قصة الأسطورة الدموية «مارى تيودور».. حُرمت من الإنجاب فارتكبت أبشع الجرائم

الأحد، 28 أكتوبر 2018 11:00 م
قصة الأسطورة الدموية «مارى تيودور».. حُرمت من الإنجاب فارتكبت أبشع الجرائم
إسراء بدر

الكثير منا يشاهد أفلام الرعب الأكثر إثارة وكأنها خيال من وحي الكاتب مع لمسات إخراجية تضيف للقصة تأثير خاص، لكن الحقيقة أن هناك قصص حقيقية مدونة فى التاريخ تعتبر مصدر إلهام صناع هذه الأفلام، وإذا أطلعت على إحدى القصص ستعلم أن الخيال الذى صنعه فريق العمل الخاص بالأفلام لم يكن مبالغ فيه على الإطلاق، بل من الممكن أن تكون الحقيقة أصعب من ذلك.

 

من الأمثلة الشهيرة لهذه الشخصيات هى الملكة "مارى تيودور" أو مارى الأولى وهى من أشرس النساء التى عرفها التاريخ، فهى ابنة الملك "هنرى الثامن" والملكة "كاترين آراغون" ولدت عام 1516 م، وتسببت ولادتها فى انفصال أبيها عن أمها بعد غضب والدها من إنجاب فتاة وهو كان يتمنى إنجاب ذكر ليرث عرشه، وبعدها تزوج من الملكة "آن بولين" وهى من تولت تربية "مارى" بعدما مرضت والدتها وطردها والدها من القصر.

24535
 

 

وذكرت كتب التاريخ أن "آن" عاملت "مارى" معاملة حسنة، ولم تفرق فى المعاملة بينها وبين أولادها "إليزابيث الأولى" و "إدوارد السادس"، وتولت "مارى" الحكم لمدة خمس سنوات بعد وفاة والدها، وكانت أبشع سنوات مرت فى تاريخ بريطانيا، فقد أمرت بإنهاء أى ثورات أو معارضة ضد ديانتها وهو ما نتج حروب دينية بين الكاثوليك والبروتستانت آنذاك، واستمرت لثلاثين عاما حتى بعد وفاة "مارى".

كرهها الشديد للبروتستانت سيطر على قلبها بسبب شقيقها "إدوارد السادس" والذى أمر بهدم كل المعالم الكاثوليكية فى الكنيسة، وهو ما تسبب فى إصابة "مارى" بهاجس الحفاظ على الكاثوليكية وظلت تنتقم من جميع المعارضين لها.

 

وفى السابعة والثلاثين من عمرها تزوجت من فيليب الثانى ملك أسبانيا والذى كان يصغرها بعشر سنوات، كان هدفها من هذا الزواج أن تصبح أم، ولكنها حرمت من هذه النعمة وهو ما تسبب فى مشاكل نفسية جعلتها تحرق كل من يقابلها، وهنا بدأت جرائمها تتزايد.

 

فلم تقتصر الجرائم ضد البروتستانت للحفاظ على الكاثوليكية، ولكنها تلذذت فى مقتل الحوامل، حتى أن هناك رواية تاريخية تؤكد أنها حرقت سيدة حامل وهى تضع طفلها وبعد حرقها أمرت بإدخال الطفل فى النار بصحبة أمه ليذهب معها إلى الجحيم.

 

وفاحت رائحة الدم فى شوارع المملكة المتحدة من كثرة الضحايا، حيث قتلت 3000 شخص خلال ثلاث سنوات و6 أشهر بتهمة الهرطقة وهي تغيير في العقيدة الدينية، حتى قضت على المعارضة تماما، وبعد كل هذه الجرائم البشعة التى يحكى ويتحاكى عنها كتب التاريخ توفت "مارى" دون وريث للحكم، وحكمت بعدها أختها الصغيرة من أبيها البروتسانية "إليزابيث الأولى".

download (11)

ورغم وفاتها إلا أنها كانت مصدر غني لأقاويل الأساطير من شدة الرعب الذى بثته فى الكافة، وأشهر الأساطير التى تذاع عنها هى أن روح الملكة الشريرة لم تفارق العالم حتى بعد وفاتها ولكنها مازالت تجوب فى الشوارع، حيث يلعب الكثير من الدجالين بمشاعر المواطنين البريطانيين وذلك عبر إطلاق بعض الأحاديث التي تروج أنه من السهل استحضار روح ماري فى مكان مظلم، وذلك عبر قول : «كل ما عليك فعله هو الوقوف أمام المرآة ومناداة اسمها سبع مرات لتظهر لك بعد لحظات  بوجهها البشع وإذا لم تبتعد من أمامها ستؤذيك وتشوه وجهك».

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق