سيناريوهات الإخوان في تونس.. فوضى أم انبطاح؟

الأحد، 01 أغسطس 2021 05:00 م
سيناريوهات الإخوان في تونس.. فوضى أم انبطاح؟
محمد الشرقاوي

تطورات متلاحقة تشهدها الساحة التونسية، في ظل وجود حذر بالغ وتخوف من تصاعد العنف في الشارع ضد المواطنين ومؤسسات الدولة من قبل جماعة الإخوان الإرهابية. 
 
ووضعت التطورات المتلاحقة على الساحة حركة النهضة أمام مأزق تاريخي، وضع الجماعة أمام تحدي بما يضمن لها البقاء على الساحة أو يخرجها بعيداً عن السلطة. 
 
وأيقنت الجماعة الإرهابية، ما فعلته من مخالفات في حق التونسيين، وتفجرت داخلها خلافات، وانشقاقات، حيث طالب بيان صادر عن عدد من شباب حركة النهضة، بينهم أعضاء في البرلمان المعطل، بحل المكتب التنفيذي للحركة لاتهامه بالفشل والتسبب بتدهور الأوضاع في البلاد. 
 
وحمل البيان راشد الغنوشي مسؤوليته أمام الشعب والالتزام بالمسار التصحيحي والاعتراف بالأخطاء، كون أن تونس تمر بمنعطف تاريخي أفضى إلى اتخاذ رئيس الجمهورية إجراءات استثنائية، قوبلت بترحيب شعبي كما أثارت تحفظ جزء من النخبة السياسية والقانونية. 
 
وتابع البيان أن "هذه الوضعية الحرجة، والتي لا يخفى على أحد منا أن حزبنا كان عنصرا أساسيا فيها، تضعنا أمام حتمية المرور إلى خيارات موجعة لا مفر منها، سواء كان ذلك من منطلق تحمل المسؤولية وتجنب أخطاء الماضي، أو استجابة للضغط الشعبي".
 
ويرى مراقبون، أن ما يفعله شباب جماعة الإخوان هو مناورة في الوقت الحالي بما يضمن لها البقاء على الساحة، فهي لن تحظى بمكاسب مثل التي حققتها برلمان وتمثيل حكومي وسيطرة على مفاصل الدولة مجدداً. 
 
ويرى الكاتب هاني مسهور، في مقال أن المشهد التونسي السياسي وإن كان دراماتيكيا ومتسارعا، فإنه باعث لكثير من المشاهدات المعبرة عن ذاتها من بداية توافق تحرك الرئيس قيس سعيّد مع ذكرى ميلاد الجمهورية البورقيبية الأولى، مما يستند إلى المرتكز الوطني مسقطا ما دونه من قشور تعلقت بالدولة التونسية العتيدة، حتى إنها غلفتها بما لا يليق بالتوانسة، وهم الرواد الأوائل في بناء الدولة الوطنية العربية.
 
وتابع مسهور: "يواصل المشهد التونسي تفاعلاته السياسية، عاود راشد الغنوشي الظهور من النافذة القديمة التي لطالما عرفها الإسلاميون كلما أوصدت الأبواب في وجوههم، فلا ذاكرة العرب مثقوبة وليس للصحفيين العرب ذاكرة أسماك تنسى أن الاعتذارات المقدمة للمجتمعات ليست سوى التفاف للتهرب من المسؤولية السياسية، التي يجب أن تواجهها التيارات السياسية وفقاً للقوانين الوطنية". 
 
واستطرد: "فلقد أظهرت الجماعة الإسلامية في مصر فكرة المراجعات الفكرية للتهرب من جريمة اغتيال الرئيس أنور السادات، وكانت مراجعات سطحية لم تتناول العمق الفكري للجماعة الأصولية التي فتحت لها أبواب السجون لتخرج ويلتحق بعض من أفرادها ضمن الأفغان العرب، ثم تنظيم القاعدة، ومازال بعض منهم مع النسخة الأخيرة من تلك التنظيمات، داعش".
 
وشرح مسهور طريقة التعامل الإخواني: "مع هبوب رياح ما يسمى الربيع العربي أعاد تنظيم الإخوان، وعبر قيادته العالمية، فكرة المراجعات، وتبنتها منصات الإعلام ممولة، وضخمت من تلك الشعارات في أتون الفوضى العارمة التي كانت تجتاح البلاد العربية". 
 
وعلى صعيد آخر، تتزايد التوقعات والتخوفات المحلية والدولية من وقوع فوضى في الشارع التونسية. 
 
فمؤخراً، صعّد رئيس حركة النهضة لهجته ضد المؤسسات التونسية، ملوحاً باستخدام العنف في الشارع من أجل إجبار الرئيس قيس سعيد للتفاوض أو التراجع عن المسار التصحيحي الذي بدأ منذ الخامس والعشرين من يوليو الجاري.
 
وقال الغنوشي في حديث لصحيفة "كورياري ديلا سيرا" الإيطالية، نشر الجمعة، إن مئات آلاف المهاجرين غير القانونيين سيطرقون أبواب إيطاليا الجنوبية، متابعاً: "كلنا في مركب واحدة، نحن التونسيين والأوروبيين وتحديدا أنتم الإيطاليين. فإذا لم تعد الديمقراطية إلى تونس في أقرب وقت، فسريعا سننزلق إلى الهاوية".
 
الأمر له مؤشرات على الأرض قد تحدث بالفعل، في ظل تنسيق بين حركة النهضة والميليشيات الإخوانية في ليبيا، المسيطرة على مراكز لتجارة البشر في غرب ليبيا، قد تفتح الباب لخروج المهاجرين إلى أوروبا. 
 
ناهيك عن تقارير تتحدث عن استدعاء لعناصر متطرفة من ليبيا لدخول تونس، وتنفيذ عمليات إرهابية في حق الأمن التونسي، بالتنسيق مع جهاز الأمن السري الذي تمتلكه الإخوان. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق