مجلس نواب 2021 نيولوك جديد وتجسيد حي للتداول الديمقراطى للسلطة

السبت، 16 يناير 2021 07:51 م
مجلس نواب 2021 نيولوك جديد وتجسيد حي للتداول الديمقراطى للسلطة
مجلس نواب 2021
مصطفى الجمل

نقلا عن العدد الورقي

المستشار حنفى جبالى يبدأ رئاستة للبرلمان بشعار "الانضباط" ويوجه رسالة للنواب: وطننا الغالى ينادينا أن نتعاون كمواطنين صالحين مخلصين
 
اكتملت الصورة الخاصة ببرلمان 2021 بعد انطلاق قطار مجلس نواب 2021، وانتخاب رئيس المجلس وهيئة مكتبه، وكذلك اللجان النوعية، ليبدأ المجلس سريعاً مناقشة القضايا والقوانين العالقة، والتي تؤثر على الشارع المصري. 
 
المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب المنتخب من قبل أعضاءه، قال بوضوح إن الانضباط لا بدل عنه في هذه الدورة البرلمانية، مشيراً في كلمته إلى أهمية بل ضرورة الالتزام بالموعد المحدد لانعقاد الجلسات البرلمانية داخل القاعة الرئيسية للمجلس، وذلك فى تمام الساعة الحادية عشر صباحا، موجهاً الشكر للنواب لالتزامهم.
 
وشدد رئيس مجلس النواب على أهمية إعطاء مظهر حضارى عن مجلس النواب وانضباطه، سواء فى الداخل أو الخارج، بقوله: «نرجو الالتزام فى موعد انعقاد الجلسات العامة ليس بالدقيقة إنما الثانية»، مشيراً لأهمية الالتزام بالأعراف والتقاليد البرلمانية الراسخة داخل القاعة التى يأتى فى مقدمتها الالتزام بالهدوء وعدم تبادل التحية داخلها، فضلا عن الالتزام بمقاعد الجلوس، بقوله: «لا يخفى عليكم التقاليد البرلمانية الراسخة داخل قاعة المجلس، وتشمل الالتزام بالهدوء الكامل، وعدم تبادل التحية، والالتزام بأماكن الجلوس».
 
وفي لافتة هي الأولى من نوعها، تقدم جبالي بالتحية والتقدير للرئيس السابق لمجلس النواب الدكتور علي عبد العال، ضارباً نموذجاً يقتدى به في التداول السلمي للسلطة، وقال إن الدكتور على عبد العال، رئيس المجلس خلال الفصل التشريعي السابق، بذل جهداً كبيراً فى ظروف غاية فى الصعوبة، مر بها الوطن واجتازها بثقة ونجاح بقيادة زعيم مخلص وابن بار من أبناء مصر، هو الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى تشهد له أفعاله على أرض الواقع، بما أنجزه ووجه به الحكومة، وتابع عمل أبناء الوطن الأبطال متابعة مباشرة فى مواقع العمل المختلفة، أثمرت مشروعات عملاقة تنشر الخير، وتبشر بمستقبل مشرق للمواطنين، مضيفا: "وهو الذى وحد كل القوى الوطنية تحت شعار: يد تحمل السلاح لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه، ويد تبنى وتستمر فى البناء تحت وطأة الوباء الذى اجتاح العالم كله".
 
وأضاف: "خالص الإعزاز والتقدير لشهدائنا الأبطال من رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل والقضاء والمواطنين المخلصين الذين استشهدوا، بعد أن واجهوا بشجاعة خسة إرهاب مجرم، وعلى ذكر بطولات الشهداء، لا ننسى شهداء الواجب من الأطباء وهيئة التمريض والعاملين معهم في مواجهة ذلك الوباء اللعين، ولن ننسى من فقدناهم من جراء تفشيه، ونحيى جيش مصر الأبيض لجهودهم فى مكافحته".
 
وتابع رئيس مجلس النواب الجديد قائلا:  «باسمكم جميعاً زميلاتى وزملائى النواب الأفاضل، أتقدم بخالص الشكر للزملاء الأعزاء أعضاء الهيئة الوطنية للانتخابات، ونوجه التحية لروح الزميل القاضي الجليل رئيس الهيئة المستشار لاشين إبراهيم، كما نوجه الشكر لرجال القوات المسلحة والشرطة وأعضاء الجهات والهيئات القضائية ومعاونيهم الذين بذلوا كل الجهد حتى إتمام كل مراحل انتخاب مجلس النواب، بالرغم من الظروف والصعوبات التى مر بها الوطن نتيجة ذلك الوباء، وشاركهم في ذلك أبناء الوطن المخلصين، حتى خرجت نتائج الانتخابات معبرة عن حرية المواطن فى اختيار مرشحيه بنزاهة وشفافية، وإثراءً لديمقراطية، وإيذاناً لنا كنواب الشعب ببذل غاية جهدنا لتحقيق آمال المواطنين فى التنمية، وتلبية مطالبهم فى تحسين سبل معيشتهم». 
 
وأوضح المستشار حنفى على جبالى، أن الفصل التشريعى الجديد الذى بدأ الثلاثاء، يلقى على عاتق الأعضاء بذلك كل الجهد، بالبناء على ما أنجزه بامتياز أعضاء الفصل السابق، حتى يتحقق ما يصبوا إليه الوطن فى هذه المرحلة المهمة التى تشهد إصلاحات فى جميع المجالات، ومنها المجال التشريعى والرقابى الذى أسنده الدستور لمجلس النواب.
 
ووجه جبالى كلمته للأعضاء قائلا: «إن دوركم الرقابى على أعمال الحكومة لا يقل أهمية عن مسئوليتكم فى مجال التشريع، ولا يخفى على فطنتكم أن فعالية الرقابة ترتبط بكونها رقابة متوازنة حتى تؤتى ثمارها، فلا تميل كل الميل أو تتشدد بلا حدود، ولا تبالغ بالتهويل أو التهوين، بل تكون بين ذلك قواماً، وأساس تلك الرقابة المتوازنة: الفصلُ المرنُ بين السلطات، حيث تراقب كل سلطة من سلطات الدولة نظيرتها، بهدف تحقيق الصالح العام، وهو ما يتعينُ أن تتسمَ تلك الرقابة بطابع التعاون والتضافر من أجل الإصلاح والتطوير، لا أن تقوم على مجرد التربص واصطياد الأخطاء». 
 
وتابع: «إن وطننا الغالى ينادينا جميعاً أن نتكاتف ونتعاون كمواطنين صالحين مخلصين، يتقاسمون العيش على أرضه، بلا تفرقه أو تمييز لأى سبب، لا نبتغى إلا المصلحة العامة، وليكن اختلاف الرأى بيننا سبيلاً للتوصل إلى أفضل الحلول لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن، ولا يغيب نظرُنا أبداً عن رفع اسم بلادنا عالياً، لتحيا أبد الدهر حرةً بأبنائها الأحرار، مستقلةً قوية بمواطنيها الشرفاء المخلصين، وشعارُنا فى ذلك: "تحيا مصرُ دائماً بأبنائها الأوفياء الأنقياء».
 
وفيما يتعلق بجلوس النواب داخل القاعة العامة، قال المستشار حنفى جبالى رئيس مجلس النواب، إن ترتيب جلوس الأعضاء أمس ليس ساريا بعد ذلك، مضيفا: "ترتيب الجلوس أمس كان بسبب إجراءات الجلسة الأولى ونراعى بعد ذلك المقاعد المخصصة للوزراء ومقعدى الوكيلين"، مؤكدا أنه بالتعاون ستستمر الأمور كما يرام.
 
المتتبع لسيرة المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب الجديد يعرف تمام المعرفة، أن كل كلمة نطق بها الرجل في الجلسة الأولى له على المنصة، سيطبقها بحذافيرها، ولن يحيد عنها، فهو رجل متمرس لاعتلاء المنصات القضائية، ويعرف تماما كيف يدير الجلسات ويعطي كل ذي حق حقه، ولا ينطق بكلمة باتة في أمر ما إلا بعد دراسته وتقليبه على كل الوجوه.
 
بدأ مسيرته القضائية معاونا بالنيابة العامة، عام 76، ثم مساعداَ بالنيابة العامة ثم وكيلاً للنائب العام، قبل أن يعمل فى إدارة الفتوى لرئاسة الجمهورية والمحافظات بمجلس الدولة، ثم مستشارا مساعد من الفئة (ب) بمجلس الدولة، ثم مفوض الدولة لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء بمجلس الدولة. 
تدرج المستشار حنفى جبالى، فى وظائف مستشار مساعد بهيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا فى 30/10/1983، قبل أن يعين مستشارا بهيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا فى 20/9/1988، ثم رئيسا لهيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا فى 16/7/1996، وعين نائبا لرئيس المحكمة الدستورية العليا فى 21/3/2001، عمل من سنة 2001 حتى سنة 2004 رئيسا للمكتب الفنى بالمحكمة الدستورية العليا، ورئيسا للمحكمة الدستورية العليا فى 23 يونيو 2018.
 
دعوة رئيس المجلس للنواب بالانضباط في المواعيد، جاء في إطار الشكل الجديد الذى ظهر به برلمان 2021، والذى بدأ بتغيير كامل هيئة المكتب، من خلال انتخاب رئيس جديد "المستشار حنفى جبالى"، ووكيلين جدد "المستشار أحمد سعد والنائب محمد أبو العينين"، فضلاً عن أمين عام جديد للمجلس بعدما وافقت هيئة مكتب المجلس على الاستقالة التى تقدم بها المستشار محمود فوزي، أمين عام مجلس النواب، إلي رئيس مجلس النواب، وجاء فى استقالة فوزى: "بادئ ذي بدء، أجد لزاماً عليّ أن أهنئكم بثقة نواب الشعب الذين حملوكم أمانة قيادة المؤسسة التشريعية العريقة، في هذه المرحلة الدقيقة من مراحل العمل الوطني، وهي مسئولية جسيمة أنتم أهل لها.وتعلمون سيادتك أنني عملت في مجلس النواب على مدار فصل تشريعي كامل في أكثر من موقع، كان آخرها منصب الامين العام للمجلس".
 
وأضاف فوزى: "لقد حاولت اثناء هذه الفترة - قدر استطاعتي- أن أقوم بواجبي في ظل ظروف عمل دقيقة، وفي سياق استثنائي، وتوقيتات زمنية ضاغطة، فأحسب انني لم ادخر جهداً أو أبخل بفكرة، وكان هدفي دائماً الصالح العام والمصلحة الوطنية، ووضع صورة أفضل لمؤسستنا العريقة في المكان الذي تستحق والذي يجب أن يكون.كما سعيت في حدود اختصاصاتي والوقت الذي أتيح لي الارتقاء بالأمانة العامة على الصعيدين: الإداري والفني، فاقتربت من الجميع أعضاءً وعاملين، وكانوا جميعاً بالنسبة لي أخوة أعزاء، ووجدت منهم كل دعم ومساندة.وأخيراً.. أحسب أنني أديت الأمانة وسلمت المجلس إلى قيادته الجديدة بعد انتهاء جلسته الإجرائية الأولى بالشكل والمظهر والإجراءات التي كانت محل التقدير والاهتمام".
 
واختتم أمين عام المجلس استقالته قائلاً :" إيماناً مني بأن لكل ادارة متطلباتها في ضوء أهدافها التي وضعتها لنفسها، فإنني أفسح لسيادتكم المجال لاختيار فريق عملكم الجديد متقدماً باعتذاري عن عدم الاستمرار كأمين عام لمجلس النواب متمنياً لسيادتكم ولجميع اعضاء المجلس الموقرين التوفيق والسداد".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق