من بطش العثمانيين وأحلام أتاتورك وجنون أردوغان.. 3 وقائع تاريخية تكشف الصراع التركي على سوريا

الخميس، 17 أكتوبر 2019 09:00 ص
من بطش العثمانيين وأحلام أتاتورك وجنون أردوغان.. 3 وقائع تاريخية تكشف الصراع التركي على سوريا
أردوغان
محمد أبو ليلة

لا تزال عواقب الصراع التركي على سوريا ممتدة بنتائجها وأحداثها، ولم يكن هذا الصراع وليد اللحظة وإنما امتد لسنوات كثيرة ماضية، فمن يقرأ كتب التاريخ سيجد أن الصراع التركي على سوريا ممتد لقرون طويلة سابقة.

منذ أوائل القرن السادس عشر ظلت سوريا تحت حكم الدولة العثمانية، قرابة أربعة قرون تحديداً عندما انتصر السلطان سليم الأول على جيش المماليك في معركة مرج دابق شمال حلب يوم 24 أغسطس 1516، استمرت سوريا تحت الاحتلال حتى انسحاب العثمانيين منها في أعقاب الثورة العربية الكبرى والحرب العالمية الأولى في أكتوبر 1918.

images (1)


أحلام أتاتورك

وفي عشرينات القرن الماضي ووسط خلاف قوي بين تركيا والجارتين العربيتين الجنوبيتين العراق وسوريا، طرح كمال أتاتورك مؤسس تركيا الجديدة خارطة تركيا الكبرى التي شملت أجزاء اقتطعتها تركيا من سوريا والعراق، حيث شملت المنطقة التي ذكرها أتاتورك من حلب السورية إلى كركوك العراقية، كما تضمنت محافظتي أربيل والموصل في شمال العراق، لكن خطط أتاتورك فشلت ولم يحقق حلمه بسبب تماسك سوريا والعراق في هذه الفترة.

 

images (2)

 

زراعة الألغام على الحدود

ومنذ استقلال سوريا في العام 1946 دخلت مع تركيا، في أكثر من مرة، حالة من النزاع، كادت تفضي إلى حرب مدمرة بينهما، وكان يجسدها على الأرض تعزيز الوجود العسكري على الحدود وزراعة المزيد من الألغام على الجانب التركي، بحيث لا يستطيع أي كائن عبورها، وامتد النزاع ليشمل المياه، خصوصا خلال تسعينيات القرن العشرين، حيث قامت تركيا بإنشاء سلسلة من السدود الكبرى على نهر الفرات، فحجزت القسم الأعظم من مياهه، وحجزت مياه نهر الخابور بأكملها حتى جفّ وتوقف جريانه في الأراضي السورية.


أزمة عام 1998

وبلغ النزاع أوجه عام 1998 بين البلدين حين هدد القادة الأتراك باجتياح الأراضي السورية بحجة وقف هجمات حزب العمال الكردستاني، وايواء قائد حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في الاراضي السورية، ولكن تدخل بعض الدول الصديقة للطرفين مثل مصر وإيران، وخروج عبد الله اوجلان من سوريا، وتدخل ليبيا التي هددت بطرد الشركات التركية من أراضيها وإحلال شركات يونانية محلها أوقف التأزم بين الطرفين. وقد انتهى النزاع رسميًا بتوقيع اتفاقية أضنة 1998 والاتفاق على خروج مقاتلي حزب العمال الكردستاني من شمال سوريا.

 

images (3)

بطش أردوغان

وتجدد الحلم مع وصول الرئيس التركي رجب طيب إلى السلطة التي تزايدت تدخلاته العسكرية في الجارة العراق بشكل واضح منذ سقوط النظام العراقي في أبريل 2003 ، وتكرر المشهد ذاته في سوريا بعد اندلاع الأزمة في عام 2011، والتي أصبحت مدخلًا رئيسيًا لأردوغان للتدخل العسكري في سوريا وتوسيع محيط سيطرته على بعض المناطق العربية المجاورة، ورغم علاقته الطيبة مع عائلة الأسد قبل أحداث 2011، والزيارات المتبادلة بين أسرته وأسرة بشار الأسد، تناسي هذه العلاقة في سبيل تحقيق حلمه وحلم أجداده بتوسيع حدود بلاده متغاضيًا أن ذلك أدى إلى سقوط سوريا في فخ الإرهاب.

بدأت نوايا تركيا الاحتلالية لسوريا في هذا العقد، تظهر على نحو غير مسبوق، منذ إطلاق عملية درع الفرات في أغسطس عام 2016، حيث دفعت بدبابتها إلى الأراضي السورية وعينها على التمركز في الشمال مستغلة سيطرت بعض الجماعات ذو الفكر المتشدد على أجزاء من الحدود السورية، فيما اتسعت رقعة الاحتلال التركي بشكل متزايد بعد هذه العملية، ولكن اللافت هنا أن حلم إنشاء تركيا الكبرى ظل يراود أفكار النظام التركي ولا يخجل من الترويج له عبر تسريب وثائق تعود إلى الحقبة العثمانية تروج لأحقية تركيا على بسط سيطرتها على القرى السورية وبالأخص في مدينة حلب القريبة من الحدود التركية.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق