبة والمحبة لم تنقطع حتى بعد طلاق المهندس وشويكار، وأنها ظلت تطبخ الطعام الذى يحبونه، وترسله لهم دائما وتطمئن عليهم.
 
وقال محمد فؤاد المهندس: «لا أعرف أسباب طلاق أبى وطنط شوشو، ولم يتحدث أى منهما فيها، ولكن ظلت علاقتهما قوية بعد الطلاق، وقويت الصداقة بينهما، فكانت تحضر له الأكل الذى يحبه وترسله إليه، كما أنه كلما احتاج شيئا اتصل بها، فكانت ترد دائما: «عنيا يا فؤاد»، وكانت تقف بجواره إذا مرض وتكون أول شخص فى المستشفى، وكانت تحرص على زيارته دائما فى أواخر أيامه».
 
وأضاف: «عمرنا ما حسينا إنها مرات أب، وبعد طلاقها من أبى سعينا أنا وأحمد ومنة كى يعودا لحياتهما الزوجية، ولكن محاولاتنا باءت بالفشل، وظلت علاقتنا بها قوية حتى وفاتها، نزورها ونطمئن عليها، وكانت تتابعنا وتعاملنا كأبنائها، حتى آخر أيام حياتها، ونتعامل مع منة كأخت لنا نتواصل معها ونزورها بشكل مستمر».

شادية ونادر عماد حمدى

ومن بين النجمات اللاتى وضعتهن الظروف فى موقع «مرات الأب»، الدلوعة المحبوبة الجميلة دائما، الفنانة الراحلة شادية، حبيبة الملايين ومعشوقة الجماهير، التى أصبحت بعد زواجها من الفنان عماد حمدى فى موقع «مرات الأب» لابنه نادر عماد حمدى

ahmed-marouf-(3)نادر-عماد-حمدى

 
وقال نادر عماد حمدى: إن الفنانة الكبيرة شادية تزوجت والده عام 1953 واستمر زواجهما لمدة 3 سنوات. 
 
وكان الفنان عماد حمدى، متزوجا قبل زواجه من شادية بالفنانة فتحية شريف، بطلة فرقة الريحانى، وأنجب منها ابنه نادر. 
 
وقال نادر عماد حمدى: «والدى تزوج والدتى عام 1945، وأنجبنى بعد 3 سنوات من الزواج الذى استمر حتى عام 1953، وفى هذا العام أثناء مشاركة أبى فى قطار الرحمة، تعرف على الفنانة شادية وتزوجها، ورفضت والدتى الاستمرار معه، فطلبت الطلاق وانفصلا وعمرى 4 سنوات».
 
وتابع: «كانت ماما شادية إنسانة راقية وحنونة، وكانت تعاملنى معاملة طيبة وكأنها أمى، وتحنو على عندما كنت أزور أبى فى طفولتى أثناء فترة زواجهما». 
وأضاف: «استمر الزواج بين والدى وماما شادية لمدة 3 سنوات، ووقع الطلاق بينهما عام 1956، بسبب غيرة والدى الشديدة عليها، وبعد انفصالهما انقطعت علاقتى بها حتى عام 68». 
 
شادية
 
يشير نادر عماد حمدى، إلى أن التعاون الفنى بين والده وشادية توقف لفترة بعد الانفصال، ولكنهما عادا ليعملا معا بعد فترة، بفضل تدخل المخرج حلمى رفلة، الذى كان صديقا لهما، وبالفعل عملا معا فيما يقرب من 16 فيلما بعد طلاقهما». 
 
وعن علاقته بشادية بعد طلاق والده منها، قال نادر عماد حمدى: «كان والدى يشاركها بطولة فيلم عن السد العالى، وكان التصوير فى أسوان، وكنت فى السنة الأولى بمعهد سينما وذهبت مع والدى، وقابلت «ماما شادية» وكانت وقتها متزوجة من صلاح ذو الفقار، وذهبت لأسلم عليها، فسألها والدى: «تعرفى ده مين؟»، وعندما عرفتنى احتضتنى بشدة وفرحت لرؤيتى». 
 
وأضاف: «أول ما شافتنى قالت لى تعالى نكلم ماما، أنا متوقعة منها أى حاجة ولو شتمتنى مش هازعل»، وبالفعل تحدثت مع أمى، وقالت لها سامحينى، ووالدتى قدرت هذه المكالمة جدا، واستمرت علاقة الصداقة بينهما منذ سنة 68 حتى توفيت والدتى سنة 83».
 
وتابع: «كانت ماما شادية تزورنا فى البيت، وتدعونا فى بيتها، وتصنع لها أمى الطعام الذى تحبه، وكانت تقول لى دائما اعتبرنى ماما ولو احتجت أى حاجة كلمنى».
 
وبحب جارف يكمل ابن الفنان عماد حمدى حديثه عن شادية، قائلا: «وقفت إلى جوارى فى كل أزماتى، وأدين لها بالفضل طوال حياتى، كنت أشكو لها عندما أغضب من والدى، أو أريد منه شيئا، وكانت تكلمه، وكان والدى يحترم كلمتها وينفذ ما تطلبه». 
 
 وبكى نادر عماد حمدى، قائلا: «ماما شادية كانت شايلانى لمدة 20 سنة من الألف للياء، وقفت إلى جوارى فى أزماتى الصحية، وعندما أجريت عملية القلب مرتين، وعندما مرضت زوجتى بالسرطان، وبعد وفاة زوجتى، كانت تزورنا وتصطحب أبنائى معها، وتشترى لهم ملابس وهدايا، ولولاها لم أكن أستطيع استكمال حياتى». 
 
وأضاف: «أبويا لم يترك لى شيئا، لكن ماما شادية كانت أبويا وأمى، وأحن من أبويا عليا، وعملت لى اللى أبويا ماعملهوش»، وكانت تقول لى دائما: «أنت ابنى وما تترددش فى الاتصال بيا فى أى وقت»، وكانت تعرفنى من نبرة صوتى، وبمجرد أن أتحدث معها تعرف أننى أعانى من أزمة، ولا تهدأ إلا بعد أن تساهم فى حلها، وظلت علاقتى بها حتى آخر يوم فى حياتها».
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق