جامعة الدول العربية: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف قطاع التعليم ويهدد مستقبل الأجيال الفلسطينية
الأحد، 16 نوفمبر 2025 01:34 م
هانم التمساح
انطلقت اليوم الأحد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الدورة الـ110 للجنة "البرامج التعليمية الموجهة للطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة"، برئاسة دولة فلسطين، وبحضور ممثلي مصر والأردن ولبنان وسوريا وفلسطين، بالإضافة إلى منظمات عربية وإسلامية ودولية معنية بالشأن التعليمي في الأراضي المحتلة.
وتهدف الدورة، التي تستمر على مدى ثلاثة أيام، إلى استعراض تقارير حول البرامج التعليمية الموجهة وتطوراتها، ودور اللجنة في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية للعملية التعليمية، ومتابعة سير التعليم في القدس، وكذلك برامج التعليم الإذاعية والتلفزيونية، وظروف الإنتاج والبث والاستقبال، وتنسيق التبادل الإذاعي والتلفزيوني، بالإضافة إلى تقارير لجنة الاستماع والمشاهدة والتدريب والتأهيل.
استهداف ممنهج للتعليم
قال السفير الدكتور فائد مصطفى، الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، إن هذه الدورة تأتي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، بعد حرب استمرت عامين وأدت إلى استشهاد وفقدان واعتقال وجرح قرابة 250 ألف فلسطيني وتدمير أكثر من 88% من المباني والمنشآت، بما فيها البنية التحتية التعليمية والصحية والخدمية.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياسات عدوانية في القدس المحتلة والضفة الغربية، تشمل اقتحام المسجد الأقصى، الاعتداء على المدن والبلدات والمخيمات، أعمال العنف والمستوطنين، الإعدامات الميدانية، الاعتقالات، التهويد، التمييز العنصري، وتوسيع الاستيطان. منذ السابع من أكتوبر 2023، أدى هذا العنف إلى استشهاد حوالي 1070 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 11 ألفًا، واعتقال أكثر من 20 ألف مواطن.
وأشار مصطفى إلى أن قطاع التعليم كان من أكثر القطاعات استهدافًا، ما أسفر عن كارثة كبيرة أثرت على الطلاب والمعلمين والبنية التعليمية، محذرًا من انعكاسات كارثية محتملة على المجتمع الفلسطيني إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لإعادة تأهيل المدارس والجامعات وضمان بيئة تعليمية آمنة.
حصيلة الخسائر في التعليم
وأوضح مصطفى أن حرب الإبادة في غزة أدت إلى استشهاد نحو 13,500 طالب وطالبة، وحرم أكثر من 785 ألفًا من حقهم في التعليم، وفقد أكثر من 800 معلم وكادر تربوي حياتهم، بالإضافة إلى نحو 190 أكاديميًا وباحثًا. وتضررت مدارس غزة بنسبة تقارب 95%، ويحتاج أكثر من 90% منها لإعادة بناء أو تأهيل رئيسي.
كما لفت إلى أن الضفة الغربية والقدس الشرقية شهدت تعطلاً في التعليم بسبب القيود على الحركة وتصاعد العنف، حيث تأثر أكثر من 780 ألف طالب، في ظل مخاطر مضايقات المستوطنين والقوات الإسرائيلية. وأكد أن سياسات الاحتلال تهدف إلى طمس الهوية الوطنية الفلسطينية ومحو الوعي الثقافي والانتماء للأجيال القادمة.
دعوة لتضافر الجهود الدولية
وشدد مصطفى على أن مسؤولية حماية التعليم الفلسطيني تقع على الجميع، وتشمل تضافر جهود المؤسسات المحلية والدولية والمجتمع المدني والأسر لإعادة إعمار المدارس وتوفير بيئة تعليمية آمنة. وأشاد بجهود وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ووكالة الأونروا في تعويض الفاقد التعليمي من خلال برامج متنوعة رغم الظروف الصعبة.
وأكد أن توصيات هذه الدورة ستساهم في التصدي لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي تدمير العملية التعليمية، بما يسهم في استمرار التعليم وتحسين جودته لأبناء فلسطين، وتمكينهم من متابعة بناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.