خبراء سياحة لـ«صوت الأمة»: المتحف المصري الكبير نقطة تحول كبرى في خريطة السياحة العالمية
السبت، 08 نوفمبر 2025 09:47 م
يُعد المتحف المصري الكبير واحدًا من أهم وأضخم المشاريع الثقافية والحضارية التي شهدها العالم في القرن الحادي والعشرين، ليس فقط باعتباره أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في التاريخ، بل أيضًا كونه يمثل بوابة جديدة نحو نهضة سياحية شاملة في مصر.
وقال الدكتور نادر الببلاوي رئيس غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة إن هذا الصرح العملاق يرسخ مكانة مصر كوجهة فريدة تمتلك تاريخًا لا يضاهيه أي بلد في العالم، لافتاً إلى أن المتحف الكبير لا يعد مجرد مشروع أثري أو متحف تقليدي بل هو منارة حضارية وسياحية عالمية تجمع بين الأصالة والحداثة، وتُجسد رؤية مصر الجديدة التي تمزج بين عظمة الماضي وطموحات المستقبل، مؤكداً أن مشاركة القادة والملوك والرؤساء من مختلف دول العالم في حفل الافتتاح تعكس حجم التقدير الدولي لمكانة مصر وحضارتها، مشيرًا إلى أن هذا الحدث سيساهم في زيادة الطلب على السياحة الثقافية ويشكل دفعة قوية لبرامج الشركات السياحية المصرية خلال الفترة المقبلة.
وأشار الببلاوى إلى أن الغرفة بالتعاون مع الاتحاد المصري للغرف السياحية ووزارة السياحة والآثار، ستعمل على استثمار هذا الحدث التاريخي في حملات ترويجية دولية تُبرز المتحف الكبير كأحد أعظم المعالم الحديثة في العالم، وتعيد وضع مصر على خريطة المقاصد السياحية الأكثر جذبًا.
وقال حسام الشاعر، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن المتحف يمثل انطلاقة جديدة لمستقبل السياحة المصرية، ورسالة سلام وتنوير من أرض الحضارة إلى شعوب العالم، موضحا أن مئات الملايين حول العالم تابعت بشغف كبير حفل الافتتاح مما يعزز صورة مصر في قلوب الملايين حول العالم ويزيد الرغبة الدولية في زيارتها و يرسخ مكانتها كأهم مقصد في العالم للسياحة الثقافية .
وأوضح رئيس الاتحاد أن المتحف المصري الكبير يمثل نقلة نوعية في تطوير المنتج السياحي الثقافي، وركيزة أساسية في تعزيز مكانة مصر كوجهة رئيسية لعشاق التاريخ والحضارة، مؤكدًا أن هذا الافتتاح سيكون نقطة تحول كبيرة في دعم حركة السياحة الوافدة إلى مصر خلال المرحلة المقبلة.
وأكد عادل أبو النجا، عضو غرفة شركات السياحة والسفر وعضو غرفة شركات السياحة الأمريكية (ASTA)، أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيكون بمثابة نقطة تحول كبرى في خريطة السياحة العالمية، وسيحدث طفرة نوعية في أعداد السائحين الوافدين إلى مصر خلال السنوات المقبلة، موضحاً إن افتتاح المتحف المصري الكبير يتزامن مع بداية الموسم الشتوي، وهو الموسم الذي يشهد عادةً انتعاشًا كبيرًا في حركة السياحة الثقافية الوافدة إلى مصر.
وأوضح أن هذا التوقيت "مدروس بعناية"، إذ يتناسب مع طبيعة المناخ المعتدل في مصر خلال الشتاء، ومع تزايد الطلب العالمي على السياحة التاريخية والثقافية في تلك الفترة، وتوقع أبو النجا أن يبلغ عدد زائري المتحف المصري الكبير نحو 15 ألف زائر يوميًا عقب افتتاحه، وهو ما يعادل خمسة ملايين سائح إضافي سنويًا، لافتًا إلى أن هذه الأرقام تمثل "قفزة حقيقية في إجمالي عدد السائحين الذين يزورون مصر كل عام"، لافتاً إلى أن هذه الزيادة المتوقعة ستنعكس بشكل مباشر على حجم العائدات السياحية وعلى فرص العمل في قطاعي السياحة والخدمات، مشيرًا إلى أن "المتحف لن يكون مجرد مزار أثري، بل مشروع تنموي شامل يعيد رسم خريطة السياحة في مصر".
وقال عمرو صالح، مستشار البنك الدولي سابقًا إن مشروع المتحف المصري الكبير لا يُعد مشروعًا تجاريًا أو استثماريًا بالمفهوم التقليدي، بل هو من أعظم مشروعات البنية التحتية الاقتصادية والثقافية التي نفذتها مصر خلال السنوات الأخيرة، متوقعاً أن يجذب المشروع السائح عالي الإنفاق، والكوادر الإبداعية العالمية والنخب الفكرية والفنية، بما يعزز مكانة مصر كمركز حضاري وفكري ملهم، وبما يخلق بيئة خصبة للإبداع والمعرفة.
وأشار إلى أن المتحف لا يقف عند كونه مشروعًا ثقافيًا بل يخلق اقتصادًا متكاملًا حوله، مثلما تحولت شرم الشيخ إلى مدينة ترفيهية، والأقصر إلى مدينة تاريخية، مؤكدًا أنه لا يوجد ما هو أعظم من أن يتوسط المتحف منطقة أهرامات الجيزة، إحدى أبرز عجائب العالم، وتابع أن المشروع سيسهم في تحريك قطاعات اقتصادية متنوعة تشمل الإنشاءات، والتصميم، والنقل، والضيافة والأمن والإعلام والتسويق الدولي، إلى جانب ما سيحفزه من مشروعات للفنادق والمطاعم والمتاجر الفنية والحرف اليدوية، ودعم الشركات الناشئة في مجالات التصميم وإدارة التراث والتقنيات الرقمية، إلى جانب استضافة الفعاليات الثقافية العالمية.
ونوه بأن المتحف يسهم في بناء صناعة للتراث والإبداع التاريخي تُعد إحدى ركائز الاقتصاد الإبداعي الذي يُعد من أسرع القطاعات نموًا في العالم، لافتًا إلى أن المشروع يعيد تقديم صورة مصر للعالم، فالمتحف لا يروي الماضي فقط بل يصوغ سردية حضارية جديدة لمستقبل الدولة، وهو ما يُعد أفضل استثمار في مكانتها الدولية باعتبارها قوة حضارية قبل أن تكون قوة سياسية أو اقتصادية.
وأوضح التأثير الحضاري العالمي لمثل هذه المشروعات، مستشهدًا بالطفرة التي أحدثها متحف اللوفر أبوظبي، وتحول مدينة بلباو الإسبانية بعد إنشاء متحف غوغنهايم، ودور دار أوبرا سيدني في جعل المدينة رمزًا ثقافيًا عالميًا.