حكاية من التاريخ.. كيف تولى الخديوي إسماعيل حكم مصر؟

الإثنين، 18 يناير 2021 10:00 ص
حكاية من التاريخ.. كيف تولى الخديوي إسماعيل حكم مصر؟
صورة للخديوي إسماعيل
كتب: حسن شرف

الخديوي إسماعيل، أو إسماعيل باشا المولود في 31 ديسمبر عام 1830، والمتوفي في 2 مارس 1895، عاش 65 عامًا استطاع خلالها أن يؤهل نفسه للحكم من خلال قدرته على الإدارة، وعلى تمثيل الخديوي، كما استطاع أن يحفر اسمه في التاريخ المصري- الذي يفرق بامتياز بين الصالح والطالح- بالكثير من المواقف الإيجابية، والأحداث المهمة، والقفزات الحضارية في مجالات عدة.
 
157 سنة على تولى الخديوي إسماعيل حكم مصر، حيث استلم مقاليد الحكم في مثل هذا اليوم 18 يناير من عام 1863، وكان عمره آنذاك 33 عامًا.
هو حاكم مصر والسودان، وخامس حكام مصر من أسرة محمد علي، وابن إبراهيم باشا وحفيد محمد علي باشا. ويلقبه بعض المؤرخين بالمؤسس الثاني لمصر الحديثة بعد جده.
 
 تولى الخديوي إسماعيل الحكم بعد وفاة عمه الوالي محمد سعيد باشا، ووفق عدد من المراجع التاريخية، فإن "الأمير أحمد رفعت شقيق إسماعيل الأكبر؛ كان هو ولي العهد، كونه الابن الأكبر لإبراهيم باشا أكبر أبناء الوالي محمد علي باشا. إلا أنه توفي في حادث قطار في 15 مايو من عام 1858، ومن ثم انتقلت ولاية العهد لشقيقه إسماعيل، قبل أن يتولى الحكم.
 
 
وفي يوم، أقام سعيد باشا وليمة كبيرة بالإسكندرية، دعا إليها أمراء الأسرة، بمن فيهم ولي العهد أحمد رفعت باشا، وبعد انتهاء الوليمة عاد ولي العهد، وبصحبته الأمير عبد الحليم بن محمد علي، وبعض رجال الحاشية بقطار خاص إلى القاهرة، وعند وصول القطار إلى كوبري كفر الزيات، تبين أن الكوبري كان مفتوحًا لمرور السفن، فسقط القطار في النيل، وغرق الجميع إلا الأمير عبد الحليم باشا.
 
البعض يعتقد أن الأمير أحمد رفعت كان ضحية مؤامرة، حيث كان سعيد باشا يفضل عليه إسماعيل، ويعتبره خير سند لإدارة شئون البلاد من بعده، حتى إنه عندما سافر الباشا إلى الحجاز، أدار إسماعيل البلاد حتى رجوعه، وأعجب سعيد بإدارته فعينه سردارا على الجيش المصري، وعهد إليه بإخماد الفتنة بين بعض القبائل السودانية فوفق إسماعيل في ذلك، وكذلك العديد من المهام التي نجح في باقتدار.
 
الخديوي إسماعيل وأسرته
 
كتاب "مصر من تالت - حواديت من المحروسة" للكاتب مؤمن المحمدي- جاء فيه أن إسماعيل وسعيد تآمرا على الأمير رفعت، من أجل تولي إسماعيل، أو على الأقل قام أحدهما بتلك العملية، وأشار إلى أن الآراء التي تذهب بأن سعيد وإسماعيل قاما بتلك العملية، استشهدت بوضع إسماعيل في فترة حكم سعيد، حيث ولى الوالي إلى إسماعيل رئاسة مجلس الأحكام، وهى أكبر هيئة قضائية حينها، كما أنه بعثه لمقابلة نابليون الثالث حاكم فرنسا، لمناقشة دور مصر في حرب القرم، وبعثه أيضا لمقابلة بابا الفاتيكان، وبعثه في حملة لإخماد ثورة القبائل في السودان- كما ذكرنا سابقًا، مشيرًا إلى أن بنت الأمير أحمد رفعت، ظلت طوال الوقت تعامل عمها إسماعيل باعتباره السبب في موت والدها.
 
توفي الخديوي إسماعيل في 2 مارس 1895 في قصر إميرجان بإسطنبول الذي كان منفاه أو محبسه بعد إقالته
 
بينما ذكر كتاب القاهرة وما فيها حكايات، أمكنة، أزمنة" للكاتب والروائي الراحل مكاوي سعيد، أن من الروايات التي تذكر حول وفاة "رفعت" هي ان كوبري كفر الزيات تم نسيانه مفتوحا سهوا فسقط القطار في النيل، ولم يستطع السائق إيقافه، فيما تقول رواية أخرى وهي الأقرب للتصديق بحسب وصف الكاتب بأن الكوبري لم يكن أنشئ بعد، وأن القطارات كانت تجتاز النيل عند كفر الزيات في معدية تنقل عرباتها ثلاثا ثلاثا مع ترك الخيار للركاب في النزول اتقاء للخطر او العبور فيها.
 
ويضيف أن الأميرين رفعت وحليم، كانا في عربة واحدة، خُيرا فأبيا إلا البقاء في العربة وعبور النيل وهي تقلهما، وأن المنوط بهم أمر نقل العربات إلى المعدية دفعوا بعربتهما بقوة إليها إظهارا لنشاطهم وغيرتهم، فتدحرجت إلى النهر، وغرقت فيه، أما الأمير أحمد رفعت وكان بدينا فلم يستطيع الوثوب من النافذة إلى الماء، فأخرج ميتا مخنوقا، أما الأمير حليم فكان خفيف الجسم، متمرن العضلات، فوثب من النافذة إلى الماء واجتازه سباحة. 
 
كيف عُزل من الحكم؟
أدت النزعة الاستقلالية للخديوي إسماعيل في حكم مصر إلى قلق السلطان العثماني، بالإضافة إلى الأطماع الاستعمارية لكل من إنجلترا وفرنسا في مصر، وتحت ضغط كل من قنصلي الدولتين على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني أصدر فرمانًا بعزل الخديوي إسماعيل في 26 يونيو 1879، وبُعث إلى مصر عن طريق التلغراف وجاء نص الفرمان الذى ورد من الآستانة كالتالي: (إلى سمو إسماعيل باشا خديوي مصر السابق، إن الصعوبات الداخلية والخارجية التي وقعت أخيرًا في مصر قد بلغت من خطورة الشأن حدًا يؤدي استمراره إلى إثارة المشكلات والمخاطر لمصر والسلطنة العثمانية،  ولما كان الباب العالي يرى أن توفير أسباب الراحة والطمأنينة للأهالي من أهم واجباته، ومما يقضيه الفرمان الذي خولكم حكم مصر، ولما تبين أن بقاءكم في الحكم يزيد المصاعب الحالية، فقد أصدر جلالة السلطان إرادته بناء على قرار مجلس الوزراء بإسناد منصب الخديوية المصرية إلى صاحب السمو الأمير توفيق باشا، وأرسلت الإرادة السنية في تلغراف آخر إلى سموه بتنصيبه خديويا لمصر، وعليه أدعو سموكم عند تسلمكم هذه الرسالة إلى التخلي عن حكم مصر احترامًا للفرمان السلطاني).
أبرز إنجازات الخديوي إسماعيل

أبرز إنجازات الخديوي إسماعيل
الانتهاء من حفر قناة السويس وإقامة احتفالاتها.
إنشاء قصور فخمة مثل قصر عابدين.
إنشاء دار الأوبرا الخديوية.
إنشاء كوبري قصر النيل.
استخدام البرق والبريد وطوّر السكك الحديدية.
إضاءة الشوارع ومد أنابيب المياه.
زيادة مساحة الأراضي الزراعية.
حفر ترعة الإبراهيمية في صعيد مصر، وترعة الإسماعيلية في شرق الدلتا.
زيادة مساحة الأراضي المنزرعة قطنًا.
 
حفر قناة السوس
 
إنشاء عدد من المصانع، ومن بينها 19 مصنعًا للسكر ومنها (أرمنت والمطاعنة والضبعية والبلينا وجرجا والمنيا والشيخ فضل والفيوم).
إصلاح ميناء السويس وميناء الإسكندرية.
زيادة ميزانية نظارة المعارف.
تكليف على مبارك بوضع قانون أساسي للتعليم.
تكليف الحكومة بتحمل نفقات تعليم التلاميذ.
إنشاء أول مدرسة لتعليم الفتيات في مصر، وهى مدرسة السنية (1873).
إنشاء دار العلوم لتخريج المعلمين، وكذلك إنشاء دار الكتب، وإنشاء الجمعية الجغرافية ودار الآثار(1875).
ظهور الصحف مثل الأهرام والوطن ومجلة روضة.
 
أول مدرسة لتعليم الفتيات في مصر، وهى مدرسة السنية
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق