دينا الحسيني تكتب: رعب أمريكا المتجدد فى الزمن.. 11 سبتمبر "فزاعة دائمة" بعد 22 سنة

الإثنين، 11 سبتمبر 2023 09:00 م
دينا الحسيني تكتب: رعب أمريكا المتجدد فى الزمن.. 11 سبتمبر "فزاعة دائمة" بعد 22 سنة
أرشيفية

رغم مرور 22 عاما على هجمات 11 سبتمبر التي كبدت أمريكا خسائر تقدر بمئات المليارات، لم يقتصر الأمر على ضرب مركز التجارة العالمي، بل شملت أيضا خسائر عسكرية ومادية تتمثل في حجم الأموال التي أنفقتها الأنظمة الأمريكية لملاحقة التنظيمات الإرهابية التي قدرت بأكثر من 124 مليار دولار أمريكي مقابل التدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان تحت اسم "الحرب على الإرهاب" منذ عام 2002 حتى الانسحاب عام 2021، بحسب تقرير حديث صادر عن "البيت الأبيض" في يونيو2020 وقبل سيطرة حركة طالبان على الحكم، في أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة في تاريخها والتي استمرت لعقدين من الزمن.

لم تكن هجمات 11 سبتمبر حادثة استثنائية استيقظ عليها الأميركيون، بل إنها غيرت لغة الخطاب السياسي الأميركي في الداخل والخارج، وأحدثت تغييراً عالمياً، وكان التغيير الأهم هو التوترات التي شهدتها العلاقات الخارجية الأمريكية مع دول منطقة الشرق الأوسط، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى حد الصراع.

ورغم كل الإجراءات التي فرضتها أمريكا لمكافحة الإرهاب والقضاء على العناصر المتورطة في التخطيط لتنفيذ الحادثة، إلا أن شبح هذا الحادث والدمار الذي أحدثه ما زال يخيف النظام في البلاد ويهدد بقاءه في السلطة رغم كل المعارك التي خاضتها أمريكا مع "المتطرفين" في العديد من البلدان، ومهما كانت الانتماءات الأيديولوجية لرأس النظام في أمريكا، فإنهم يجمعهم الخوف من تكرار سيناريو أحداث سبتمبر 2001.

في أغسطس 2022 أكتمل الثأر الأمريكي من أخر المتورطين في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر 2001، بعد مرور 21 عاماً، ذلك عقب إعلان المخابرات الأمريكية استهداف زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في أحد الأحياء الراقية بالعاصمة الأفغانية كابول، تلك التي يُقيم فيها كبار مسئولين طالبان، وتحديداً بالقرب من مقر السفارة الأمريكية.

تتبعت الولايات المتحدة الأمريكية مُنفذين حادث ضرب برجيي مركز التجارة العالمي منذ اندلاع الهجمات، منهم من لقي مصرعه في الحادث، ومنهم من ضُبط، أبرزهم رمزي بن الشيبة، الذي توصلت إدارة جورج بوش الأبن لمخبأة في أفغانستان 11 سبتمبر 2002، وبعده بعام سقط خالد شيخ محمد لتتفرغ أمريكا للثأر من قيادات القاعدة المسئولين عن تدبير الحادث، على مدار عهود رؤساء أمريكا الذين تولوا الحكم وقت الهجمات وحتى الأن.

الضربة الكُبرى كانت لأسامة بن لادن، الذي استهدفته واشنطن في عهد الرئيس باراك أوباما بعملية في باكستان أُطلق عليها "كوماندوس"، قبل أن يلقى نجله حمزة مصرعه عام 2019 عقب استهدافه من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في منطقة حدودية بين أفغانستان وباكستان، مروراً بسقوط أخر ذيول قيادات تنظيم القاعدة من مدبري حادث 11 سبتمر وهو القيادي أيمن الظواهري.

ما يؤكد هذه المخاوف هو خطاب مسجل مدته 6 دقائق للرئيس جو بايدن، تداولته وسائل إعلام أميركية في الساعات الأولى من صباح 11 سبتمبر 2020 ، تزامنا مع ذكرى الحادثة. وقال جو بايدن في رسالة نصية: "هذا بالنسبة لي، هو الدرس الرئيسي المستفاد من أحداث 11 سبتمبر، وهو أنه عندما نكون أكثر عرضة للخطر، فإن الوحدة هي أعظم قوتنا"

إن الكشف عن أسرار عن أكبر حادثة في تاريخ القوة العظمى الأمريكية، يوما بعد يوم، يشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تعاني من شبح آثار الجماعات المتطرفة حتى يومنا هذا، رغم الانتقادات الحادة الموجهة إليها حاليا  بشأن تغيير سياستها في التعامل مع الجماعات الإرهابية وبين احتضان وإيواء فصائل منهم والانسحاب المفاجئ من أفغانستان، ترك ذلك علامات استفهام كثيرة للأميركيين أنفسهم.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق