صيانة الطرق ضرورة وطنية

الأربعاء، 03 يوليو 2019 10:55 م
صيانة الطرق ضرورة وطنية
أحمد إبراهيم

 
كتبت أمس في هذا المكان مقالا تحت عنوان " طريق الموت جمصة المنصورة " وتناولت فيه سوء حالة هذا الطريق الحيوي الهام، الذي يخدم أكثر من مليون مواطن ويربط محافظة الدقهلية بمحافظات دمياط وبورسعيد وكفر الشيخ والبحيرة من خلال الطريق الساحلي الدولي، كما أنه الطريق الرئيسي لمصايف جمصة ورأس البر وبلطيم والتي يقصدها ملايين المواطنين خاصة البسطاء منهم، فحالة الطريق لا تسر عدو ولا حبيب ويوميا يتسبب في كوارث وازهاق ارواح الأبرياء.
 
بعد نشر المقال تلقيت رسالة من الدكتور كمال جاد شاروبيم محافظ الدقهلية أكد فيها" أنه تم رصد مبلغ 380 مليون جنية في ميزانية وزارة النقل لصالح طريق جمصة، وسوف يتم البدء في التنفيذ فور وصول الاعتماد في اغسطس القادم".. إنه خبر مفرح وجهود مشكورة لكل المسئولين في الدولة من أجل حماية ارواح المواطنين وعلاج أخطاء وتقصير الحكومات السابقة في حق هذا الطريق الحيوي، وكنت اتمنى أن يبدأ العمل قبل موسم الصيف لكنها ظروف الموازنة العامة.
 
الأمنية الأخرى هي حسن إدارة الطريق خلال فترة العمل التي غالبا ستستغرق أكثر من عام، ويفضل أن يتم توزيعه على عدة شركات للانتهاء منه سريعا مع إيجاد طرق بديلة للتسهيل على المواطنين وترشيد استهلاك الوقود وأيضا تجنب الحوادث.
 
حينما كنت مستشارا لوزير النقل الأسبق الدكتور سعد الجيوشي وعملت معه أيضا وهو رئيسا لهيئة الطرق والكباري، اكتشفنا وجود وحدات صيانة كثيرة منتشرة على مستوى الجمهورية لكنها لا تعمل بكفاءة لعدم وجود ميزانية، وهذه مشكلة مصر الحقيقية " غياب مفهوم الصيانة" من حياتنا كلها وليست الطرق فقط، حتى في الصحة حيث لا نذهب إلى الطبيب إلا بعد الإصابة الشديدة بالمرض ونهمل الفحوص الطبية الدورية لاكتشاف الأمراض مبكرا أو الوقاية منها وهذا بالطبع ارخص وافضل من العلاج.
 
هكذا الصيانة الدورية للطرق تحافظ عليها وتسهم في إطالة عمرها وكما قلنا بالأمس ليس لدينا أزمة في الطرق الجديدة حيث يتوافر أموال لصيانتها من الرسوم التي يتم تحصيلها مقابل استخدامها، لكن المشكلة فعلا في الطرق القديمة التي تبلغ حوالي 100 ألف كيلو 80% منها تابعة للمحليات معظمها متهالك، والمفروض صيانة 15% منها سنويا وبالتالي تخضع جمبع الطرق للصيانة بشكل دوري كل 6 سنوات، والصيانة السنوية البسيطة تحتاج على الأقل 5 مليار جنية أما الجسيمة تتكلف أكثر من ذلك، ومعظم الطرق حاليا بسبب اهمالها لعقود طويلة فإنها تحتاج للصيانة الجسيمة ونفس الحال ينطبق على الكباري.
 
حينما كنا في الوزارة انشأنا شركة للصيانة الذكية وتم شراء أحدث معدات من الخارج بهدف الحفاظ على الطرق القديمة والتي لا تقدر بثمن وهي عصب الحياة والدولة المصرية.
 
الصيانة الدورية ضرورة وطنية لانها تحافظ على المال العام ولكن الأمر ليس سهلا مع ارتفاع التكاليف وتعرض معظم طرقنا للتدمير والتعدي مع ظروف بلدنا الاقتصادية، فما هو الحل ؟ الإجابة تكمن فى أن تصبح هيئة الطرق والكباري المسئولة عن كل الطرق القديمة، حيث يتوافر لديها الكوادر الفنية للقيام بهذه المهمة لأن مشكلتنا الأساسية في الطرق التابعة للمحليات، وثانيا ضرورة تنمية موارد الهيئة من خلال الخدمات على الطرق وحسن استغلال ذلك لتوفير الأموال اللازمة للصيان، وثالثا إشراك القطاع الخاص في إدارة الطرق مقابل تحمله مسئولية صيانتها، أما الحل الرابع فيكون من خلال سرعة تطبيق نظام النقل الذكي" its" لأنه يضبط المرور، ويمنع الحوادث والجريمة والحمولة الزيادة التي تدمر الطرق وأيضا يسهم في زيادة الموارد المالية اللازمة لتطويرها وتحديثها وصيانتها.. وتحيا مصر.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق