هل ينقذ «محمد علي باشا» أطفال الشوارع الآن؟.. مقترح برلماني يكشف التفاصيل

الثلاثاء، 02 فبراير 2021 07:00 م
هل ينقذ «محمد علي باشا» أطفال الشوارع الآن؟.. مقترح برلماني يكشف التفاصيل

رغم جهود وزارة التضامن الاجتماعي على مدار سنوات لحل أزمة أطفال الشوارع، طرح مؤخراً مقترح جديد أسفل قبة البرلمان، من شأنه تعزيز جهود الدولة لحل الأزمة المستمرة منذ سنوات.

نائبة في مجلس النوابن قدمت مقترحا يهدف إلى القضاء على ظاهرة أطفال الشوارع، مستلهمة تجربة تعود لأكثر من قرنين، واقترحت خلال جلسة لوزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة نيفين القباج أمام مجلس النواب، إنشاء معسكرات تدريب وتأهيل لأطفال الشوارع، أسوة بما فعله محمد علي باشا الذي حكم مصر بين عامي 1805 و1848.

وتعتمد فكرة النائبة آيات الحداد، على جمع الأطفال في معسكرات إيواء، على أن يتولى تدريبهم، على سبيل المثال، ضباط متقاعدون من القوات المسلحة المصرية، بما يكسبهم مهارة ويعزز انتماءهم الوطني في آن واحد.

وأضافت آيات الحداد أن مؤسس الدولة الحديثة، محمد علي باشا، جمع نحو 300 ألف مشرد خلال فترة حكمه، ووضعهم في معسكر جنوبي مصر، وجلب لهم مدربين فرنسيين في شتى المهن، مما كان عونا لهم في أن يجيدوا حرفا مختلفة، فضلا عن تعلم اللغة الفرنسية.

وكشفت النائبة عن أنها بصدد مواصلة العمل بشكل عملي لاتخاذ خطوات لتنفيذ ذلك المقترح، الذي يستلهم تجربة مصرية قديمة، مضيفة: "سأتقدم باقتراح برغبة لرئيس مجلس النواب، وإحاطة لوزيرة التضامن الاجتماعي بهذا الشأن".

وأشارت إلى أن الفترة المقبلة ستشهد اهتماما خاصا بذلك الملف في مصر، مثل ملف ذوي الاحتياجات الخاصة الذي توليه الحكومة اهتماما خاصاً، مضيفة أن إعادة دمج أطفال الشوارع في المجتمع يسهم في الاستفادة من قدراتهم بشكل إيجابي، للمساعدة في تنمية المجتمع مع رفع حسهم وانتمائهم الوطني، بدلا من أن يتحولوا إلى قنبلة موقوتة تهدد المجتمع، أو يتعرضوا لأشكال مختلفة من الاستغلال، تصل حتى سرقة الأعضاء.

وقبل أكثر من عامين، وتحديدا في الثاني من يناير 2019، أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مبادرة "حياة كريمة" لتوفير عيش لائق للفئات الأكثر احتياجا في مصر.

وتشير إحصاءات رسمية إلى أن إجمالي عدد أطفال الشوارع المسجلين يصل إلى 16 ألفا في 10 محافظات، اعتبرتهم وزارة التضامن الاجتماعي "قنبلة موقوتة"، وهو ما لفتت له آيات الجداد: "أطفال الشوارع ثروة لم تستفد منهم مصر حتى الآن".

وأضافت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب: "نشاهد اليوم كيف يتمتع هؤلاء بقدرات جسمانية وقوة جسدية يجعلهم يتحملون البرد القارس في الشتاء، فبدلًا من أن ننظر إلى هؤلاء نظرة غير آدمية، علينا أن نحاول إدماجهم في المجتمع مرة أخرى ونحولهم من أطفال شوارع إلى أناس يؤثرون في المجتمع تأثيرا إيجابيا، ويساهمون في بناء الدولة وتقدمها ويشاركون في تنمية الدولة".
 
وتابعت: "فمن الضروري العمل على إدماج هؤلاء في المجتمع مرة أخرى والاستفادة من قدراتهم الجسمانية وتعليمهم مهنا وحرفا مما يعود بالفائدة علي المجتمع، وأيضًا عليهم هم أنفسهم، مما يجعلهم يشعرون بأنهم أناس يحصلون على حقهم الذي منحه الدستور للجميع، وهو الحق في الحياة، وأيضًا يشعرون بأهميتهم وبنظرة الدولة الإيجابية لهم ومنع تحولهم إلى مجرمين يصعب السيطرة عليهم عن طريق تركهم في الشوارع".
 
وأشارت إلى أنه بمساعدة هؤلاء ودمجهم مرة أخرى في المجتمع يعود أيضًا بالفائدة على الدولة والتقليل من خطرهم على المجتمع وتقليل نسبة الإجرام، قائلة "هؤلاء عبارة عن قنبلة موقوتة يجب التغلب عليها، فظاهرة أطفال الشوارع تفتح سلسلة من الجرائم لا نهاية لها، فهؤلاء يشكلون خطرا على المجتمع ويعتبرون مصدر قلق ورعب للجميع، بخلاف انتشار ظاهرة خطف الأطفال التي زادت في الآونة الأخيرة، فهؤلاء الأطفال يتم خطفهم من أهاليهم لتشغيلهم معهم في الشوارع، ومن الممكن الإتجار بهم واستغلالهم في أعمال السخرة ومن الممكن أن يصل الأمر إلى سرقة أعضائهم وقتلهم، فيجب القضاء على هذه الظاهرة".
 
وتتبنى وزارة التضامن الاجتماعي، خطة لدمج أطفال الشوارع من خلال توفير المأوى لهم، سواء بدور الرعاية أو لدى "الأسر البديلة"، أو بالعمل على إعادتهم لأسرهم.
 
وطبقا للإحصاءات التي أعلنت عنها الوزيرة نيفين القباج أمام البرلمان، فإن "برنامج حماية الأطفال والكبار بلا مأوى" التابع للوزارة، تمكن من التعامل مع ما يقترب من 6 آلاف طفل بلا مأوى، حيث تم دمج 68 بالمئة منهم إما مع أسرهم أو بمؤسسات رعاية، إضافة إلى التعامل مع حوالي 12 ألف طفل عامل بالشارع قُدمت لهم خدمات مختلفة، بين صحية ونفسية واجتماعية.
 
وتشير إحصاءات رسمية في مصر إلى أن إجمالي عدد أطفال الشوارع المسجلين يصل إلى 16 ألفا في 10 محافظات، اعتبرتهم وزارة التضامن الاجتماعي "قنبلة موقوتة".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق