هل يفور التنور؟.. تركيا تنتظر ثورة ضد أردوغان

الأحد، 26 يوليو 2020 06:00 ص
هل يفور التنور؟.. تركيا تنتظر ثورة ضد أردوغان
رجب طيب أردوغان
محمد الشرقاوي

 
تتخذ المعارضة التركية منحناً تصعيدياً جديداً ضد رجب أردوغان، في ظل  انتهاكاته المستمرة ضد معارضيه، واتخاذ إجراءات أكثر قسوة تزيد الأمر سوءاً في البلد المنتهك للحريات. 
 
قبل يومين، هدد زعيم حزب المستقبل في تركيا أحمد داود أوغلو، أردوغان، بثورة على نظام حكمه، حال استمر الأخير في اتخاذ إجراءات تعرقل وصول حزبه الجديد إلى البرلمان وتضعفه.
 
ويرى داود أوغلو على أن غرض التعديلات المرتقبة، عرقلة الإرادة الشعبية في الانتخابات المقبلة، قائلاً: سيخوض حزب المستقبل دون حاجة إلى أحد من الأحزاب غمار الانتخابات ولن يستطيع أحد منع ذلك بتاتا.
 
 
وواصل تهديده: "إذا ما أقدمت السلطة الحاكمة على عرقلة دخول حزب المستقبل إلى الانتخابات القادمة فإنني سأنطلق برحلة في الأناضول وسأدعو كافة المدن للانتفاضة ضد تلك الممارسات ولن يكون حينها بمقدور أحد الحيلولة دون ذلك".
 
أردوغان يعدل قانون الأحزاب السياسية لصالحه 
 
ويأتي ذلك في وقت يواصل فيه حزب العدالة والتنمية، التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، والمتحالف معه حزب الحركة القومية، وضع اللمسات الأخيرة على تعديلات تخص قانون بالأحزاب السياسية والانتخابات؛ غرضها منع الأحزاب الجديدة التي انشق أعضائها عن أردوغان، من المشاركة في الانتخابات المقبلة.
 
وتستهدف التعديلات التي يريد إدخالها الحزب الحاكم بإيعاذ من أردوغان، إبعاد حزبي رئيس الوزراء الأسبق داود أوغلو ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان من المشاركة في الانتخابات المقبلة.
ويشترط القانون الجديد، أن يكون الحزب قد أكمل تشكيلاته الحزبية في المدن قبل 6 أشهر على الأقل من الانتخابات، خاصة وأن الحزبين يضمان أغلب السياسيين المنشقين عن حزب العدالة والتنمية.
 
 
ومن بين التعديلات، تقسيم الدوائر الانتخابية إلى عدة مناطق، وكل منطقة تضم 10 نواب في البرلمان، وهو الأمر الذي يفترض التحالف الحاكم بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية أنه سيقدم لهما فرصة لإرسال مزيد من البرلمانيين إلى مجلس الأمة لضمان تشكيل الكتلة الأكبر.

معارضو أردوغان يتجمعون في كيان جديد
 
ومع تفاقم الأوضاع السياسية التركية نحو الأسوء، أعلن نشطاء سياسيون عن تكوين مجموعة باسم "أصحاب الشعر الرمادي الكبار"، لتوحيد صفوف المعارضة في مواجهة القمع الذي تتعرض له المعارضة، ومصادرة حرية الرأي والتعبير من قبل الرئيس
التركي رجب طيب أردوغان.
 
المجموعة الجديدة - مكونة من 101 ناشطًا- دعت في الذكرى الثانية لتطبيق نظام الحكم الرئاسي في تركيا الذي أقامه أردوغان، للتوحد تحت عباءة "أصحاب الشعر الرمادي الكبار"، موجهين الدعوة للشباب للاتحاد وتحقيق الهدف.
 
وفق بيان المجموعة الرمادية، فإن المجموعة تجمع مختلف شرائح المجتمع والخلفيات والسياسات، رافعة شعار "نستحق العيش بسلام وهدوء في مجتمع عادل وسلمي، وخاصة الشباب الذين هم أملنا".
 
لم تشهد بلادنا أبدا الظلام والظلم وغياب القانون وتفكك النسيج الاجتماعي والعزلة العالمية والعار مثل اليوم، يقول البيان: "لقد تم تعليق العمل بالدستور، أصبحت السلطة القضائية، التي يفترض أن تكون مستقلة ونزيهة، تحت وصاية القصر.. كل المؤسسات التي تضمن الأسس الديمقراطية للجمهورية أصبحت معطلة واحدة تلو الأخرى".
 
 
وفي الوضع الحالي من التعسف والقمع الذي لا هوادة فيه، يتم التخلص حتى من أي (قصاصات) متبقية للديمقراطية، ومن سيادة القانون، والقوانين والممارسات التي تهدد أمن حياة المواطنين وممتلكاتهم وتتجاهل حقوق الإنسان وحرياته تماما، وتبيد حقوق المواطنة لدينا، وتجعل منظماتنا المهنية خاضعة للحكومة، وتقيد حقنا في الإطلاع، وتقتطع حريتنا في التعبير– تضربنا على رأسنا واحدة تلو الأخرى، كالمطرقة.
 
ويعيش المجتمع التركي حالة من التشتت والانقسام، وفق البيان، يضيف: "الأخطر من ذلك هو أننا أصبحنا مقسمين إلى معسكرات. وتتم حياكة الصراعات بحيث لا يستطيع المتدينون والعلمانيون، السنة والعلويون، اليمينيون واليساريون، الترك والأكراد، الصغار والكبار، أن يجتمعوا معا للمطالبة بشكل جماعي لإنهاء هذا التوجه المستمر".

الانتهاكات في تركيا 
 
قبل أسبوعين، قال مركز "أوراسيا ريفيو" الأمريكي للدراسات والبحوث، إنه الـ 20 عامًا الماضية مدة حكم أردوغان، انتهك الرئيس التركي حقوق الإنسان في بلده تركيا وزعزع الاستقرار واستغل الآخرين من أجل تعزيز أجندته القومية في الخارج.
 
وقال المركز الأمريكي، إن أردوغان يواصل ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في تركيا باستخدام مصطلحات مثل الانقلاب العسكري الفاشل عام 2016 كذريعة لإسكات وسائل الإعلام، وسجن أكثر من 150 صحفيًا، وسجن نحو 80.000 يشتبه في انتمائهم إلى حركة جولن، وطرد 150.000 ضابطًا عسكريًا وموظفًا حكوميًا من أعمالهم في خطوة عرفت بتطهير الجيش والشرطة، وشارك في عملية منهجية للتطهير العرقي ضد الأقليات في تركيا وشمال سوريا.
 
وأكد البيان مواصلة اضطهاد أردوغان الممنهج ضد الطائفة الكردية، ويواصل حربًا استمرت 50 عامًا ضد حزب العمال الكردستاني، والذي يعتبره منظمة إرهابية، ويرفض استئناف المفاوضات مع الأكراد وإنهاء المذبحة التي أودت بحياة نحو 40.000 شخص.
 
 
وأشار إلى الغزو الأردوغاني لسوريا لمنع الجالية الكردية السورية من إقامة حكم ذاتي، وترسيخ موطئ قدم دائم لتركيا في البلاد، والذي من شأنه أن يؤدي فقط إلى إطالة الصراع وزيادة زعزعة الاستقرار في المنطقة.
 
وأضاف أن أردوغان استثمر بشكل كبير في تعزيز أجندته المتطرفة من خلال دعم الجماعات المتطرفة المعادية للغرب مثل الإخوان المسلمين، وحتى داعش، فهو يستخدم الإسلام كأداة سياسية من خلال بناء المساجد والمؤسسات الإسلامية الأخرى.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق