تفتكروا العيب في مين؟

الأحد، 01 نوفمبر 2020 07:07 م
تفتكروا العيب في مين؟
شيرين سيف الدين

 
مقالي اليوم حول أحد المواقف التي حدثت لي منذ سنوات خلال فترة عملي في المركز الصحفي للمراسلين الأجانب، وكان لي الحظ في لقاء العديد من الشخصيات الصحفية من مختلف دول العالم المتواجدين على أرض مصر سواء مقيمين أو زائرين.
 
الموقف كان مع رئيس جمعية المراسلين الأجانب في مصر الألماني الجنسية مصري الهوى الراحل فولكهارد فيندفور، ولمن لا يعرفه فهو أول صحفي أجنبي يحصل على وسام الاستحقاق المصري وكانت له مسيرة صحفية طويلة بمصر، فقد عمل بالقاهرة لأكثر من 40 عاماً وأسس مكتب «دير شبيجل»، ومنحه الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا وسام الاستحقاق تكريماً لدوره، وبصفته مؤسس ورئيس تحرير مجلة «الملتقى» التي تصدر بالتعاون مع غرفة التجارة الألمانية المصرية.
 
عاش فلكهارد على أرض مصر بكل الحب وترك وطنه الأصلي ألمانيا التي يحلم العديد بالعيش بها، لأنه عرف قيمة مصر وعشق ترابها، وفضل البقاء على أرضها ما تبقى من حياته.
 
كان لابد من إعطاء نبذه عن الراحل قبل أن أشير إلى الموقف الذي استحضرته يوم علمي بوفاته، فذات يوم حضر الراحل لمقر المركز الصحفي الكائن بمبنى ماسبيرو حيث كان على موعد مع إحدى قنوات التليفزيون المصري لتصوير لقاء، وصادف أن كان بعد الساعة الرابعة وكنت أنا مسؤولة عن "شيفت" ذلك اليوم، فجلسنا سويا حيث حضر قبل موعد اللقاء احتراما لموعده "نظام ألماني"، وتحدثنا قليلا حتى حان الموعد وأكثر بحوالي عشر دقائق، دون ظهور أحد من فريق التصوير، وبدأ الرجل في التوتر والامتعاض من عدم احترام المواعيد لدى عدد لا بأس به من المصريين، فحاولت تهدئته بأنه ربما حدث ظرف ما، بالرغم من عدم اقتناعي حيث إنني أيضا من أصحاب المواعيد المضبوطة الذين يوترهم تأخر الغير.
 
ثم بعد حوالي خمس دقائق أخرى أي بعد ربع ساعة من الموعد الأصلي انتفض قائما بوجه أحمر اللون مقررا الرحيل وعدم الانتظار لأكثر من ذلك، حاولت معه مرة أخرى على اعتبار لقاءه مكسب للقناة وللمشاهدين، وأملا مني في ظهور أحد أفراد فريق التصوير أثناء حديثي معه إلا أنه أخبرني أنه يحب مصر حبا جما، لكنه يستاء من سلوك البعض في التعامل، وأن مثل هذه السلوكيات هي ما تضر بالأوطان، ووطن كمصر يستحق أن نعمل جميعا من أجل الحفاظ عليه والنهوض به أكثر لا أن نتراخى ونصبح نحن سببا في ضرره، واعتذر مني ورحل إلا أن كلماته لم ترحل من عقلي وأتذكرها إلى يومنا هذا فهو محق في كل كلمة، فمن حديثه علمت وتيقنت سر تطور ونهوض ألمانيا، فالسبب الأول هو الشعب المنضبط والملتزم الذي يحترم وطنه بداية من احترام مواعيده.
 
اللطيف والطريف أنني حمدت الله أنه أصر على موقفه بعدم الانتظار حيث لم تظهر المذيعة وفريقها إلا بعد حوالي ساعة من رحيله وأتت تسألني عنه!، فأخبرتها بما حدث وبغضبه الشديد، وأتذكر أنني لمتها على تأخرها عن موعدها الذي أظهرنا بما لا يليق بنا.
 
وفي النهاية أعود لأطرح سؤالا هاما أتمنى أن نجيب عليه بضمير فلربما قررنا إصلاح انفسنا: "ياترى العيب في مين، فينا ولا في البلد؟".
 

 

تعليقات (4)
اممممم
بواسطة: دينا شمس
بتاريخ: الأحد، 01 نوفمبر 2020 07:42 م

السؤال ده محرج أوي بجد وعندك حق العيب فينا بصراحة

صح
بواسطة: Fadi
بتاريخ: الأحد، 01 نوفمبر 2020 07:44 م

صح جدا سلوكنا هو اللي بيجيب لبلدنا الكلام وكلما بنغلط وفي الاخر بنلوم عالبلد... تحياتي

وده سؤال برده
بواسطة: نهى
بتاريخ: الأحد، 01 نوفمبر 2020 08:06 م

احنا زي الفل مافيناش عيوب ابدا ماحدش بيعترف

المضحك المبكي
بواسطة: نجلاء حسن
بتاريخ: الأحد، 01 نوفمبر 2020 08:15 م

مقال راىع وسرد جميل ويشد جدا الواحد مش عارف يضحك ولا يعيط .. برافو بجد

اضف تعليق