مات الحب بسبب عقد عمل

الأربعاء، 24 فبراير 2021 07:23 م
مات الحب بسبب عقد عمل
آمال فكار

 
عندما دخلت سمية قاعة المحكمة جذبت انتباه الحاضرين بشدة، خاصة اناقتها وجمال وجهها الأسمر وقوامها الطويل الممشوق وصغر سنها.
 
كانت سمية تتحلي بكمية من المجوهرات غالية الثمن ورائحة عطرها انتشرت في القاعة، وحينما نادى الحاجب علي قضيتها أسرعت لتقف أمام القاضي عارضة قضيتها ودموعها تسيل على وجهها في تأثر، وقالت وهي تنظر إلى صف يجلس فيه رجل هو زوجها: سيدي القاضي إنني زوجة منذ عشرة أعوام وكنت زهرة وقد قطفني، زوجى خريج كلية الطب ودائما يتباها أنه أول الدفعة، ولا أنكر وسامته، ومنذ تزوجنا وانا طوع أمره، وكنت حينها موظفة في الجامعة وحصلت على ليسانس حقوق وحياتنا كانت بدايتها رائعة ومليئة بالحب والتفاهم، وكنا نعمل في مكان واحد ولا أنكر أنه رجل ناجح، فقد عشت خمس سنوات من اجمل أيام عمري، وبعد سنتين من الزواج انجبنا طفلين كانا حياتنا، وكان كل شيء سهل ومتوفر لنا حتي النقود كانت تكفينا، وكنا سعداء رغم أننا لم نملك سيارة.
 
وأضافت سمية: لا أنكر أنه كان خير زوج فلم يؤذي مشاعري ابدأ ولم يقصر في واجبي، لكن بعد مرور خمس سنوات فوجئت به يقول لي أنه قد حصل على عقد عمل في دولة عربية مقابل مبلغ كبير جدا، وقال انه عام فقط وسنحضر سيارة ويعود بعد ذلك، لكن يا سيدي مر العام ولم يعد وشعرت أنه مضي عامين.. انني لم أصبح زوجه ولا مطلقة، وكأنني قطعت أثاث في البيت، وفي العام الثالث برر بقائه لعام ثالث أنه يعمل في وظيفة مهمة جدا ولا يستطيع تركها، وعندما أردت أن اسافر له رفض خوفا على
الطفلين ودراستهما، فقد كانوا صغيرين ومازالوا في المرحلة الابتدائية.
 
وأكملت الزوجة سرد حكايتها وقالت: حقيقي أن زوجى أغدق علينا بالمال، لكن أنا لست في حاجة إلى مال أو مجوهرات، أنا بحاجة لزوج، فمازلت في الثامنة والعشرين من عمري وفي احلي سنوات عمري، وتحملت الكثير من الوحدة والضياع.. حقيقي انا والطفلين نحتاج لوجوده معنا. أصبحت معلقة ورفض أن أذهب إليه ورفض أن يحضر. انني اطلب الطلاق، لأننى لا أستطيع الصبر أكثر من خمس سنوات هجر وحرمان.. انني امرأة شابة وأخاف علي نفسي من الفتنه.
 
جلست الزوجة الجميلة ليقف زوجها الذي في الأربعين من عمره، موجه كلامه للقاضي: إن كيد النساء معترف به.. انني خُدعت في هذه الزوجة، سافرت إلى بلد عربي لأحقق لها مطالبها وطمعها، وتريد. وتريد. وكيف احقق هذا ومرتبي كاد يكفينا طعاما، وكانت تقارن حياتها بالآخرين. انني لم اسعي لعقد العمل بل هي التي أتت به من صديقه لها.. هي التي دفعتني بكل اغراءها للسفر، لأننى لم اكن اريد ترك بيتي واطفالي ودفء الأسرة، وعندما سافرت شجعتني وكانت ترسل لي رسائل على الإنترنت تحسني على البقاء حتى احقق مستقبل احسن لأطفالي، واشتريت لها سيارة وشقة تمليك، وحققت لها كل أحلامها، هي التي اخترت هذه الوحدة، وهي تعلم أن سفرها معي مستحيل، وفجأة علمت من المحيطين بى أنها تعلقت بابن خالتها المهندس وتريد الاقتران به، وقتها طلبت منى الطلاق، لكنى اشترطت عليها ان طلقتها تتنازل عن كل شيء اخذته مني وتخرج من المنزل كما دخلته، فانا لم اتخلى عنها لكنها ارادت حبيبها الجديد.
 
جلس الرجل دون النظر إلى زوجته منتظراً حكم القاضي الذى أصدر حكمه بتطليق الزوجة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق