ضبابية «ترامب» تحمل رسالة أمريكا للعالم
الثلاثاء، 17 يناير 2017 10:27 ص
أصدرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تقريرا لها حول سياسات الإدارة الجديدة للرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب قبل أيام من التنصيب، حيث قالت إن ترامب قد وجه سلسلة من الانتقادات اللاذعة وغير المتوقعة تجاه العديد من القادة العالميين، كالصين وألمانيا وحلف الناتو، وغيرهم، أدت إلى حالة من الضبابية والارتباك في مختلف دول العالم، إلا أن الدولة الوحيدة التي لم تنل نصيبا من تلك الانتقادات هي روسيا وزعيمها فلاديمير بوتين.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن كلمات ترامب الاستفزازية، سواء تلك التي أدلى بها للإعلام أو على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، يمكن النظر إليها بأنها تحمل رسالة للعالم بأن الإدارة الجديدة لا تعترف بالثوابت، وأن كل الخيارات متاحة أمامها، إلا أن هناك اتفاقا بأن هجومه على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ربما كان متسرعا، في ضوء الأهمية الكبيرة لألمانيا كعنصر رئيسي لاستقرار أوروبا.
من جهته، قال نيكولاس بيرنز، السفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلسي «ناتو»، أن تصريحات ترامب تأتي كاعتداء مباشر على النظام الليبرالي الذي قامت ببنائه الولايات المتحدة منذ عام 1945، كما أنه يسعى للتنصل من مسؤولية أمريكا في قيادة العالم الغربي، موضحا أن تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد ضد الناتو هي دعوة صريحة بتفكيك الاتحاد الأوروبي، وكذلك الهجوم على ميركل بهدف تشويه سمعتها ووضعها على قدم المساواة مع بوتين في عيون أوروبا.
ورصدت الصحيفة الأمريكية أن تصريحات ترامب طالت أقوى زعماء أوروبا، وهما ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، حيث إن تصريحاته الحماسية تجاه انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، والتي وعد خلالها بمنح بريطانيا اتفاق تجارة حرة مع بلاده إذا ما اتخذت إجراءات جادة في هذا الإطار، يضع مزيدا من الضغوط عليها قبل ساعات من خطابها المقرر اليوم الثلاثاء حول خطة بلادها للخروج من الكتلة الأوروبية.
وعلى الرغم من ذلك، فإن تصريحات ترامب نالت ثناء وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، والمعروف بدعمه لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث أكد أن ذلك يعكس عمق العلاقات الأنجلوأمريكية، معربا عن تقديره لمبادرة ترامب بعقد اتفاق تجارة حرة بين بريطانيا والولايات المتحدة في حالة الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي يرى فيه قطاع كبير من المحللين أن أوروبا على أعتاب مرحلة انتقالية خلال هذا العام، مع اقتراب الانتخابات في فرنسا وهولندا وألمانيا، فإنهم يرون تصريحات ترامب مدمرة للوحدة الأوروبية، وهو الأمر الذي دفع دبلوماسيي أوباما في دول أوروبا إلى دعوة قادة الدول التي يعملون بها إلى الهدوء في التعامل مع الإدارة الجديدة.
وقال سفير أوباما بألمانيا جون إيميرسون، والذي أنهى خدمته بألمانيا مؤخرا، إنه على قادة ألمانيا الاحتفاظ بهدوئهم وعدم النظر إلى تغريدات «تويتر» باعتبارها مؤشرا على توجهات السياسة الخارجية الأمريكية.