فرسان الرداء الأبيض VS كورونا.. ملخص 365 يوما للأطباء في مواجهة الفيروس اللعين

الخميس، 18 مارس 2021 01:00 م
فرسان الرداء الأبيض VS كورونا.. ملخص 365 يوما للأطباء في مواجهة الفيروس اللعين

تحتفل النقابة العامة للأطباء، اليوم الخميس، 18 مارس 2021، بيوم الطبيب المصرى فى ذكراه الـ43، إحياء لذكرى افتتاح أول مدرسة للطب في مصر والشرق الأوسط بأبي زعبل في 18 مارس 1827، واعتادت النقابة تكريم المميزين من الأطباء كل عام، لكن الاحتفال رقم 43 بيوم الطبيب يأتى فى ظروف استثنائية بعد مرور عام من وقوف الأطباء ضمن خط الدفاع الأول فى مواجهة جائحة كورونا.
 
ويتزامن الاحتفال مع مرور عام على سقوط أول شهيد من الأطباء فى 30 مارس 2020، إثر إصابته بفيروس كورونا، وهو الدكتور أحمد اللواح أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية بكلية الطب جامعة الأزهر، ولم يتوقف من ذلك التاريخ عداد تسجيل شهداء الأطباء بسبب الجائحة حتى وصلت أعدادهم بعد عام من المواجهه إلى أكثر من 400 شهيد من الأطباء من بينهم 46 طبيبة، قدموا أرواحهم كجنود فى المعركة التى تخوضها مصر لمحاصرة عدوى الكورونا.
 
ولا يخلو الحديث عن الأطباء، من بطولات وتضحيات تدون فى سجل الشرف، فعلى مدار الـ365 يوم الماضيين، سجل الأطباء العديد من القصص البطولية خلال هذه الأزمة، كان أبرزها ما قدمه الدكتور محمود سامى قنيبر من تضحيه، والذى تطوع لعلاج المرضى بعزل مستشفى بلطيم المركزى، وأصيب بتلف فى العصب البصرى أفقده بصره نتيجة الإجهاد والعمل الذى استمر 7 أيام متواصلة، وتقديرا لذلك ولدور الأطباء والأطقم الطبية فى الجائحة كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى يوم الشهيد.
 
الشهيد الدكتور أحمد اللواح
 
«وصيتى يالله بناتى اللاتى لم أفرح بهن»، كانت أخر كلمات دونها الشهيد رقم 147، الطبيب أحمد ماضى أبو غنيمة، 37 عام، والتى أدمت قلوب الألاف بعد تداولها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، وهو داخل الرعاية المركزة قبل وفاته بساعات متأثرا بإصابته بكورونا أثناء علاج المصابين، وفى لفتة إنسانية، قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، جبين ابنتى الطبيب الشهيد وحمل الصغرى على كتفه، أثناء تكريمه لاسم والديهما الشهيد.
 
أما الشهيد رقم 70  ضمن قائمة شرف الأطباء المواجهة لهذا الوباء،  الدكتور محمد حشاد أخصائى الأطفال بمستشفى ناصر العام بشبرا الخيمة، 35 عام، توفى متأثرًا بإصابته بكورونا خلال علاجه للمصابين، وصفه الجميع بأنه نموذج للطبيب الإنسان والأسطورة، فقد يهتم طوال الوقت بجمع أموال من أصدقائه لشراء كراسي في استراحة المرافقين للمرضى بالمستشفى، أو مراوح للأطباء، ولبن للأطفال، ومستلزمات للحضانات، وقبل إصابته بالفيروس كان يحمل أنابيب الأكسجين لتوصيلها للمرضى، وكان يعمل سباك، وكهربائي، ونجار طالما وجد أن المستشفى فى حاجه لذلك لاستمرار علاج المرضى، وأخر ما قاله قبل وفاته،: «ادعولي وأنا مش خايف من حاجة غير من ان حد منكم كتمريض أو دكاتره أو من أهلي وأصحابي يكون زعلان مني في حاجة واللي زعلان مني يسامحني وأكتر حاجة مزعلاني اني مش عارف أتوضأ واصلي».
 
 
الشهيد الدكتور سيد نادى
 
ولأنه القدر، قرر الدكتور سيد نادي كامل أخصائي الحميات، والذى توفى متأثرًا باصابته بفيروس كورونا، أثناء تأدية واجبه فى علاج المرضى بمستشفى حميات سمالوط بمحافظة المنيا، التوجه لإنقاذ مريض 72 سنة بعد تدهور حالته، بدلا من زميلته الطبيبة الحامل مراعاة منه لظروفها، حيث طلب منها أن تبتعد حرصا على جنينها وتعامل هو مع الحالة، فتلقى الإصابة مكانهما.
 
لم تقتصر البطولات على الأطباء من الرجال فقط، بل كان للطبيبات أيضا تضحيات، كان من بينها الشهيدة الدكتورة سلوى فرحات استشارى حميات ورئيس قسم العزل فى مستشفى المطرية المركزى بالدقهلية، تولت مسئولة تتبع الإصابات بفيروس كورونا فى المطرية، رغم أنه لم يكن أمامها سوى 4 أشهر لتصل إلى المعاش، لكنها وافقت ان تكون في مواجهة الوباء، وكانت من أول مكتشفين وجود إصابات بالفيروس فى المنطقة التابعة لها المستشفى، عملت لمدة 24 ساعة طوال أيام الأسبوع دون ملل، نعاها محبيها بـ«الإنسانة الجميلة، الطبيبة الخدومة، بنت البلد اللي مش بتتخلى عن مرضاها، في عز مرضها وإصابتها بكورونا، بتكلمنا عن المرضى المعزولين في المستشفى، وأرسلت لنا بروتوكول العلاج للمرضى، حتى وهي مريضة منسيتش مرضاها».
 
 
الشهيد الدكتور أحمد ماضى أبو غنيمة
 
ومازالت دفاتر قصص بطولات وتضحيات الأطباء والفريق الطبى بمختلف تخصصاته زاخرة بالنماذج التى سيظل يذكرها التاريخ، لأبطال تقبلوا المهمة الصعبة وفاء للرسالة وللقسم العظيم وتقدموا للعدو بصدور مفتوحة لا تهاب الموت.
 
يُذكر أن 18  مارس يُعد بداية لمدرسة الطب الحديث الذي أساسها محمد علي باشا 1827 فى مصر، أي أكثر من 200 عام، والتي تم نقلها فيما بعد لتصبح مدرسة الطب بقصر العيني، فى عام 1837م، لتصبح أول مدرسة للطب في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا.
 
الدكتور محمد حشاد الشهيد رقم 70 من الأطباء
الدكتور محمد حشاد الشهيد رقم 70 من الأطباء

الشهيد  الدكتور محمد حشاد أثناء مشاركته بأعمال الصيانة بالمستشفى
الشهيد الدكتور محمد حشاد أثناء مشاركته بأعمال الصيانة بالمستشفى

الشهيد  الدكتور محمد حشاد
الشهيد الدكتور محمد حشاد

الشهيدة الدكتورة سلوى فرحات
الشهيدة الدكتورة سلوى فرحات
 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق