مقترحات للمباني المنسية

الخميس، 11 فبراير 2021 03:12 م
مقترحات للمباني المنسية
شيرين سيف الدين

 
منذ سنوات طوال كلما مررت بطريق الأوتوستراد المتجه من المعادي إلى مدينة نصر يلفت نظري مجموعة مبان مواجهة لمنطقة صقر قريش، بها عدد كبير من "العمارات" السكنية المبنية والمهجورة، وعلى ما يبدو أن هناك مشكلات قانونية حول تلك المباني إما إنها مخالفة أو بنيت بوضع اليد، أو لأمر ما لا يعلمه ألا الحكومة، ودائما ما أتساءل حول السر وراء تلك المباني المنسية؟
 
لا أعلم جيدا سبب بقائها هي وغيرها من البنايات دون أي استفادة تذكر من قبل الدولة، فمثل  تلك المباني خاصة المتواجدة في أماكن حيوية وفي ظل التطور العمراني الذي تشهده الدولة تعد موردا هاما يمكن الاستفادة منه بشكل أو بآخر بدلا من إهداره.
 
أتصور لو أنني مسئولة لكنت حصرت هذه المباني ووضعت خطة لاستغلالها إما بالانتهاء من أعمال التشطيب بها وتجهيزها وطرحها للبيع، أو الاستفادة منها كمساكن إيواء مؤقتة لمن يفقدون منازلهم، أو أن تدخل ضمن منظومة السكن البديل للعشوائيات.
 
كما يمكن الاستفادة منها تجاريا من خلال تحويلها لمكاتب أو عيادات يتم تأجيرها لتصبح مصدر دخل إضافي لميزانية الدولة تستفيد منه بالشكل المناسب، أما الهدف الأسمى الذي أتمنى أن تُستغل فيه هو تحويلها لوحدات صغيرة "ستوديو" تُمنح لأبناء دور الأيتام الذين يضطرون لترك الدور عند وصولهم للسن القانوني، لتصبح سكنا بديلا لهم حتى إتمام دراستهم أو الحصول على عمل مناسب يسمح لهم باستئجار سكن خاص.
 
أما إن كانت تلك المباني تمثل خطرا وغير صالحة للسكن فلماذا لا تهدمها الدولة وتعيد الاستفادة من أراضيها التي تقع في مثل هذه المناطق الحيوية.
 
ليست تلك المباني فقط هي المهدرة بل أيضا توجد بنايات منفردة وضعت لها الأساسات والأعمدة وبقيت على حالها مهجورة لسنوات في أغلب الأحياء، وفي اعتقادي فإن مثل تلك الأبنية يمكن أن تساهم في حل مشكلة المرور إذا تم تحويلها لجراجات متعددة الطوابق مما يساهم في إيجاد أماكن لاصطفاف السيارات في تلك المناطق السكنية، مع العلم أن من هذه الأبنية ما تحول لأوكار للمشردين، والبعض الآخر يستغله الخارجون عن القانون في تخزين الأسلحة والمخدرات والبضائع المشبوهة، كما يشكو العديد من السكان أن الخفافيش ملأت بعض هذه المباني، مما يشكل خطرا صحيا وبيئيا خاصة مع انتشار الفيروسات المتعلقة بهذه الكائنات.
 
كل ما تحدثت عنه بالطبع مجرد اجتهادات ومقترحات ربما تفيد، ومن المؤكد أن لدى المسؤولين حلولا أخرى أيضا، المهم هو أن نبدأ بالاهتمام بذلك المورد كي تستفيد الدولة منه أكبر استفادة.
 
ملف هام من وجهة نظري أتمنى أن يلتفت إليه السادة وزراء الإسكان والتنمية المحلية والشئون الاجتماعية والسادة نواب مجلس الشعب ورؤساء الأحياء، والقيام بحصر تلك المباني في المناطق المختلفة للاستفادة منها على الوجه الأمثل بدلا من إهدارها بهذا الشكل الغير منطقي.
 
ما دعاني للحديث حول هذا الأمر الذي يشغل بالي منذ سنوات طويلة، وبصفتي مواطنة مصرية إيجابية وجزءاً من نسيج هذا الوطن أحمل همومه وأحلم له بالأفضل دائما، هو ما أراه الآن من إصلاحات على الأرض التي غيرت الواقع القبيح للكثير من الملفات، وثقتي في جدية ورغبة الحكومة الحالية في الاستفادة من كل حجر على أرض مصر، وأيضا الطفرة العمرانية التي تشهدها مصر حاليا، والأهم من كل ذلك هو اهتمام سيادة الرئيس بشكل شخصي جاد بإيجاد حلول خارج الصندوق لحل المشكلات التي يعاني منها المواطنون.

 

تعليقات (2)
هايل
بواسطة: Dina
بتاريخ: الخميس، 11 فبراير 2021 04:58 م

هايل جدا أن نجد من يهتم بوطنه ويفكر في حلول منطقية لمشكلاتها ... أؤيد فكرة تحويلها سكن بديل لأبناء دور الأيتام يارب يتحقق الحلم ده

أؤيد بشدة
بواسطة: نجوى
بتاريخ: الخميس، 11 فبراير 2021 04:59 م

انا ايضا تلفت انتباهي تلك المنطقة وفعلا لما لايتم استغلالها بشكل افضل ؟

اضف تعليق