أمهات «دار السعادة» بدمنهور.. حكايات بين القسوة والألم
الثلاثاء، 21 مارس 2017 01:00 م
دار السعادة
كتب- عصام النجار
في الوقت الذي يحتفل فيه الجميع بعيد الأم، تجد في الوقت ذاته أمهات جليسهن الحزن والبكاء من قسوة أبنائهم، يروين قصصا تبكي لها القلوب وروايات تقشعر لها الأبدان.
«صوت الأمة» التقت عددا من الأمهات داخل دار «السعادة» بدمنهور في البحيرة، اللائي اتخذن من الدار سكنا لهم يعوضهن عن قسوة الأبناء والأشقاء ومتاعب الحياة.
الحاجة انشراح أحمد الفلاح، 70 عاما، انضممت إلى الدار منذ أن توفى زوجها بعدما أصيبت ببتر في ساقيها، ولم تجد من يخدمها، لتصبح الدار بالنسبة لها هي حياتها ومسكنها.
.jpg)
وقالت الحاجة شادية علي شيبة، 64 عاما، «جليسة كرسي متحرك»، إن لديها ابن وحيد، ولجأت إلى الدار بعد ما تركت مكان سكنها لابنها لضيق مساحته، لكي يتزوج فيه، وذهبت للدار حتى تجد من يقوم برعايتها والاهتمام بها وتوفير احتياجاتها.
نعمات محمود حجاج، بدأت حديثها بعدما ذرفت عيناها دموعا تخفي ورائها ألما وحزنا قائلة: «زوجة ابني طردتني بعد وفاة ابني، وحرمتني من العيال الأربعة، ومليش حد في الدنيا إلا ربنا، وبناتي المتزوجات خايفة عليهم من المشاكل بسببي، فجيت الدار، لأني مش بحب أكون تقيلة على حد وبنتظر زيارتهم كل 3 شهور وكتر ألف خيرهم».
عصمت محمد عبد الله، 75 عاما، لم تنجب، قالت: «الدار بقت حياتي بعد وفاة زوجي وكان عمدة البلد وكنت عايشة عيشة الملوك ولكن يشاء الله إن حالي يتبدل إلى حال آخر، ودلوقتي مش لاقية العون ولا المساعدة بعد اخاتي ما سابوني وجابوني هنا من أهلي واخواتي في الدار».

وقال أحمد الجمل، أخصائي اجتماعي بالدار، إننا نعمل على تعويض هؤلاء الأمهات بما فقدوه من أبنائهم، ونسعى دائما لرسم البهجة على وجوههم من خلال خدمتهم ورعايتهم وحسن معاملتهم وإقامة حفلات كل فترة للترويح عنهن، ونعمل أيضا على توفير الحرية الكاملة لهم والتحرك داخل وخارج الدار حتى لا يشعروا أنهم هربوا من سجن إلى سجن أشد ظلاما.
وطالب وزارة التضامن الاجتماعي، ومديرية التضامن بمحافظة البحيرة، بالاهتمام بهؤلاء الأمهات وزيادة ميزانية الدار حتى يتمكنوا من توفير كل متطلبات سكان الدار والعمل أكثر من ذلك على راحتهن كما طالب بتوفير طقم من التمريض يتواجد على مدار الـ 24 ساعة لأنه لا يوجد سوى في الفترة الصباحية فقط ممرضة واحدة.